أثارت ورقة (القصة التويترية) للدكتور معجب العدواني خلال الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات مؤتمر السرديات بالإسكندرية الذي انتهت فعالياته أمس الأول وحملت عنوان: «القصة القصيرة جدا رؤى وتصورات» وشارك فيها الدكتور جمال الدين الخضيري، والقاص سمير الفيل، إذ وجه الدكتور معجب العدواني النقد للقصة القصيرة جدا أو ما أطلق عليها القصة «التويترية» نظرا لأن عدد حروفها لا يتجاوز 140 حرفا، قائلا: نحن أمام شكل جديد وفي مرحلة تستدعي الدراسة. فالقصة القصيرة جدا التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج لدراسة، لأن حرية الكتابة جاءتنا بنصوص أبعد ما يكون عن القصة القصيرة جدا، ونطلق على هذه الأشكال الأدبية -التي تناسب المواقع- اسم «ومضات» ولا يمكن أن تنسب لفن القصة القصيرة جدا. ويرى بعض المبدعين أن النسبة الكبرى لما ينشر ويكتب عليه «قصة قصيرة جدا» ما هي إلا كلمات لا معنى لها. وقد أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على الكلمة وغيرت طبيعتها المعتادة، وبعض الكتاب عبر التويتر أو الفيس بوك يكتبون تحت أسماء مستعارة هربا من القيود التي تفرض عليهم، وأهمها تحديد المكان والزمان في القصة. واعتبر العدواني ان القصة القصيرة جدا جنس جديد من الأجناس الأدبية وربما لا يستطيع البعض استيعاب هذا النوع الجديد من الأدب. وأضاف الدكتور جمال الدين الخضيري إن القصة القصيرة جدا لها قواعد خاصة تحكمها بعيدا عن القواعد المعتادة، وهي نوع من الإبداع الذي يحتاج لمهارة وتركيز من الكاتب، والدليل الاثارة التي سببتها القصة القصيرة جدا. وقال الكاتب سمير الفيل: إن كاتب القصة القصيرة جدا ينطلق من الذات إلى الكون. فالقصة القصيرة جدا هي الملهم والالهام، وكتابها بلا رسالة. أما ما يعتقد أن كتاب القصة القصيرة جدا يعتمدون الصورة الفوتوغرافية، فهذه مسألة خطيرة، لكن العكس صحيح من خلال القصة القصيرة جدا يمكن رسم أكثر من صورة معبرة عنها. واعترض على رأي الدكتور معجب .. في طرحه أن التقنيات الحديثة شكلت خطورة على أدب القصة وأن عدد الحروف المحدودة تسببت في إعاقة الرؤية عند المتلقي، مؤكدا إن وسائل التواصل الاجتماعية ساهمت في زيادة المبدعين في الوطن العربي فهي وسيلة فقط. فالقصة القصيرة جدا مباراة بين المبدع والقارئ، وهي أقرب للحكمة فلا تحتاج نهائيا للتفاصيل والسرد الطويل، والاشباع هو القوة الدلالة والرؤية المجهرية، إيجاد نص يشبع القارئ. ووجه القاص السعودي حسن البطران النقد الى اختيار الدكتور معجب العدواني عنوان «القصة التويترية»، مؤكدا إن هناك القصة الروائية والقصة القصيرة، والأخرى القصيرة جدا. أما الوسيلة التي تنشر من خلالها لا ينسب العمل لها، وإذا وافقت على مسمى «القصة التويترية» فعلينا أن نجد -فيما بعد- القصة «الفيس بوكية» وغيرها من التسميات. كما أن القصة القصيرة جدا إبداع أدبي جديد حاول الكتاب به أن يواكبه العصر الحالي، والتويتر أصبح قناة إبداعية لكثير من الكتاب، وهذا الموقع له بصمة في الابداع الأدبي وأعطى مساحة لخروج أعمال المبدعين للنور على مستوى الوطن العربي. وفي ختام الجلسة أكد الدكتور معجب العدواني انه لم يتحدث عن الفيس بوك والمدونات والمنتديات الادبية، لكن تحدث عن ظاهرة القصة القصيرة جدا، لان ما ينشر في المدونات لا ينتمي للقصة القصيرة جدا، لكن كلمات لا معنى لها. ونحن أمام تكوين جديد بشكل أدبي موجود داخل تويتر أو الفيس بوك، ولا أنكر أن هذه المواقع لها بصمة في الابداع الادبي، لكن غالبية ما ينشر يختلف عما يطلق عليه قصة قصيرة جدا. وبين العدواني إن الرواية سوف تبقى الأقوى في حقل الأجناس الأدبية حاليا حتى لو جائزة نوبل حصل عليها كتاب القصة القصيرة جدا، وكثير من كتاب القصة القصيرة جدا مستبشرون، ونحن لسنا في عصر اختصار الوقت، بل في عصر البحث عن الإبداع، وستظل الرؤية لها مكانتها وهي الأنسب في المجتمعات الحديثة، وانتشار القصة القسصيرة جدا لا يعني أنها سوف تسود، لان القصة القصيرة جدا لا تستوعب طرح فكرة أو قضية نريد نشرها. نحن أمام تكوين جديد لا يخلو من الإبداع.