بداية يُسقط القمر ريشة أو اثنتين في الحقل وينصت القمح المعتم. كفّ عن الحركة. الآن. هاهي ذي صغار القمر تجرب أجنحتها. خلال الأشجار ترفع امرأة نحيلة الظل الجميل لوجهها، وترتقي أعتاب الهواء، لقد اختفت الآن بكاملها في الهواء. أقف وحيدًا بجوار شجرة عتيقة، ولا أجرؤ على التنفس أو الحركة. أصغي. يميل القمح صوب عتمته وأنا أميل صوب عتمتي. حشيشة اللبن بينما أقف هنا، في العراء، تائها في ذاتي لا بد أنني قد نظرت لوقت طويل تحت صفوف القمح، خلف العشب المنزل الصغير الجدران البيضاء، وحيوانات تزحف نحو الهري أنظر إلى الأسفل الآن. لقد تغير كل شيء أيًّا يكن ما أضعته، وبكيت له فقد كان شيئًا جامحًا ورقيقًا، العينان السوداوان الصغيرتان اللتان تحبانني في السر. إنها هنا. بلمسة من يدي يمتلئ الهواء بمخلوقات رهيفة من العالم الآخر. مباركة قريبًا من الطريق السريع إلى روشستر، منيسوتا يثب الشفق برفق فوق العشب. وعيون فرسي البوني الهنديين هذين تعتم بحنان لقد قدما مبتهجين من بين أشجار الصفصاف ليرحّبا بي وبصديقي، نتخطى السور الشائك لندخل المرعى حيث كانا يرعيان الكلأ طوال النهار، وحيدين. إن لعابهما يسيل بوفرة، ولا يستطيعان كتمان سرورهما بمقدمنا. إنهما ينحنيان بخجل مثل أوز مبلل. إنهما يحبان بعضهما بعضًا. ليس هنالك من وحدة تشبه وحدتهما. ها نحن نعود إلى الوطن مرة أخرى، إنهما يبدآن في مضغ حشائش الربيع الأولى في العتمة. لوددت لو أمسكت بالنحيلة منهما بين ذراعي، لأنها مشت باتجاهي ومسّتْ يدي اليسرى بأنفها إنها سوداء وبيضاء. ينسدل شعر عنقها جامحًا فوق جبهتها. والنسيم الخفيف يدفع بي لأداعب أذنها الطويلة الناعمة مثل معصم فتاة. فجأة أدرك أنني لو خطوت خطوةَ خارج جسدي لتحولت وصرت برعمًا. عن الشاعر: جيمس رايت (1927-1980) شاعر أمريكي ينتمي إلى حقبة ما بعد الحداثة. نشر مجموعته الأولى في الخمسينات. ونال جائزة البوليتزر المهمة عن مجموعته الكاملة عام 1972. ترجم لشاعرين من أمريكا الجنوبية هما بابلو نيرودا وسيزار فاليجو، إضافة للشاعر النمساوي جورج تراكل. يتسم شعره بتركيزه على الجوانب والموضوعات الإنسانية، حيث أراد كما يقول «أن يصنع قصائد تقول شيئا إنسانيا مهما بدلا من الاستعراض باللغة».