«سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    الكشف عن مدرب الشباب الجديد    تحقيق أولي: تحطم الطائرة الأذربيجانية ناجم عن «تدخل خارجي»    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    اتهامات لنتنياهو بعرقلتها.. تضاؤل فرص إبرام هدنة غزة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى كمال عدوان شمال غزة    مدرب العراق: سأواجه «السعودية» بالأساسيين    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    الأمن.. ظلال وارفة    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    كرة القدم قبل القبيلة؟!    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    أهلا بالعالم    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    وسومها في خشومها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    منتخبنا كان عظيماً !    استثمار و(استحمار) !    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم تقدم رؤية شاملة لما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي
بينما ينعقد مؤتمر وزراء إعلام الدول الإسلامية بالقاهرة

يبدأ وزراء إعلام الدول الإسلامية مؤتمر يوم غد بمدينة القاهرة .. ويواجه المؤتمر العديد من التحديات، خاصة فيما يتعلق بتطوير الاستراتيجية الإعلامية للتعامل مع الغرب، أو بمعنى أدق تصحيح صورة الخطاب الإعلامي الصهيوني.
وبداية لابد أن نعترف بأن الأمة الإسلامية تملك سلاحا مؤثراً وفعالاً، وهو الإعداد الهائلة من أبنائها العاملين في الشبكات الإذاعية والتليفزيونية والصحف ووكالات الأنباء في كل أنحاء العالم. غير أن الأمر أكبر من ذلك بكثير. إنه يحتاج إلى صحوة دائمة من المؤسسات الإعلامية لا يتوقف عملها بسبب أية مستجدات سياسية على الساحتين العربية والإسلامية، فتغيير المفاهيم المغلوطة عن العرب والمسلمين وتصحيح الصور الذهنية لدى الشعوب مهمة يلعب فيها الزمن دورا بالغ الأهمية. فالصورة المغلوطة التي يختزنها الضمير الغربي عن الإسلام والعرب تراكمت ملامحها عبر سنوات طويلة ويحتاج تصحيحها لسنوات من العمل والجهد الدءوب.
أن السؤال يطرح نفسه:
كيف يمكن للعالم الإسلامي أن يقدم نفسه للآخر وما هي الاستراتيجية التي يمكن أن يسير عليها في الفترة المقبلة وصولا إلى صورة مختلفة وصحيحة.
العيب فينا
في البداية يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: إن عدم وجود إعلام إسلامي متميز قادر على الرد على اتهامات أعداء الإسلام هو السبب الرئيسي في ازدياد الحملات المناهضة للعالم الإسلامي. ويجب علينا ان نتنبه إلى ان هناك عوامل ترسخ الصورة المشوهة عن العرب والمسلمين في الغرب ومنها الدعاية الصهيونية المغرضة ومؤلفات المستشرقين الحاقدين على الإسلام وحضارته العظيمة لذا فان المسئولية تحتم علينا - أفرادا ومؤسسات أن نتصدى لذلك كله بالمنطق والعقلانية بعيدا عن العصبية والمهاترات.
آليات التأثير
محمد الراشدى وزير الإعلام العماني يقول :
الإعلام العربي الرسمي يحاول دائما أن يؤدي دوره سواء بشكل جماعي او منفرد او بالعلاقات الثنائية، لكن المواجهة اكبر من ذلك بكثير وتتطلب ما هو اشمل من الإعلام الرسمي، والأهم من ذلك إيجاد آليات نستطيع من خلالها التأثير في الرأي العام الغربي وصناع القرار.
وإذا أردنا أن نواجه الإعلام الغربي فعلينا أن نتحدث إليه بلغته أي أن يكون هناك خطاب ملائم لعقلية المواطن الغربي نفسه. وعلينا أن ندرك أن إقامة قناة فضائية عربية لن يؤثر كثيرا في تحقيق الهدف المنشود، لان المواطن الأمريكي او الأوروبي أمامه العشرات بل المئات من القنوات وغالبا يختار ما يلائمه ويثير انتباهه، لذا فالأجدى هو شراء اسهم في قنوات أمريكية وغربية من جانب العرب والمسلمين أو إنشاء شبكات تليفزيونية أمريكية وأوروبية بتمويل عربي إسلامي او إقامة مراكز أبحاث أمريكية وأوروبية بتمويل عربي وإسلامي.
فتش عن الحرية
صلاح الدين حافظ أمين عام اتحاد الصحفيين العرب يقول:
الإعلام بشكل عام اصبح صناعة ضخمة في بلادنا وكيانا عملاقا وسلاحا فتاكا يمارس تأثيرا فاعلا - خاصة في الداخل - لكنه بصراحة شديدة ظل إلى حد ما فاقد الروح واحيانا العقل.
فاقد الروح لان فاقد الحرية بمفهومها العميق والواسع ويسيء بمفهومها الشكلي والتجميلي، ولان الأمر كذلك فقد وقع الإعلام غالبا في قبضة حكومية تنظر للصحافة ووسائل الإعلام باعتبارها سلاحا في أيدي الحكومة تحارب معاركها لا باعتبارها وسائل تنوير يمارس المجتمع بكل فئاته من خلالها حرية الرأي والتعبير.
دعونا نعترف بان الإعلام فشل في عرض صورة مجتمعاتنا الحقيقية امام الرأي العام العالمي خصوصا بعدما اتجهت الحملة الإعلامية الأمريكية والأدبية من خلفها تصب جمام غضبها وأقسى هجومها على المجتمعات العربية الإسلامية التي فرخت - على حد زعمهم - الإرهاب والإرهابيين الذين هاجموا نيويورك وواشنطن في أحداث سبتمبر.
لم ينجح الإعلام في رصد الصورة الحقيقية لمجتمعاتنا وتسامح دينها وعمق ثقافتها واستنارة حضارتها لأن وسائل العرض التي نستخدمها وخصوصا الإعلام يفتقد روحه الأصلية يفتقد الحرية والمصداقية، وفاقد الشيء لايعطيه.
ولم ينجح الإعلام في خوض حركة المواجهة الشرسة ضد الإسلام الصهيوني عبر خريطة العالم، وليس الإعلام في اسرائيل فقط، لأنهم يتحدثون إلى الآخرين في أمريكا وأوروبا خصوصا ونحن نتحدث عبر إعلامنا إلى أنفسنا نخاطب بعضنا او نعارك بعضنا بينما ساحة المواجهة الحقيقية موجودة في الغرب.
تفعيل الاتفاقيات المشتركة
أما د. احمد كمال أبو المجد وزير الإعلام المصري الأسبق والمفكر الإسلامي فيقول: هذه المرحلة في حاجة شديدة من الأمة العربية والإسلامية لتطوير خطابها الإعلامي والتوجه لمخاطبة الآخر باللغة التي يفهمها. نحن في حاجة إلى جهد إعلامي شامل ومنسق ومستمر لمواجهة حملات الكراهية والتضليل التي تحرص عليها وتغذيها الصهيونية العالمية والمؤسسات الغربية المؤيدة او الخاضعة لها والتي تقف بقوة وراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية.
إن الأمة بحاجة لمواجهة حملات تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب ومحاولات وصم الإسلام بأنه دين دموي يحث على الإرهاب واتهام المسلمين بأنهم إرهابيون مما يمهد لكسب تعاطف الرأي العام مع الممارسات الإرهابية الصهيونية وتقبل العدوان الأمريكي الذي تعيش الأمة العربية تحت التهديد به بدعوى محاربة الإرهاب واستهداف النظم والدول الراعية للإرهاب والتي تسعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل.
لقد آن الأوان لكل تحزم الأمة أمرها وان تنسق جهودها وان تعمل أجهزتها الإعلامية في إطار منظومة متكاملة لا تتجاهل الاختلافات والتمايزات المحلية ولكنها تركز على نقاط الاتفاق والمصالح المشتركة. لذا فعلى حكومات الدول العربية والإسلامية أن تسعى إلى تفعيل الأجهزة المشتركة والآليات الإعلامية والاتفاقيات الموقعة بينها والتي مازالت في الغالب حبرا على ورق.
العقل والعلم والمنطق
ويقول أمين بسيوني رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي بالجامعة العربية: إن وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية بعيدة كل البعد عن مخاطبة الرأي العام الدولي. وبالتالي نجد أن الوكالات العالمية لا تهتم بأخبار العالم الإسلامي إلا ما كان متصلا بالمشاكل او الخلافات التي تنشب بين الدول الإسلامية وبعضها، لذا فالطريق الصحيح أن نتحاور تحاور العقل والعلم والمنطق لنبعد عن ساحتنا كل ما يشوه صورتنا امام الآخر، وأن نرشد الفهم الخاطئ لدى الآخرين عنا سواء الأوروبيين او الأمريكيين، وهذه هي مهمتنا لنستخدم كل الوسائل التي تؤدي وتقدم إلى الرأي العالمي كل الحقائق الناصعة عن الإسلام وأمته وعن العرب ووسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية تحتاج إلى فلسلفة ومنهاج متطور يواكب تطور الأحداث العالمية.
وكالة أنباء إسلامية
د. محيى الدين عبد الحليم أستاذ الصحافة والأعلام بجامعة الأزهر والمستشار الإعلامي لوزير الأوقاف المصري يقول: إذا نظرنا إلى واقعنا الإعلامي، وإذا استبعدنا المبالغات الإعلامية ونحيناها جانبا، فان ثمة قصورا كبيرا في الأداء الإعلامي الموجه للعالم الخارجي. ومن الواجب على المسئولين دراسته والشروع في تنفيذ كيانات إعلامية قادرة على مخاطبة العالم بلغات مختلفة وبأساليب تعدد اللغات والثقافات. ومن ذلك إنشاء وكالة أنباء إسلامية تخاطب الرأي العام العالمي وليست لخدمة الإطار الإسلامي الداخلي.
أيضا إنشاء قناة فضائية إسلامية بعيدا عن التعصب لمذهب بذاته او توجه سياسي معين، وهذا يقتضي أن تكون هذه القناة متحررة من قيد الانتماء السياسي والتعصب المذهبي.
المصداقية والموضوعية
د. احمد على سليمان: المسئول الإعلامي برابطة الجامعات الإسلامية يقول:
في ظل تداعيات الأحداث الأخيرة على الساحة العالمية وما يواجهه الإسلام والعرب والمسلمون من أعلى أساليب التشويه والازدراء كامن لابد من التحرك، تحرك كافة المؤسسات المعنية في العالم العربي والإسلامي للعمل على تصحيح الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الإعلام الغربي وتجلية الوجه الصحيح للإسلام. من هنا لابد من تضافر كافة الجهود والدعم من الحكومات الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وكافة المراكز الإسلامية في العالم العربي والإسلامي لوضع خطة طموحة لاستراتيجية إعلامية إسلامية كبرى تهدف إلى تطوير الخطاب الإعلامي وتنقية الأجواء وتفعيل التحرك الجاد لمواجهة الحملة الإعلامية الشرسة ضد العرب والمسلمين. بالإضافة لذلك لابد أن يكون أعلامنا أعلاما قويا نابعا من عقيدة راسخة يتسم بالمصداقية والموضوعية وحسن الأداء وليس أعلاما نخاطب به أنفسنا.
ميثاق شرف إعلامي
ياقوت محمد صفوان .. الكاتب الصحفي .. رئيس مجلس إدارة دار الشعب وعضو المجلس الأعلى للصحافة المصري يؤكد أنه على كل إعلامي مسلم .. أن يسعى لتأكيد صورتنا .. التي نلتزم من خلالها .. بميثاق الشرف الإعلامي الإسلامي .. وان نلتزم ونسعى جاهدين .. أن نؤكد للعالم اجمع أنه عندما عرض صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز مبادرة السلام العربية .. نجحنا بصورة كبيرة جدا وضربنا مثلا في كيف يمكن لنا أن ننجح إعلاميا في تقديم افضل الحقائق عن الشخصية المسلمة.. إذ أن رفض اسرائيل لمبادرتنا العربية كان كشفا عن حقيقة نواياها .. وعرضنا العربي .. كان بمثابة رسالة قوية وصريحة نقول إننا أمة ندعو للسلام.
وعلينا عند إعادة صياغة خطابنا الإعلامي .. المسلم مع الآخر أن نؤكد عن دائما على تلك الحقيقة. وألا نجعلها تغيب عن أعيننا - خاصة ونحن نعيش مرحلة حرجة .. يتحدث فيها الكل عن الحرب والدمار .. مرحلة تحتاج منا إلى أن نذكر الأخر دوماً بأننا نرفض منطق الحرب .. والدمار ..
وعلى الإعلاميين في الدول الإسلامية .. في مواجهة الخطاب مع الآخر أن يلتزموا بالكثير من المبادئ حتى ننجح في صياغة خطاب إعلامي إسلامي .. قوي .. مطلوب الدعوى إلى الركائز الإسلامية .. وإبراز دور الأخلاق في ترشيد جميع أنشطة الحياة مع فهم معنى الاصالة والمعاصرة.. بمعنى التمسك بالاصالة التي تربطنا بجذورنا ومنابعنا وقيمنا الاسلامية وتعميق اواصر التعارف بين جميع الشعوب والتأكيد على ان الامة الاسلامية تمد يدها إلى كل شعوب العالم من اجل التعاون وتوفير اسباب الحرية واحترام الانسان كأثمن مخلوق وذلك انسجاماً مع جوهر القيم الاسلامية مع العمل دائماً على ابراز الصورة الحقيقية للاسلام والمسلمين في العالم والاهتمام بشئون الشعوب الاسلامية والدعوة إلى التعاطف مع قضاياها والقاء الضوء على الاقليات الاسلامية والظروف التي تحيط بها والتنويه بالحضارة الاسلامية واثارها واسهاماتها في اثراء الحضارة الانسانية وقدرتها المستمرة على العطاء لم تتميز به من قيم روحية وفكرية رفيعة تنطلق من مبادئ الاسلام والحرية والكرامة والمساواة والعدل.. مع العمل على حماية المجتمعات الاسلامية من التيارات الفكرية المضللة سواء من الداخل او الخارج.. التي تستهدف النيل من الذات الاسلامية والتصدي لكل ما من شأنه تشويه صورة الاسلام او تقويض وحدة المسلمين.
السلوكيات اولاً..
ويتمنى الدكتور عبد الله محمد الناصر.. الملحق الثقافي.. ببريطانيا ان يلعب العربي.. المسلم.. دوره.. سواء اكان في داخل الوطن العربي او خارجه.. وان يمثل المجتمع المسلم.. في سلوكه. وفي تفكيره.. وفي تقييمه للامور.. وفي تعامله مع الاخر.. المسلم.. الان اصبح مطارداً فكرياً.. وجسدياً أيضاً في مناطق كثيرة في هذا العالم.. لذا فمسئولية الانسان المسلم في هذه الدنيا ضخمة جداً وكبيرة.. في ان ينقل.. افضل صورة.. عن اخلاق وسلوكيات المسلم.. والعربي.. ويضيف: علينا ان ندرك جيداً.. اننا نعيش في قرية كونية مفتوحة.. يمكن من خلالها ان ننجح في الخطاب مع الاخر من خلال التفكير وفق منظومة واقعية وصادقة خاصة وان مسئوليتنا الان اصبحت كبيرة جداً وان هناك جهوداً اعلامية صهيونية، نجحت بالفعل في تشويه صورتنا كعرب ومسلمين.. فالصهيوني قد كرس صورة المسخ والتشويه عن الانسان العربي.. المسلم.. وعلينا عند صياغة الخطاب الاعلامي.. عنا.. كعرب وكمسلمين ان نسعى جاهدين.. ان نقدم صورة صادقة عن الانسان المسلم.. من خلال ابسط الطرق.. حتى ولو كانت من خلال الجهود الفردية.. وان يبدأ كل فرد بذاته.. فالاخرون .. غير معنيين او مطالبين بقراءة تاريخنا.. ودراسة تفاصيل ديننا الاسلامي الحنيف.. حتى يدركوا.. مع من يتخاطبون فقط.. هم يتعاملون مع الظاهر.. والواضح لديهم.. وهذه الاشكالية.. تضيف إلى كاهلنا مسئوليات اعلامية جديدة وخطيرة.. اتمنى ان يدركها كل من يقترب من صياغة لغة الخطاب الاعلامي مع الاخر.. وهذا هو المهم..
اصلاح الذات
أما العالم المصري.. الدكتور فاروق الباز فيرى أن مسئولية الخطاب الاعلامي مع الاخر.. مسئولية في غاية الخطورة.. وعلينا ان ندرك ان للجهود الفردية.. حتى ولو كانت بسيطة.. دوراً في غاية الاهمية.. وذلك من خلال فتح مجالات للنقاش والتحاور معهم.. من خلال لغة.. يفهمونها ويقدرونها.. لغة مبنية على الحقائق.. وبعيدة عن الانفعالات.. وعلينا ان ندخل دائرة الاخر.. من خلال تمسكنا بكل الصفات الجميلة.. من الصدق والموضوعية.. وكل القيم الاسلامية.. التي هي اساس للتعامل الانساني المتحضر.. فلو اننا ادركنا معنى الالتزام ومعنى الصدق.. ومعنى اصلاح الذات لنجحنا في ان نحرز تقدماً في لغة الحوار مع الآخر..
العولمة هي الاساس
الكاتب السعودي الدكتور محمد الاسمري يقول: كل من يقترب من صياغة لغة الخطاب الاعلامي.. مع الاخر.. بان يدرك ان مفهوم العولمة هو مفهوم اسلامي.. يقول سبحانه (بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين) وهذا يعطي دلالة مؤكدة ان الاسلام والذي جاء للعالمين.. هو اساس مفهوم العولمة.. فقط علينا ان ندرك تلك الحقيقة ونتعامل على اساسها ونفتح عقولنا.. وقلوبنا.. للاخر.. حتى ننجح في نشر الدعوة الاسلامية.. وفق هذا المفهوم.
لا للحرب
أما ثروت الشعراوي.. رئيس تحرير جريدة الرأي وعضو المجلس الاعلى للصحافة فيؤكد أنه على كل من يشارك في صياغة لغة الخطاب مع الاخر... ضرورة السعي الجاد إلى تنمية وتطوير قدرات القوى البشرية العاملة في مجالات الاعلام.. والاتصال.. بما يواكب التطورات العالمية في هذا الصدد وتوفير الاجيال المتعاقبة من الاعلاميين القادرين على حمل رسالة الاعلام الاسلامي.. وان نمتلك القدرة على ان نخاطب الاخر.. وفق منظومة.. سهلة.. وواضحة.. منظومة مبنية على منطق الحقيقة والقوة.. وان ندرك ان رسالتنا الاعلامية لا بد ان تستمد من اساس قيمنا الاسلامية.. التي تدعو إلى السلام.. والى نبذ الحرب.. وان نرفع دائماً شعار نعم للسلام.. لا للحرب.. في خطابنا الاعلامي..
الشفافية مطلوبة
محمد فائق.. وزير الاعلام المصري الاسبق يقول: ان الاعلام في الامة العربية على المستوى الرسمي والشعبي في مأزق مما يتطلب تعديل في الاجندة الاعلامية يقوم على اساس قوي من حرية الرأي فكيف يكون هناك اعلام قوي يخاطب الاخر وهناك نقص وعدم شفافية في كثير من القضايا الداخلية وتسخير رسائل الاعلام لاهداف شخصية ومصالح فردية دون النظر إلى المصلحة القومية للوطن العربي.
ان المؤتمرات والندوات لا تفيد الا اذا كانت هناك بيئة تترجم ما يتم التوصل اليه من بنود على ارض الواقع دون الاحتفاظ بها في المضبطات الرسمية والارشيفية، فوزراء الاعلام العرب والمسلمون مطالبون بالبحث اولاً عن هذا المناخ مع وضع استراتيجية واضحة توضح رغبات تلك الشعوب وتوصيل حقيقة موقعها تجاه القضايا المختلفة مع مزيد من الشفافية والوضوح امام انفسنا اولاً دون جلد للذات.
نبذ الخلافات
الدكتور علي عجوة عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة يقول: ان وزراء الاعلام العرب والمسلمين تقع عليهم مسئولية تاريخية فالوضع يحتاج إلى لم الشمل ونبذ الاختلاف والشقاق، وتوحيد الرسالة الاعلامية العربية والاسلامية لكبح جماح القوة الكبرى التي تحاول ان تجر المنطقة إلى كثير من المشاكل من خلال احتلال العراق.
ومن الضروري نبذ اللغة الفردية واثارة المشاكل الداخلية اذا لا يمكننا في الظروف الحالية ان ننظر إلى قضايانا الفرعية ونترك القضية الكبرى المتعلقة بمصير شعوبنا، لا بد من حشد كافة الوسائل الاعلامية لتوضيح الحقائق امام الشارع العربي والذي يؤثر كثيراً في تغيير اوجه السياسة هناك.
وعلى وزراء الاعلام العرب تفعيل الاتفاقيات السابقة والتي كانت تستعد لبث قنوات تليفزيونية إلى الخارج بلغات مختلفة لخدمة قضايانا الحقيقية.
التناسق والوحدة
د. درية شرف الدين رئيس قطاع الفضائيات بالتليفزيون المصري تقول: ان وزراء الاعلام العرب والمسلمين مسئولون بقدر الحدث الحالي للامة العربية من احتياجات جماهيرية مختلفة خاصة المتعلقة بمعلومات وخطاب اعلامي قوي يعبر عن ظروف المنطقة ومواكبة التغطيات الاعلامية العالمية.
ورغم الخطوات التي اتخذت للوصول إلى الاخر من خلال قنوات تليفزيونية ومطبوعات اعلامية فانها قليلة ولم تحقق الاهداف التي ينبغي ان نسعى اليها مع الاعتراف بان المحاولات الاخيرة لبعض القنوات والمطبوعات العربية استطاعت تؤتي ثمارها في العالم الخارجي لكن هناك المزيد الذي لا بد من الوصول اليه.
ان الوصول إلى رسالة اعلامية عربية اسلامية موحدة ليس امراً سهلاً نظراً لاختلاف المصالح السياسية والاقتصادية ولكنه في نفس الوقت ليس مستحيلاً في ظل ما يتعرض له العالمان العربي والاسلامي من هجمات غربية تستدعي التناسق والوحدة.
رفع المحاذير الاعلامية
د. حسين امين استاذ الاعلام بالجامعة الامريكية يقول: العرب مطلوب رفع المحاذير التي تحد من التغطية الاعلامية الصحيحة الصادقة واتاحة نقل لمعلومات بصدق وعدم تكرار تجربة اذاعة صوت العرب في الستينات خاصة في ظل التغطيات الاعلامية العالمية فالافضل عدم دفن الرؤوس في الرمال، بل شحذ الهمم والمعنويات العربية بما يحقق الاهداف الوطنية.
ان وسائل الاعلام المختلفة سواء المطبوعة او المقروءة التي تخاطب الشارع الاجنبي لا بد ان تدرك حقيقة الموقف اولاً ولغة وثقافة هذا الاخر، مع البعد عن الذاتية فان الوضع الحالي يستلزم مخاطبة هذا الاخر بما يعود عليه من مصلحة مع بعث الجوانب العاطفية والنفسية لديه والتي تجعله يتعاطف مع قضيتنا.
التخلي عن المشاكل الداخلية
دكتورة جيهان رشدي عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة سابقاً.. تقول: وزراء الاعلام العرب والمسلمين مطالبون باعلام صادق يعبر عن الظرف الحالي ويظهر الوضع السيئ الذي يعيشه العرب والمسلمون مع مزيد من الشفافية في المعلومات التي تنقلها اجهزتنا الاعلامية المختلفة بالاضافة إلى اعطاء الحرية لكافة الاتجاهات والتوجهات المختلفة داخل الوطن العربي والاسلامي لتعبر عن ارائها.
لا لحجب المعلومات
دكتور شعبان شمس رئيس قسم الصحافة والاعلام جامعة القاهرة يقول: اجندة وزراء الاعلام العرب والمسلمين لا بد ان تعبر عن الظروف الراهنة والتي تستلزم التخلي الكامل عن الذاتية وحجب المعلومات وكسب مزيد من التعاطف العالمي من خلال كافة الوسائل الاعلامية لتعبر عن المفاهيم الحقيقية لطبيعة مشاكل المنطقة وغلق الابواب على وسائل الاعلام المضادة، وتضييق الفجوة بين المواطن العربي والاجنبي من خلال برامج تصحيح الصورة العربية.
صلاح الدين حافظ - فاروق البز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.