في طريقنا للبصرة التقينا برجل من الناصرية اسمه فضل زهد كان يترحم على ما دعاها ارض دجلة والفرات معتبرا ان هذا المكان لا يجب ان يدمر بهذا الشكل. وتقرب منا هذا الرجل وطلب المساعدة في ايصال رسالته الى العالم اجمع مخرجا ورقة من محفظته وقرأ لنا ما حرفيته عزيزي الضابط المسؤول اسمي فضل وانا كنت اعمل كحارس امني في مصنع الثلج.. المصنع حاليا خال من اي شيء ويمكنك التأكد من ذلك بنفسك وكل ما اريده هو العودة الى عملي لكي اتمكن من تأمين لقمة العيش لعائلتي. والرجل الذي كان في حال يرثى لها بعد ان فقد بعض اصابع يده وبدا مرتديا نظارات مكسورة حاول لحمها بمادة لاصقة قال لنا انه حاول التقرب من قوات التحالف بواسطة هذه الورقة املا ان يساعده احد على استعادة عمله لانه بحاجة ماسة لذلك متأسفا ان تصبح ارض الوفرة مكانا للعاطلين عن العمل. وفي مناطق اخرى تحاول قوات التحالف بالتعاون مع ممثلي مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية تأمين عمل لعدد من العراقيين للمساهمة في عودة عجلة الحياة الطبيعية الى هذا البلد فيما يعتمد البعض الآخر على المساعدات الانسانية التي تفشل احيانا في الوصول اليهم. وخارج مرفأ أم قصر شاهدنا نحو 70 الى 80 رجلا مجتمعين للبحث عن عمل وقد بدا الغضب عليهم لدى التحدث عن الحياة في ظل نظام صدام فتكلم احدهم عن التصرفات الشريرة لمسؤولي حزب البعث واخبرنا عن كيفية سيطرتهم على كل الوظائف الجيدة واجبار الرجال على تسجيل اسمائهم في الحزب والانضمام الى جيش القدس الذي كان يخضعهم لتدريبات تستمر ثلاثة اشهر ليعودوا بعدها الى الالتحاق بطوابير البحث عن عمل دون نتيجة فيضطرون الى الالتحاق مجددا بهذا الجيش. اما الآن وبعد سقوط نظام صدام فانه بات باستطاعة هولاء الرجال تقرير مصيرهم لكنهم ما زالوا بحاجة الى معرفة من اين يبدأون.