بعشرين موظفا من ادارات مختلفة بدأت شركة ارامكو السعودية في تنفيذ احد برامجها التدريبية الموجهة الحديثة في الادارة باستخدام الهندسة النفسية. المشروع لايزال في بداياته غير انه يفتح بوابة جديدة للموظفين الباحثين عن تطوير قدراتهم الذاتية من خلال الاساليب العلمية الخاصة بالتعامل مع الذات والآخر في اطار العمل والانتاج. تبنى البرنامج قطاع التنقيب والانتاج بالشركة بتشجيع من النائب الاعلى للرئيس للتنقيب والانتاج عبدالله سيف السيف حيث بدأت اولى دورات الهندسة النفسية في ديسمبر 2002م ولا تزال تعقد شهريا ويقوم بمهمة التدريب مدير ادارة التميز المستمر في قطاع التنقيب والانتاج جمال حسين المطير المدرب المعتمد في تقنيات الهندسة النفسية وقد عقدت حتى تاريخه ثلاث دورات تخرج فيها 66 موظفا ومن المقرر استمرارها حتى نهاية عام 2004م وتستوعب كل دورة 24 مشاركا. يأتي البرنامج في اطار اهتمام الشركة بالتطوير الاداري وتحسين انتاجية الموظفين وتعزيز بيئة عملهم وتحاول الدورة وضع القواعد الصحيحة لفهم اسس الهندسة النفسية ويتركز العمل على تعريف الانسان بقدراته والتحكم فيها وتفعيلها بطريقة منظمة تراعي تركيب النفس الانسانية والتعامل معها بوسائل واساليب محددة حيث يمكن التأثير بشكل حاسم وسريع في عملية الادراك والتصور، والافكار والشعور وبالتالي السلوك والمهارات والاداء الانساني الجسدي والفكري والنفسي بصورة عامة. والموظف المشارك في هذه الدورة يتعرف الى وضعه الآني ووجهته والنتائج التي يطمح اليها وطرق التآلف والانسجام مع العالم من حوله وتحقيق فهم افضل لاهدافه المرسومة ومن ثم الوصول اليها. وتعد طرق استخدام الحواس الداخلية للتفكير وربط اللغة بالفكر ومحاولة التعرف على طريقة تفكير الآخرين، محاور يركز عليها في الدورة، من خلال توظيف الاسلوب العلمي في التعامل مع الذات حيث تربطها بعقل الانسان الباطن المعروف باللاوعي، وهو عالم كبير بحد ذاته ومخزون كبير لطاقات وقوى الانسان، لذلك تقوم الهندسة النفسية بمساعدة الاشخاص في التعرف الى ذلك المصدر القوي واستحضاره للقيام بممارسة مهام قيادية في الحياة ربما يعجز العقل الواعي عن التعامل معها مثل الخطابة والاساليب المثالية للتعامل مع الاسرة والاصدقاء والموظفين وتتواصل ايجابيات الهندسة النفسية لتساعد على تغيير عادات سيئة متصلة منذ زمن طويل كالتدخين والافراط في الاكل. كما تتدخل الهندسة النفسية على نحو مباشر في هموم الحياة وضغوطها الصعبة ايضا باعتبارها عقبات تقف امام انتاجية الشخص قد تؤدي الى التخبط في القرارات لذا فان الهندسة النفسية تقدم الاقتراحات الايجابية للتعاطي مع الضغوط والهموم الشخصية وتطرق باب المدارك لينفتح على التغييرات التي من حولنا عبر برمجة لغوية للعقول تتعامل ايجابيا مع الماضي والاحداث المعيقة ذاتيا. الجدير بالذكر ان بعض الموظفين الذين شاركوا في الدورة اكدوا استفادتهم منها وافصحوا عن الاثر الذي تركته في انماط تفكيرهم في علاقات العمل والاسرة والمجتمع بشكل عام فقال احد المشاركين في الدورة بان الدورة تميزت بابراز التقنيات العملية المؤدية الى التغيير نحو الافضل في حين اشار مشارك آخر الى تأثره الايجابي بمضمون الدورة في مجال العمل والحياة الاجتماعية. وذكر مشارك ثالث ان هذه الدورة تعد من افضل الدورات التي شارك فيها طيلة خمس سنوات مضت من حيث فائدتها التطبيقية الفورية واخيرا علق مشارك رابع بقوله وجدت الادوات اللازمة لتطوير نفسي علميا وعمليا مضيفا سوف اشرك الاخرين فيما استفدته.