لم يزل الفنانون التشكيليون الشباب بحاجة الى مزيد من الدعم والتشجيع. واعتقد انه لا يكفي فقط ان تقام لأعمالهم ولانتاجهم المعارض بل ان تجد هذه الفئة من الجهات المختصة, وغيرها سبلا تكفل استمرارهم وتواصلهم مع الساحة التشكيلية المحلية. والمنطقة الشرقية مع كثرة عدد ممارسي الفن فيها في محافظاتها ومدنها فان دعم هؤلاء لا يتأتى إلا عن طريق تنظيم معارض جماعية لأعمالهم, والتي لا تجد في معظم الأحيان إلا جمهرة محدودة من الزائرين الذين تختلط عند معظمهم المستويات باختلاط المفاهيم وشكل العرض ونوعه. ومع ان المنطقة الشرقية (الدماموالقطيف والاحساء والخبر) وغيرها شهدت خلال فترة سابقة معارض لأمثال دلال الطويرش ومحمد السيهاتي وليلى نصر الله وتغريد البقشي, وعلي الدقاش إلا ان هذه المعارض وغيرها مع جرأة تقديمها وربما تفاوت مستوياتها عبرت عن طموح هؤلاء الفنانين والهواة وفتح قناة دخول للساحة التشكيلية المحلية, او على الأقل في المنطقة الشرقية. قاعة مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف شهدت أخيرا معرضا لهذه الفئة من الفنانين تحت اسم (معرض الفنانين الشباب) قدم اثنا عشر اسما من الجنسين نتاجا مبشرا وواعدا ومتفاوتا أيضا. برز في هذا المعرض اسم ابراهيم السيهاتي الذي قدم اعمالا متنوعة بين المشهد الطبيعي المحلي وبين دراسة رأس الحصان وعلى نحو تعبيري. وأعمال أخرى أبرز فيها ابراهيم قدراته الفنية وقدومه الى المعترك التشكيلي بشيء من الثقة وهنا فان قراءة لمشاركاته فان عمره الفني يعود الى 1415ه عندما بدأ يشارك في معارض مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية ثم معارض أخرى في المنطقة وهي محدودة, وينتطر مع ذلك من ابراهيم المزيد من النتائج والتجديد. وقدمت ليالي صليل مجموعة من صيغها الخيالية التي تتآلف خطوطها المنحنية المتداخلة لتشكيل فكرة تتضمن رؤوس الخيول او رأس فتاة او غيرها في محاولة للتعبير عن حالة إنسانية في معظم الأحيان, ولليالي محاولات شاهدتها سابقا في معارض اقيمت على ذات الصالة, وهي من الحاصلات على دورات في الرسم الزيتي في القطيف وسيهات وبدأت مشاركاتها عام 1422ه وموهبتها وأعمالها تبشر بمستوى جيد يدعونا لانتظار المزيد. من الأسماء الملفتة في هذا المعرض حسن ابو حسين الذي يدرس التربية الفنية في الكويت (كلية التربية الأساسية) وسبق له المشاركة في بعض المعارض المقامة في المنطقة الشرقية خاصة تلك التي نظمها الفنان عبدالعظيم الضامن. اشكاله واقعية يحاول فيها رصد بعض التفصيلات كذا تحقيق حركة ومع ان حسن يسعى الى تأليف موضوعه بعدد من العناصر الحية المتنوعة إلا اننا أمام لوحة تظهر قدرا من بيان المهارة وقد لا تتحقق معها فكرة محددة. في اللوحة الواحدة على سبيل المثال (أطفال ونحلة وظبي وقطة) وغيرها, ومع هذا فاننا أمام موهبة بحاجة الى مزيد من التشجيع والدعم كغيره من الأسماء المميزة في هذا المعرض او غيره. سيما عبدالرزاق: تحمل شهادة هندسة العمارة والديكور من جامعة الملك فيصل بالدمام ومشاركاتها بدأت من قسم التصميم الداخلي للبنات بالجامعة عندما شاركت في المعرض الأول عام 1999م وتلته مشاركات أخرى تبين اعمالها حسَّية من التعامل مع الأشكال والألوان: تعبيري انفعالي تؤدي فيه حرارة الممارسة الآنية حالة التعبير في بساطة واختزال شكلي, ورهافة بالمقابل تعبر عنها اختياراتها للخامات والتلوينات والوحدات او العناصر, التي تعكس تأثرها بالتصميم او الديكور على نحو عام, ومع هذا فان مستوى محاولات (سيما) مبشرة وينتظر منها المزيد من الحضور والاختلاف. اللافت في المعرض محاولات أمل الدوسري التي شاركت في معارض محدودة خلال الفترة السابقة, وتطرح لوحتها المنطقة الى أربع وحدات محاولاتها التلوينية, وتعاملها مع الأبيض في علاقات تبسيطية, لتمثيل العناصر. كما تبدي محاولاتها الأخرى أهمية تواصلها بالممارسة والمحاولة وبمزيد من الجرأة. أعمال أخرى لمجموعة المشاركين والمشاركات في هذا المعرض لزينب آل زواد وراشد الراشد ودلال الجارودي وعلاء آل داوود وتهاني الأسود وعبدالله الحبيب وانعام السيهاتي فقد سبق وان شاهدت اعمالا لهؤلاء او بعضهم يعاد عرضها في هذا المعرض تضاف لها أعمال أخرى لكنها ايضا تطرح الأسماء ضمن إطار الفنانين الشباب, ومعها يظهر قدر من مهارات او قدرات البعض ومحاولة البعض الآخر تقليد اعمال بعض من تدربوا على أيديهم بينما قدمت اعمال أخرى لتؤكد قدرات الشباب على الدراسة والمحاكاة ثم التأثر بتيار او محاولات عالمية او محلية. وعندما نتعرض لمسيرة او لمشاركات بعضهم نجد انعام السيهاتي قد بدأت من 1406ه بالمشاركة في المعارض ولها مشاركات متعددة وهي حاصلة على بكالوريوس اقتصاد تربوي عام 1420ه, ولعبدالله الحبيب مشاركات في الظهران والرياض وحائل والدمام وهو حاصل على شهادة الثانوية التجارية, وحضرت تهاني الأسود دورات في أساسيات الفن التشكيلي ومشاركاتها كانت لافتة منذ بداياتها عام 1423ه ولعلاء الداود مشاركات عديدة منذ 1418ه. أما راشد الراشد فطالب هندسة وتصميم ديكور بجامعة البحرين وحضر دورات في القطيف والأردن ودمشق ومع كثرة هذه الدراسات (الدورات) في خلط الألوان الزيتية او غيرها فانني لا اجد تأثيرا واضحا لها في مشاركته في هذا المعرض على الأقل. وابراهيم شارك في المعارض منذ 1420ه أما زينب زواد فتشارك في معارض المنطقة الشرقية منذ العام الماضي 1423ه. ويلفت عملها المستوحى من الصخور والذي يوحي بالتجسيم ويتأثر بنوع من الخيالية, وحصلت دلال الجارودي على 3 دورات في القطيف وتشارك منذ 1422ه واعمالها تدرس الزهور والفواكه وتعبر في بعضها عن قدرات طيبة ومبشرة, وكان لدلال ان عرضت هذه الأعمال او بعضها في معارض سابقة وربما في نفس صالة العرض. من أعمال أمل الدوسري