اقيم في قاعة فندق الانتركونتننتال بالرياض وضمن الانشطة التشكيلية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الثامن عشر معرض المجسمات الجمالية وهو الاول الذي يقيمه المهرجان وهو خاص باعمال النحت والخزف وشارك فيه الفنانون: علي محمد الطخيس وعبدالعزيز الرويضان وهو المشرف عليه ومحمد المعيرفي ود. صالح الزاير واحمد الدحيم وسعود الدريبي ومنال الحربي. د. عبدالرحمن السبيت وكيل الحرس الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان قدم للمعرض في دليل خاص شاكرا للمشاركين جهدهم ودعوة الفنانين لمزيد من الابداع والعطاء مشيرا الى تكاتف الفنون التشكيلية مع باقي فعاليات ونشاطات المهرجان لاثراء ثقافتنا واحياء تراثنا وامداد فنوننا الابداعية بكل ما يحفظ علينا هويتنا وثقافتنا في هذا الزمن الذي تتسارع فيه الهجمات الثقافية تحاول كل منها اثبات وجودها والطغيان على الأخرى وقال رئيس اللجنة التشكيلية بالمهرجان عبدالعزيز السواجي ان هذا المعرض يهدف الى اعطاء فن النحت مساحة من اهتمام اللجنة وشكر المسؤولين في الحرس الوطني على مساندتهم نشاطات اللجنة اما الفنان عبدالعزيز الرويضان المشرف على المعرض والذي حرص بشكل يومي على التواجد فيه فقدم شكره للمسئولين في الحرس الوطني ونوه بدوره في دعم الفنان التشكيلي مؤكدا قدرة الفنان السعودي على الابداع والعطاء والابتكار. قدم الفنان علي الطخيس مجموعة من الاعمال المختلفة تبرز بينها تشكيلات جديدة في مسيرة اشتغالاته النحتية على الرخام ففي عمله استنتاج تقطيعات وتعامدات حفرية شكلت علاقات مساحاته المشغولة بينما يترك مساحة العمل في الطرف الآخر لتشكل إيحاءات او دلالات تتسع لاكثر من تأويل. لكن اعماله الاخرى وان ظهر بعضها في هذا الاكتشاف الجديد الا ان البعض الآخر ينوع عليه الطخيس معطيات قطعة الرخام المشغولة بعناية او المتروكة على طبيعتها اما النحات عبدالعزيز الرويضان الذي سبق ان اقام معرضه الشخصي في الرياض العام الجاري فان في اعماله ايحاءات انسانية نجدها تتجرد من اي تفصيل الا بما توحي به حركة او انحناءة القطعة يشتغل الرويضان على الوان من الرخام والجرانيت ويتميز عمله (معاناة) بعلاقة الكتلة بفراغ نجده في اعمال الفنان احمد الدحيم (رقصة) واعمال الدحيم المشغولة على الرخام الابيض او الاخضر تعبر عن محاولات جادة نحو تحقيق شخصيته الفنية خاصة في تشكيل قطعته وتبسيطها كماهو عمله (تكوين) بالرخام الابيض ويختار سعود الدريبي قطعة الرخام او الجرانيت ليشكل افكارا انسانية او ذات دلالات موحية كما في عمله (ترقب) او (تآلف) او اعمال اخرى لم يضع لها تسمية وهو هنا يتجه الى شكل مغاير عن بقية زملائه على مستوى الفكرة. ويتجه محمد المعيرفي بأعماله الى شكل مستوحى من الفنون الخزفية الشرقية تناول لاشكال انسانية او كائنات كما ويسعى لمنح قطعته رمزية ما مهتما بنتيجة لونية بالجليز على الاغلب وتسعى منال الحربي لتشكيل قطعتها الخزفية على نحو مجرد الا من ايحاء المعالجة وتشكل تضاريس القطعة والايحاء عمليها بفاكهة (الكيوي) المشطورة نصفين فقد حملتهما هذه التسمية وان بعثت الاعمال ايحاءات اخرى مغايرة. وجاء عمل د. صالح الزاير على نحو مختلف على مستوى التناول او شكل العرض في فكرة رمزية استوجبت تغيير اتجاه العمل الذي يتشكل من قطع تتخذ حرف ال(L) الانجليزي لكن اضلعها تتساوى فيستغل شكل السهم ليوجهه يوميا لاتجاه مختلف يحمل عمل الزاير رمزية مع عرضه على الارض. المعرض اتجاه جديد للجنة الفنون التشكيلية بالمهرجان في سعي لفصل مثل هذه الاعمال عن العرض في القاعة الرئيسية بالجنادرية وهي خطوة جيدة نأمل ان تشمل الاعمال الاكثر حداثة ومستوى لتكون ايضا امام ضيوف المهرجان والذين افتقدنا معظمهم في صالة العرض بالجنادرية كما ان الحرص على طباعة دليل لهذا المعرض (المجسمات) يضيف له توثيقا هاما لمسيرة النحت ولجهد الفنانين المشاركين والذين آمل ان تتسع المشاركة والمكان لهم ولغيرهم في الاعوام القادمة.