بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية السودان أقيم تحت رعاية سفير جمهورية السودان المعرض التشكيلي ( زمان الأمكنة) للفنانين السودانيين العالميين وفي مقدمتهم د. راشد دياب. (حاصل على دكتوراة في فلسفة الفنون الجميلة وله عدد من المعارض الفردية والجماعية. والفنان كمال مصطفى أحد مؤسسي مجموعة نوباتية التشكيلية شارك في العديد من المعارض. وأقيمت على هامش المعرض محاضرة للفنان التشكيلي أحمد خوجلي تحدث فيها عن الحركة الفنية في السودان متناولاً الفنون القديمة التي تكونت في السودان منذ أقدم الحضارات من "كوش" مروراًَ بالحضارة ( النوبية) القديمة. وأشار د. خوجلي إلى ارتباط الفن السوداني بجذور من عصر ما قبل التاريخ لوجود آثار الممالك الإسلامية والمسيحية وثراء الفن السوداني يعود لتنوع الأديان. وكانت اللوحات تميل إلى ( الرموز) في جانبها الأفريقي والعالمي ولم يبدأ البحث عن التجذر والأصول أي البحث عن الهوية السودانية إلا بعد الاستقلال. وقسم الفن في السودان إلى ثلاثة اتجاهات: 1- التجذر في الثقافة الأفريقية وأخذها من الفنون. 2- المنحى العربي. 3- المنحى العالمي في الثقافة ويلاحظ ذلك في التشكيل. بعدها تحدث د. راشد ذياب معتبراً المرحلة الأولى في تجربته ( البيئة والمكان) ورأى أن تميز الفن السوداني بخصائص لا توجد في الفنون الأخرى بسبب طبيعة الاختلاف والتنوع في السودان، حيث أتاحت للفنان السوداني أن ينهل منها. وأشار إلى وجود المساحة في لوحاته وهي تعبر عن التسامح ويرى أنه لو اجتهد الباحثون لمعرفة تركيب الذهنية السودانية لعرفوا وجود أبعاد متصلة بالزمان والمكان. وعرف اللوحة الفنية بأنها خلاصة التجربة الذهنية للوجود الإنساني نفسه، والفنان هو الذي ينتج ويستنتج ولا ينقل ( الناقل الرسام وليس الفنان) لأن الفنان هو من يتعامل مع الأشياء ليعطيها صورة جديدة. المرحلة الثانية من تجربته ارتبطت بالتراث الإنساني العالمي وكانت من إسبانيا. وأكد على أن الفن السوداني ( فن أفريقي). د. كمال مصطفى رفض الحديث, تحدث نيابة عنه خوجلي قائلاً من يرد أن يفهم لغته فعليه قراءتها من لوحاته وقال مبرراً: نادراًُ ما يجيد الفنان الحديث أو يجمع بين فن الفرشاة وفن التعبير لأن الفنان ينتهي دوره بمجرد الانتهاء من العمل. وكانت هناك مداخلات لكل من عصام الدين، اسعد سعود، محمد أدريس، محمد الشيخ، العبيد، وفاضل الهواري، وركزت على الثقافة العربية، وعروبة أو أفريقية السودان مما حدا بالدكتور/ سلطان القحطاني نقد محاولة اجترار الأشياء والمعلومات القديمة في العروبة، فالعرب أمة واحدة وانتقد غياب الحوار المباشر مع الفنانين.