نشطت حركة الفن التشكيلي في المنطقة الشرقية خلال الاعوام الاخيرة من خلال المعارض التشكيلية التي شهدتها الدمام والخبر والقطيف بالاضافة الى مدن اخرى كانت العروض فيها اقرب الى الجماعية والى جهود بعض الاندية بالاضافة الى النشاط في الاحساء والذي كانت له اسماؤه الخاصة وتجاربه المتميزة ولهذا موضوع آخر ولاشك ان هذه الانشطة كانت قد انطلقت من خلال الجهات المعنية بالفن التشكيلي خاصة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وما يتبعها من جهات اخرى كانت بالفعل قد نظمت انشطتها في اطار المسابقات السنوية التي كانت تشهدها مكاتب الدماموالقطيفوالاحساء وربما غيرها. في القطيف كانت الانشطة متمركزة من خلال الاندية التي عرفت بانحيازها الرياضي او عرفت بهذه التسمية سابقا الا ان الثقافة كانت جانبا هاما خاصة عند تلك الأندية التي لم تحقق لها رياضة كرة القدم الشهرة التي يمكن ان تبتغيها فكانت الانشطة الاخرى مجالا للتميز والمنافسة كان الموضوع الخاص بالفن التشكيلي الذي نشر السبت الماضي يقدم بايجاز الارهاصات الاولية لحركة تشكيلية نشطة فيما بعد اصبح لها اسماؤها ومحاولاتها التجريبية فيما بعد، ولم يمثل عبدالعلي السنان وحسين السنان او غيرهما الا نماذج من الاسماء التي كان الفن يستهويها لتمارسه من باب الهواية او الربح، الا ان التطور او التنامي الاكثر وضوحا نحو (الفنية التشكيلية) كان من الاسماء الأخرى التالية، ولايمكن التعويل على هذه الاسماء التي تكبر عمرا بالتأسيس او وضع ما ساهم في التأثير على الاجيال التالية، لقد كانت الاسماء التالية هي التي شكلت هذه الحركة امثال: علي حسن هويدي وعبدالله المرزوق وكمال المعلم وعلي الصفار وميرزا الصالح وحميدة السنان وعبدالعظيم الضامن وعبدالعظيم شلي ومحمد المصلي وزمان جاسم وآخرين، وعندما غابت في كتابتي السابقة بعض الاسماء فان التأكيد على اهمية وجودها كان ضروريا الاشارة اليه فالساحة في المنطقة الشرقية شهدت تحركا فنيا من جانب فناني القطيف تمثل في نشاط مركز الخدمة الاجتماعية الذي قامت فيه جماعة الفنون التشكيلية عام 1997م ونشطت هذه الجماعة في اقامة معارض جماعية وفردية لفناني الجماعة ولفنانين من خارج المنطقة الشرقية، وكان للتشكيليات ايضا دور من خلال اللجنة النسوية في المركز الا انه وبالمقابل لايمكن تجاهل دور الفنان عبدالعظيم الضامن الذي أخذ على عاتقه تنظيم المعارض او اصدار الكتب او التحرك ببعض الفنانين او الفنانات وقيام جماعات تشكيلية لم يكتب لبعضها نجاح التواصل والاستمرار، الا اننا ايضا نجد ان هذا الفنان سعى لتنشيط (مقابل) لما تشهده القطيف بل ان بعض الاسماء التشكيلية برزت من خلال أنشطته وجهوده الخاصة، ومع ذلك فقد نشط ايضا في تقديم بعض الاصدارات التي أعدها او التي لم يزل يعد لها واشير الى كتاب (الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية). وكتيباته عن الفنان علي الصفار وعلي حسن هويدي وفيصل المشاري وغيرها من الاصدارات وبعيدا عن تقييم الانشطة التشكيلية المقامة في بعض نواحي القطيف فان الجهود المحدودة من بعض الشباب لم تزل تؤتي ثمارها بأن تقدم بعض هواة التشكيل الى الساحة لتواصل الركض في هذا الميدان من خلال المشاركات في المعارض المحلية او حضور بعض الدراسات البسيطة التي اسهم مكتب رعاية الشباب في القطيف من خلالها في صقل بعض الموهوبين وعندما اشير الى بعض الاسماء في سرد او اضاءات سريعة حيالها فان علي الصفار على سبيل المثال يواصل محاولاته التجريبية من خلال الخامة بعد ان كان يرسم مشاهد البيئة من الحارات الشعبية والبحر وجلسات النساء او الرجال كما ان هذا التنويع نجده ايضا عند عبدالعظيم الضامن الذي يرسم المشاهد المحلية كما يحاول توظيف الخامات المختلفة في اعماله المنطلقة او المؤسسة على مشهد او مكان لا يزال حاضرا في معظم الاحيان، ايضا نجد عبدالله المرزوق يبحث في المساحة كما يبحث في الخامة وتتميز تجاربه الواحدة تلو الاخرى بصبغة او رؤاه الواضحة، وبالمثل كمال المعلم وعلي حسن هويدي اللذان يخطان مسيرتهما بوضوح وتأتي في استعارات الفنان كمال المعلم للحصان وفي انحياز هويدي لما هو محلي ومعبر عن مكانه او محيطه. قد تكون العروض الاخيرة التي شهدتها هذه المحافظة دالة عن نشاط التشكيليين وحرصهم على الحضور والتواجد وسنجد ان ظهور الاسماء يتوالى في المعارض في سعي هذه الاسماء لتأكيد نفسها اما بالمواكبة او بالتأثر او بمحاولة التميز وسنجد من اولئك الذين يحاولون ويجتهدون مهدي ال طالب وشذى الربعان وألطاف الناصر وليالي صليل وغيرهن. كما تبرز في بعض الدورات التدريبية بعض الاسماء الجديدة التي شاهدنا لها مستويات مبشرة وواعدة في مثل المعرض السادس عشر للدراسات في مرسم القطيف والذي نظمته اللجنة النسوية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف. ولم تكن هذه الاندفاعة التي تشهدها القطيف خلال الفترة الاخيرة الا جزءا من نشاط لذلك خلال النصف الثاني من السبعينات الميلادية عندما اخذ مكتب رعاية الشباب بالشرقية في تنظيم المعارض فكان من الاسماء التي شهدت الساحة اعمالهم خلاف اولئك المتواصلين فيها حتى الآن محمد ابراهيم الضامن ومكي محمد درويش وجعفر المرهون وعبدالمجيد الجاروف وطالب السيد عدنان وعلي التاروتي ومكي الناس وباقر الهاشم وعبدالله علي حسين وعبدالمجيد الغواص وعلي اليوسف وزينب الضامن وعلي حسن كاظم وعباس المطرود وغيرهم من الاسماء.