كشف باحثون عن ان حقن فئران بمادة كيميائية طبيعية تدعى LNOSINE ادى الى نمو انسجة عصبية جديدة واستعادة بعض الوظائف التي فقدت اثر نوبة دماغية. وقال الباحثون في دراسة نشرت في محاضرة الاكاديمية للعلوم بواشنطن ان الاينوزين حفز الجانب غير التالف للدماغ لتطوير دوائر عصبية جديدة ساهمت في احياء الوظائف الدماغية للفئران التي فقدت مقدرتها على التحكم بقوائمها اثر نوبات دماغية متعمدة تعرضت لها. وقال لاري بينوفيتز الباحث في مستشفى الاطفال في بوسطن والاستاذ الشريك لعلم الاعصاب في مدرسة هارفرد الطبية ان الاينوزين ينعش الخلايا العصبية ويحفزها على تشكيل وصلات جديدة تحل جزئيا مكان تلك التي تتلف بسبب النوبة الدماغية. ان الاينوزين هو احد المركبات الاساسية التي تدعي NUCLEOSINES تتشكل منها الخلايا ويمكن العثور عليها في مصادر غذائية مثل الخميرة وقال بينوفيتز انه يمكن ايجاز ما يفعله الاينوزين بانه يجبر الدماغ على إعادة (تسليك) نفسه جزئيا على الاقل للتعويض عن الوظائف التي تضيع نتيجة للنوبة. ويحدث اكثر انواع النوبات شيوعا عندما ينسد وعاء دموي ويمنع تدفق الدم الى انسجة الدماغ وعلى الاثر تموت الخلايا الدماغية ويؤدي ذلك الى تعطل الوظائف التي كانت تتحكم بها تلك الخلايا سابقا ومعروف ان مرضى النوبات يفقدون عادة التحكم باطرافهم والقدرة على النطق او الوظائف البدنية الاخرى واذا كانت النوبة شديدة فقد تؤدي الى وفاة المصاب. ويصاب حوالي 750 الف شخص بالنوبات في الولاياتالمتحدة سنويا وهو ثالث اكبر سبب للموت اذ يقتل حوالي 160 الف شخص سنويا وتبلغ تكاليف المعالجة والتأهيل حوالي 30 مليار دولار في السنة. وقال بينوفيتز ان الاينوزين يعطي مفعوله بتعزيزه الميل الضعيف للدماغ لاصلاح التلف الناجم عن النوبة من تلقاء نفسه. واضاف بينوفيتز: بعد الاصابة بالنوبة تظهر على بعض المصابين البشريين بعض التعافي وثمة اشارات في السجلات الطبية الى انه يحدث نوع من النمو التعويضي في القسم السليم من الدماغ الذي يتيح بعض التعافي ويعتقد ان الاينوزين يعزز ذلك النوع من النمو. في اطار الدراسة احدث الباحثون نوبات لمجموعة من فئران المختبر ثم اخضعوها لفحوص لتحديد قدرتها على التحكم بحركة مخالبها. وبعد ذلك حقن الباحثون نصف الفئران بالاينوزين وسمحوا لها بفترة راحة. وقال بينوفيتز انه بعد 19 يوما استعاد نصف الفئران المحقونة القدرة على استعمال مخالبها بشكل طبيعي تقريبا في حين استعاد نصف الفئرات غير المعالجة بالاينوزين بعض الوظائف. واظهر الفحص المجهري لادمغة فئران المختبر وجود نمو نسيج دماغي جديد ووصلات في الجانب السليم من الدماغ. وقال بينوفيتز: ان النوبة تتلف النيورونات (الخلايا العصبية) في جانب واحد من الدماغ والنمو يحدث في ذلك الجانب وتفرخ النيورونات في الجانب السليم من الدماغ فروعا جديدة تذهب الى المناطق التي فقدت وظائفها الطبيعية. واضاف بيوفيتز انه ليس هناك ما يدل الى ان الاينوزين له آثار جانبية مؤذية في فئران الاختبار الا ان ثمة دراسات جارية لمعرفة ما اذا كانت المادة الكيميائية تؤدي الى نمو عصبي مفرط. ومع انه لم يثبت ان الاينوزين قد يكون له نفس المفعول عند الانسان فقد اظهرت دراسات سابقة ان ادمغة الفئران شبيهة بدماغ الانسان على مستوى الخلوي (الموليكولي). وقال الدكتور لرونس براس الاستاذ في جامعة يال والمستشار العلمي للجمعية الوطنية للنوبات ان دراسة بينوفيتز مثيرة للاهتمام ومثيرة ومهمة لانها توحي بوضوح ان الدماغ يستطيع ان يصلح نفسه بنفسه بعد الاصابة بالنوبة. واضاف براس: يبدو ان الدماغ له مقدرة عمل اكثر من مجرد إعادة التسليك التي كنا نعتقدها ممكنة ويظهر ذلك ان الاينوزين لا ينشط اعادة التسليك فحسب بل وان اعادة التسليك تقوم بعملها. ولكن براس اعرب عن اعتقاده بانه يجب تجربة الاينوزين على حيوانات ارقى مثل قرود البابون قبل تجربته على الانسان. وقال براس: ينبغي ان يكون هناك حيوانات ارقى بين الفئران والحيوان. واذا جاءت النتائج اقوى مما تظهر فان مثل هذه التجارب لن تشكل تأخيرا. وكالة الانباء الالمانية