شعار أبهر العالم لما احتواه ملف اللجنة المنظمة لمعرض إكسبو الدولي دبي 2020 من ابداع وتفوق وحرفية في العرض والمضمون والجدير بفوز دبي بتنظيم الحدث العالمي الذي ينظم كل خمس سنوات ويستمر لمدة 6 شهور. وقد احتكرت الدول الكبرى والعظماء هذا التنظيم منذ 1851. في لندن هذا المعرض الذي يكون محط انظار الملايين من الزوار يتقدمهم الملوك ورؤساء الدول والامراء والشيوخ والمشاهير ورجال المال والاعمال ووسائل الإعلام في مختلف المجالات. وعلى مدى التاريخ معارض إكسبو الدولية لم تتم استضافتها من أي دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط او أفريقيا وجنوب شرق اسيا. هذا الانتصار العلمي والمدروس الذي يعتبر فخرا لنا أبناء الخليج. وأعتقد إقناع وتأييد 116 دولة من 168 دولة شاركت في التصويت هذا اكتساح يسجله التاريخ. لان دبي فازت في الثلاث جولات ونالت أعلى الأصوات. نهنىْ أنفسنا قبل أن نتوجه بالتهاني والتبريكات لدولة الامارات العربية، لان ذلك شرف كبير ووسام فخر وإعزاز للأمة العربية والإسلامية جمعاء. وانطلاقا من مفهوم هذه المعارض وبصفتي المتواضعة أنني كنت من المشاركين في أجنحة المملكة العربية السعودية في معارض اكسبو الماضية والتي كانت تعتبر من أجنحة المملكة ومن اهم المعارض على مستوى العالم. والتي أبهرت ملايين الزوار من المشاركين وكانت هذه المعارض تحت إشراف رئيس اللجنة العليا المنظمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والمفوض العام الشيخ عبدالله النعيم, وأعضاء اللجنة المهندس مساعد العنقري, والدكتور ناصر السلوم, والمهندس احمد التويجري, والدكتور شهاب جمجوم, والمهندس إبراهيم الزامل.. والعديد من المسؤولين في اللجان المشاركة في التنظيم والإعداد والتنفيذ. حيث ان مفهوم المعارض يهدف الى تعليم وتثقيف الجمهور وبذل مجهود بالموارد المتاحة للإنسان لتلبية احتياجات الحضارة أو فروع النشاط البشري للتقديم وللوصول لآفاق المستقبل. وتعتبر هذه المعارض دولية لأن الكثير من دول العالم تشارك فيها بالإضافة الى المنظمات والهيئات والشركات العالمية. وإذا عرفنا ان الهدف الرئيسي لإكسبو هو حشد الناس على مختلف مستوياتهم وأجناسهم وبناء العلاقات والروابط الإنسانية والاجتماعية وتحقيق التقدم الاقتصادي والثقافي على نطاق العالم. ولقد اتخذت اللجنة المنظمة لهذا المعرض العالمي شعار (تواصل العقول وصنع المستقبل) مستهدفاً عقود الشراكات الرائدة الجديدة في مجال العمل من أجل استدامة النمو الاقتصادي على دول المنطقة الخليجية. وإن أهمية معرض إكسبو بالنسبة لدولة الامارات عامة ومدينة دبي خاصة يعكس صورة حضارية لمدينة دبي التي ستكون ضمن المدن الهامة الكبرى على مستوى العالم. وهذا المعرض الذي يعتبر إنجازاً للدبلوماسية والثقافة والتطور الذي تشهده دولة الامارات العربية. حيث سيكون إضافة لمزيد من الثقة على الساحة الدولية والسماح لدبي بتعزيز مكانة التواصل مع العالم الذي يزداد يوماً بعد يوم, لهذه المدينة التي أصبحت محطة تربط دول العالم من الشرق الى الغرب وتبهر العالم بإنجازاتها وخدماتها وتسهيلاتها الاقتصادية والصناعية. وبالنظر أيضاً إلى انعقاد أحداث كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر في عام 2022، فإن تضافر الحدثين خلال وقت قصير نسبياً سيضيف الكثير لزخم النمو في كل من دولة الإمارات ودولة قطر وعموم منطقة مجلس التعاون الخليجي. ولا بد لهذا الحدث الكبير أن يتيح للإمارات فوائد اقتصادية مقدرة، ويعدّ معرض إكسبو الحدث العالمي الثالث في الأهمية بعد منافسات كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبي. وقد أعلنت الحكومة سلفاً عن خطط لإنفاق 8 مليارات دولار أمريكي على البنية التحتية، بما في ذلك إسراع خطط توسعة مشروع مترو دبي، والسكك الحديدية، وشبكة الطرق. وبحسب «فايننشال تايمز» فإن «إكسبو 2020» سوف يعمل على تعزيز نهضة إمارة دبي، كما أن هذا المعرض يتوقع أن يضخ أكثر من 28.8 مليار يورو على الإمارة، كما سيوجد 277 ألف فرصة عمل جديدة. إخواني.. نحن الذين عاشوا مع اكسبو سنين طويلة اكثر من 30 سنة, كان لنا حلم يصعب تحقيقه وهو قيام دولة عربية بتنظيم من هذه الاحداث العالمية مثل كأس العالم او الأولمبياد او اكسبو او جمبوري للكشافة. بالأمس كانت فرحتنا كبيرة بفوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 اليوم الفرحة اكبر بفوز دبي بإكسبو, هذا الفوز الذي زرع بسمة الأمل فوق الشفاه التي غابت عنها البسمة لفترات طويلة بسبب ما تمر به المنطقة من احداث. وكانوا يقولون عنا دول العالم الثالث المتخلف كيف تستطيع استضافة وتنظيم هذه الاحداث العالمية. ولكن بعزم الرجال وبدعم وإصرار الحكومات الرشيدة على تحقيق المستحيل. هذا سيجعل منطقة الخليج على مدار الأعوام القادمة محط أنظار شعوب العالم وخاصة المستثمرين الذين سيحاولون بشتى الطرق إيجاد موطئ قدم لهم للاستفادة من المميزات الضخمة التي سيوفرها تنظيم مثل هذا الحدثين الكبيرين في منطقة الخليج. وهنا يكفي أن نتمعن جيداً فيما قاله سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم عقب إعلان فوز دبي قال: (المعرض سيعيد الى الحياة الدور القديم للشرق الأوسط كنقطة التقاء للثقافات والإبداع)، هذا المعرض الذي تتسابق دول العظماء بعرض مخترعاتها وابتكاراتها وإنتاجها الفكري والصناعي والثقافي في مختلف المجالات. أجدها مناسبة عظيمة للمشاركة والاستفادة والاستثمار للمملكة في مختلف المجالات. وعلينا الإسراع في حجز المواقع الاستراتيجية التي تليق بمكانة المملكة العربية السعودية. وتكوين فريق عمل لوضع التصورات والتركيز على الاستثمار التجاري والصناعي والثقافي لعرض منجزات المملكة في مختلف المجالات، ونشر التعاليم الإسلامية والسنة النبوية والخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج والمعتمرين أمام شعوب العالم. وخبرة المملكة في المشاركة الدولية كبيرة ويجب انتهاز الفرصة لقرب المكان وأهمية الحدث... والله ولي التوفيق. [email protected]