عقد رؤساء حكومات عشر دول اسيوية في العاصمة التايلندية بانكوك امس قمة طارئة ضمن الجهود الاقليمية لمحاربة انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في المنطقة. وذكرت شبكات عالمية ان القمة التي تجمع عشرة اعضاء من رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) اضافة الى كل من رئيس الوزراء الصيني وعمدة هونغ كونغ سيحاولون تشكيل استراتيجية مشتركة للحد من انتشار هذا الوباء. وسبق قادة اسيان بقمتهم اجتماعا مشتركا يضمهم ورئيس الوزراء الصيني وين جيا باو وعمدة هونغ كونغ تنغ شي هوا حيث ظهر الوباء اول ما ظهر في بلادهم وتضم رابطة دول جنوب شرق اسيا بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. ويتوقع ان يصدق القادة على التوصيات التي رفعها اليهم وزراء الصحة في الاجتماع الذي عقد في ماليزيا السبت الماضي وتتضمن فرض اجراءات مشددة في المنافذ الحدودية للدول الاعضاء في اسيان في محاولة للحد من انتشار المرض. وتأتي القمة بعد يوم واحد من اعلان منظمة الصحة العالمية ان وباء سارس وصل الى ذروته في سنغافورةوهونغ كونغ وكندا وفيتنام الا انها اوضحت ان المرض لايزال ينتشر بسرعة في الصين. وكانت وزارة الصحة الصينية قد اعلنت امس عن تسع وفيات جديدة بالالتهاب الرئوى الحاد (سارس) و202 اصابة جديدة بينها 152 فى بكين. ولفتت الوزارة الى ان العدد الاجمالى للاصابات فى الصين بلغ اليوم (امس) 3303 إصابات. وسجلت سبع وفيات جديدة فى بكين واخرى فى اقليم هيبى المجاور واخرى فى منطقة منغوليا الداخلية. ودعا مسؤولون في منظمة الصحة العالمية الصين الى اعطاء مزيد من المعلومات بخصوص انتشار هذا المرض على اراضيها متهمينها بعدم السماح لموظفي المنظمة بالاطلاع على المعلومات المطلوبة رغم احتفاظها بمخزون هائل من البيانات عن الوباء. يذكر ان الوباء قضى على 330 شخصا واصاب اكثر من 5400 شخص في شتى انحاء العالم حسب آخر احصائيات نشرت صباح امس. وقد حير الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي اصاب عددا من دول العالم من شرق آسيا الى أوروبا وأمريكا وكندا أطباء العالم بالنسبة لطبيعته الغامضة التي بدأت تقلق العالم من بداية شهر فبراير الماضي. وتتمثل الأعراض الرئيسية المتلازمة للمرض الرئوي الحاد في ارتفاع درجة حرارة المريض لتصل الى حوالي 38 درجة مئوية يرافقها سعال جاف وضيق أو مشكلات في التنفس وتظهر صور الأشعة مؤشرات على حدوث تغيرات متلازمة للرئ. وتتضمن الأعراض الأخرى المحتملة الصداع وتشنج العضلات وفقدان الشهية والتوعك والتشوش الذهني والطفح الجلدي والاسهال. ويعتقد الأطباء ان فيروس (سارس) ينتشر عن طريق رذاذ يخرج من الرئة مع السعال وسوائل الجسم والمواد المفرزة من جسم المريض لكن بعض الأطباء يعتقدون ان الفيروس ينتقل أكثر عبر الملامسة المباشرة اذ تمكن مصابون أفراد من نقله الى عدد من الأشخاص القريبين بسرعة هائلة خصوصا لدى ملامستهم لأفراد الطاقم الطبي في المستشفيات أثناء علاجهم. وللوقاية من المرض ينصح الأطباء بغسل اليدين باستمرار لأن اليدين تتلوثان برذاذ العطاس او السعال او لدى لمس الأنف. أما استخدام الكمامة التي تغطي الأنف والفم فانه مفيد الى ان يتراكم البخار الناتج عن التنفس حينئذ تصبح ملوثة وينبغي تغييرها. ولا يعرف عن الكمامات منعها للفيروسات بل يعرف انها تمنع انتقال البكتيريا من رذاذ أفواه الجراحين مثلا نحو جروح المرضى الخاضعين للعمليات الا ان ضبط وضعها باستمرار عن طريق اليدين يزيد احتمال انتقال أي عدوى. وتصل فترة حضانة الفيروس الى 10 أيام تمكن العلماء من تحديدها استنادا الى دراسة عشرات الحالات المصابة بينما تصل فترة حضانة الفيروس التاجي المسبب للبرد بين يوم وأربعة أيام يكون المصاب به معديا للآخرين في الساعات ال24 ساعة التي تسبق ظهور الأعراض والأربعة أيام التي تعقبها. وتمكن العلماء من الاستنتاج من المعلومات السابقة ان الفيروس الجديد ربما لا يكون من سلالات الفيروسات التاجية. وقدرت نسبة الوفاة بالمرض بخمسة في المائة من عدد الاصابات. ويقول خبراء الصحة انه من المهم ذكر القواعد الصحية الشخصية في المنزل ومكان العمل مثل غسل الأيدي بالصابون السائل والتنشيف بالمحارم ذات الاستخدام لمرة واحدة.كما أن ابقاء النوافذ مفتوحة ووضع الكمامات الواقية يمكن أن يساهم في الوقاية من انتقال العدوى. ويقول علماء يدرسون الفيروس المسبب لمرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) انه يتمكن من التحول بسرعة كبيرة مما يجعل من الصعب تطوير لقاح لمقاومة المرض. وأثر هذا الوباء القاتل سلبا علي الاقتصاد العالمي الذي يعاني حاليا أسوأ حالات تراجعه وانهياره خاصة في شرق اسيا. وحذر كبار المحللين من تدهور الأوضاع الاقتصادية على مستوى دول العالم واعتبروا متلازمة ضيق التنفس الحادة بمثابة آفة الاقتصاد العالمي الجديد حيث الغت شركات الطيران في شرق اسيا والعالم عددا كبيرا من رحلاتها فيما تأثرت جميع مظاهر الحياة بحالة الخوف في الدول المصابة والمجاورة لها.