باتت قضية تساقط المدربين في الدوري السعودي لكرة القدم تؤرق الشارع الرياضي بمختلف شرائحه وطبقاته لا سيما في الآونة الاخيرة التي تزايد فيها عدد المدربين المعفيين من مهامهم الفنية بشكل اثار جدلا واسعا ووضع اكثر من علامة استفهام امام الاجهزة الادارية المسؤولة عن الاندية التي انفقت اموالا طائلة من خلال التعاقدات المتعاقبة مع مجموعة من المدربين الذين ينتمون لعشر مدارس كروية. ففي الدوري الممتاز تعاقدت الاندية ال 12 التي تعتبر الصفوة منذ بداية العام وحتى هذه الفترة مع 32 مدربا وهذا الكم الهائل من المدربين يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان هناك عشوائية في الاختيار والتنقيب عن المدربين الاكفاء ا لذين بامكانهم تطوير الفرق وصقل اللاعبين وتوظيفهم بالشكل المطلوب. وحول هذا الموضوع اجرينا الاستطلاع التالي مع بعض المسؤولين في الاندية وبعض المدربين الوطنيين. @ ففي البداية قال الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد ان الاندية السعودية مع الاسف الشديد تدار بالامزجة الشخصية وليس بالتنظيم فغالبية رؤساء تلك الاندية لا توجد لديه خلفية كروية بدليل تدخلهم في عمل المدرب وبالتالي تحميله مسؤولية الاخفاق الامر الذي يؤكد ان روح الحوار مفقودة بين المسؤولين والمدربين وهذا بالطبع يمنع استمرارية المدربين. وحمل الدكتور رحيمي الاعلام الرياضي جزءا من المسؤولية وقال ان الاعلام الرياضي ساهم في ذلك بصورة كبيرة لكونه لا توجد لديه منهجية ولا منطق في التعامل والحوار البناء الهادف ولذلك لابد من البحث عن كيفية العمل والتعامل مع المدربين لكي يتحقق الهدف. وعاد رحيمي وقال ان السبب الرئيسي لاقصاء المدربين بهذه الصورة الغريبة يرجع للقائمين على الاندية مستشهدا بعدد من المدربين الذين كانت لهم بصمة واضحة مع فرقهم ولكن لاختلافهم مع المسؤولين تم اقصاؤهم وقال ان الهولندي وليم رايسنبرغ مدرب الاتفاق السابق والبلجيكي ديمتري مدرب الاهلي السابق يعتبران من افضل المدربين ولكن لاختلافهما مع ادارات الاندية التي يعملان بها تمت اقالتهما وهذا يؤكد ان العيب ليس فيهما. واختتم رحيمي حديثه بقوله ان تغيير المدربين بهذا الشكل لا يعتبر ظاهرة رياضية وانما مشكلة رياضية مما يؤكد ان هناك خللا كبيرا لابد من اصلاحه. @ اما عبدالعزيز عبدالعال رئيس النادي الاهلي السابق وعضو شرفه الحالي فقال ان السبب ا لرئيسي وراء اقالة المدربين هو امتصاص ا لغضب الجماهيري عقب اي خسارة او بطولة مع ان المدرب قد لا يتحمل ولو جزءا يسيرا منها وهذه الظاهرة تحتاج الى دراسة ووضع حلول عاجلة لها لكون الاقالات المتتالية للمدربين والبحث عن مدربين آخرين تكبد الاندية اموالا طائلة و في النهاية تخرج خالية الوفاض. واكد عبدالعال ان من اسباب اقالة المدربين عدم توافر السيولة المادية اللازمة للتعاقد قبل بداية الموسم مع مدربين مرموقين قادرين على النجاح بصرف النظر عن تحقيق البطولات فضلا عن عدم توافر المعلومات الكافية حول بعض المدربين وهذا ما يضع الاندية في موقف محرج امام جماهيرها. @ اما المدرب الوطني محفوظ حافظ مدرب شباب الاتحاد فقال ان هناك غباء اداريا فاحشا لدى بعض ادارات الاندية لكون القائمين عليها يعتمدون على النجاح الشخصي وهو البحث السريع عن بطولة بصرف النظر عن السياسة المستقبلية للنادي وامكاناته ولذلك نجد ان الاندية مديونة بملايين الريالات بسبب سوء الاختيارات. واوضح حافظ ان من الاسباب ايضا اعتماد رؤساء الاندية على الاسماء المستهلكة التي تمر وتعرض عن طريق السماسرة فضلا عن كون غالبية المدربين اخذوا من الشهرة ما يكفيهم وبات تفكيرهم منصبا على جمع الاموال سواء حققوا النجاح او العكس واستشهد على ذلك بالمدرب البلجيكي ديمتري الذي سبق له الاشراف على الاتحاد وقال ان الاتحاد ولاعبيه هم الذين صنعوا ديمتري وجعلوه من اشهر المدربين في الوطن العربي ولكن تناسى ذلك وبدأت مطالبه المالية تزداد حتى تمت اقالته. وقال حافظ ان المدرب الناجح هو الذي يسعى لتطوير فريقه دون النظر عن المادة التي تعتبر العنصر الثاني ولكن قل من يملك هذه المواصفات التي لا اجدها الا في مدرب القادسية احمد العجلاني الذي يعمل في صمت من اجل صنع تاريخ له ولفريقه. وطالب حافظ باقامة دورات وندوات تثقيفية للساعين للشهرة من خلال الجلوس على مقعد الرئاسة في الاندية وقال ان الادارة الواعية هي التي تبحث عن مستقبل الاندية من خلال وضع خطة مستقبلية تشتمل على معرفة نوعية اللاعبين واختيار المدرب المناسب لهم القادر على توظيف امكاناتهم الفنية. @ اما المدرب الوطني يحيى عامر مدرب شباب الاهلي فقال ان مشكلة اقالة المدربين تتحملها ادارات الاندية التي تعتمد اعتمادا كليا على مكاتب السمسرة التي يهمها في المقام الاول الاستفادة المادية واوضح عامر ان ادارات الاندية تعمل بدون استراتيجية او هدف معين اذ يتوجب عليها معرفة احتياج الفريق هل يحتاج الى مدرب اعداد او تكتيك او بطولة او لفترة قصيرة المدى واضاف قائلا نحن نشاهد في الميدان ان ادارات الاندية تتسابق من اجل التعاقد مع مدربين سبق لهم تحقيق بطولات مع اندية سعودية اخرى وهذا بالطبع ليس مقياسا لكون المدرب قد ينجح مع فريق ولا يوفق مع فريق آخر والعكس صحيح وهذا يعود في المقام الاول لاختلاف اللاعبين من ناد لآخر ومن ذلك فشل ديمتري مع الاهلي رغم نجاحه الكبير مع الاتحاد. واختتم عامر حديثه قائلا يجب على ادارات الاندية ان تبحث عن المدربين المميزين وتشاهد عملهم على الطبيعة قبل التعاقد معهم ومن ثم تمنحهم الفرصة الكاملة ليتمكنوا من العمل دون ضجيج وانتظار النتائج التي اؤكد انها ستكون ايجابية. المدربون الذين تعاقدت معهم اندية الدوري الممتاز للعام 2003/2002 الاهلي: ديمتري/ بلجيكي، ايليا /بلجيكي. الاتحاد: حسن خليفة / سعودي، سيلفستر/ الماني، اوسكار/ برازيلي، بيدرو/ برازيلي، خالد القروني/ سعودي. النصر: هيبكر/ ارجنتيني، دانيال اسد/ ارجنتيني. الاتفاق: وليم رايسنبرج/ هولندي، زوماريو/ برازيلي، عمر باخشوين/ سعودي. الهلال: ماتورانا/ كولومبي، بيلاتشي/ روماني، اديموس/ هولندي. الرياض: خالد القروني/ سعودي، فاروق جعفر/ مصري، غانم سلطان/ مصري، اسبنوزا/ برازيلي. الشباب: بندر الجعيثن/ سعودي، فؤاد انور/ سعودي. القادسية: احمد العجلاني/ تونسي. الشعلة: لويس البرتو/ برازيلي. الطائي: مالدوفان/ روماني، خليل المصري/ سعودي. الرائد: فرنانديز/ برازيلي، جانيتي/ برازيلي، يوسف خميس/ سعودي. النجمة: فتحي الجبالي/ تونسي، مصطفى زكي/ مصري، جيلدو/ برازيلي، مصطفى زكي/ مصري. اوسكار زوماريو