شباب بين الخامسة عشرة والعشرين من العمر، ترك بعضهم مقاعد الدراسة أو تخرج في المتوسطة أو الثانوية، ليدخل سوق العمل، أنه سوق عمل في الشارع، فهم يبيعون السمك الذي يجلبونه من سوقي القطيف أو الجبيل. في سياراتهم يتنقلون بين الشوارع، أو يختارون لهم مكاناً خاصاً في شارع ما، ليبيعوا ما يشترونه على الزبائن، وهم كثرة، فالبعض يفضل الشراء منهم لأن أسماكهم طازجة، والبعض الآخر لأنها رخيصة. ولكن للبلدية رأي آخر، فهي تطاردهم وتمنعهم، ولها مبرراتها، المرتبطة بالاشتراطات الصحية، وما يتسببون فيه من غش وتوسيخ المكان ببقايا الأسماك والمياه. أما الباعة وبعض المشترين فلهم رأي آخر، فهم يرون ان السوق مسيطر عليه من قبل الأجانب، الذين يتحكمون في السوق وأسعار ما يباع فيه.. في هذا الاستطلاع حاولنا معرفة جوانب الأمر. مستعدون للتفتيش عصام حسن البحراني، يعمل في بيع الأسماك منذ عام.. يقول: تعلمت على يد أشخاص لهم خبرة في هذا المجال، وأنا من أهالي الأحساء، وأقوم بإحضار الأسماك يومياً من الجبيلوالقطيف، ونبدأ بالبيع منذ الساعة التاسعة مساءً.. ويؤكد البحراني انه مستعد للتفتيش من قبل البلدية، مثلما يتم تفتيش باقي المحلات الخاصة ببيع الأسماك.. مضيفاً: سوف يجدون أننا ملتزمون بالنظافة وجميع ما تتطلب الجودة في الأسماك وخلافه. البلدية تثق بالأجنبي ويضيف البحراني: البلدية للأسف الشديد تثق في العامل الأجنبي، ولا تثق في السعودي، لأنهم يعتقدون أننا فقط الذين نقوم بغش الزبون أما الأجنبي فنزيه، وهذا خطأ، وهناك باعة أسماك يغشون، أنا لا أقول أن جميع الباعة السعوديين هم أهل للثقة، أصابعك ليست متساوية. ويرى البحراني أن العمل الحر أفضل من العمل في أحد المحلات.. يقول: ما مقدار الراتب الذي سوف يتقاضاه العامل السعودي في محلات بيع الأسماك؟ لن يتجاوز 500 ريال أو 100 ريال. الغش موجود أما هاني الرضي فتعلم هذه المهنة منذ الصغر.. يقول: هي مهنة شريفة، وأفضل من الجلوس في المنزل، خاصة أنني متزوج، واصرف على عائلة.. ويؤكد أن هناك أخطاء وغشا من بعض بائعي الأسماك المتجولين. وعن المواقع التي يتواجدون بها يؤكد إن هذه المواقع تتغير، حسب الزبائن، ولكن هناك مواقع بها زبائن يأتون إلينا، ويعرفون جودة ما نبيعه من أسماك، وهل هي طازجة أم لا.. أما بالنسبة لبائعي الأسماك فهناك من يقوم بترك المخلفات في الموقع، ويكون هناك ضرر على أصحاب الحي، خصوصاً إذا كان هذا البائع يتمركز في أحياء مأهولة بالسكان، وهذه تسبب لنا مشاكل نحن بائعي الأسماك. تركت المدرسة أما علي الرضي، الذي خرج من المدرسة في سن مبكرة، فيقول: فضلت العمل مع أقربائي في بيع الأسماك، وهي قد تكون مربحة، ولكن متعبة جداً.. ويتمنى علي أن يفتتح محلا خلال الفترة القادمة، ويستقر، بدلاً من التنقل من مكان إلى آخر. السعر أهم شيء ويؤكد محمد السيهاتي أن الزبون يبحث دائماً عن السعر المناسب، بغض النظر عن جودة الأسماك ومصدرها، رغم أننا نحضر أسماكا طازجة، لأن هذا رزقنا الذي نقتات منه لقمة عيشنا، فمن المستحيل أن نقوم بغش الزبون. وعن وضعهم مع البلدية يقول السيهاتي: لا حول ولا قوة الا بالله، فنحن نعيش معاناة كبيرة معها. وعن سبب عدم افتتاح محل يؤكد أن الأجانب للأسف الشديد يسيطرون على السوق في الوقت الحالي، فلماذا لا تتم سعودة سوق الأسماك، مثلما تمت سعودة أسواق الخضار، كما أن محلات بيع الأسماك غير ناجحة، لأن الزبون لا يرغب في الشراء من هذه المحلات، حسبما يبلغنا به الزبائن، الذين يترددون علينا بشكل مستمر، حيث أن هذه العمالة تتحكم في الأسعار، وبإمكانكم التأكد من ذلك بأنفسكم، وهذا ما يجعل عددا كبيرا من الزبائن يأتون إلينا. 5 سنوات ويأتي على المشهد من القطيف يومياً لبيع ما يشتريه من أسماك من السوق هناك في الأحساء.. ويرى أن الأحساء سوق جيدة للأسماك.. ولم يخف المشهد ما يتعرض له من مضايقات من قبل رجال البلدية.. ويتمنى أن يكون هناك تنظيم لباعة الأسماك، الذين يعتمدون على الله ثم على هذه المهنة الشريفة. أسماك المحلات أفضل جواد عبدالله البقشي (زبون) يرى أنه خبير في معرفة الأسماك.. يقول: ان ما يدفعه للشراء من هذه السيارات المتنقلة هو السعر المناسب، ولكن يتمنى أن تكون هناك حماية صحية لهذه الأسماك، خاصة في فصل الصيف.. كما يتمنى أن تتم سعودة جميع العمالة في هذه المهنة.. يقول: شبابنا قادر على سد حاجة السوق، فلقد اثبت الشباب السعودي جدارتهم في محلات بيع الخضار، وهذه المهنة ليست صعبة، وهأنتم تشاهدون هؤلاء الشباب الطموحين. ويؤكد البقشي انه يفضل شراء الأسماك من محلات بيع الأسماك، ولكنه يضيف: كما ذكرت أنا اشتري من هنا لتشجيع الشباب السعودي، ورخص الأسعار، ومتى يأتي اليوم الذي نرى شبابنا يديرون هذه المحلات. بنفس الجودة ويشتري عبدالله الكري (زبون) الأسماك بشكل مستمر من هذه السيارات، ويؤكد جودتها ورخص أسعارها، وأنها طازجة.. يقول: ليس قلة الأسعار هو الدافع لمداومتي على الشراء من هؤلاء الشباب، ولكن منذ فترة طويلة لم ألحظ أن هذه الأسماك تختلف عما يتم بيعه في السوق. الحاجة إلى تنظيم أما الزبون على السلمان، الذي يؤكد معرفته التامة بالأسماك وأنواعها، فيؤكد أن هذه الأسماك جيدة.. يقول: أنا أحد الزبائن المترددين على هؤلاء الشباب، لاشتري الشعري والكنعد والهامور، ولكن هؤلاء الشباب بحاجة إلى تنظيم.. إلى متى وهم يطاردون من مكان إلى مكان؟ يجب أن تكون لهم محلات تجارية منظمة، ورخص من البلدية لممارسة بيع الأسماك. أسماك نظيفة ويؤكد عبدالوهاب علي على نظافة هذه الأسماك التي يتم جلبها من القطيفوالجبيل، وكذلك رخص أسعارها، حيث يكون هناك فرق كبير في السعر، ولكن نتمنى أن يكون هناك تنظيم لهؤلاء الشباب، لأنك حينما تشترى من هؤلاء الشباب، ويكون لديهم محل مرخص تستطيع محاسبة البائع، فيما لو كان هناك غش تجاري أو خلافه. شباب سعوديون ينظفون السمك في الشارع! محمد فريش يحمل شهادة بحار