تفاعلت اسواق المال الآسيوية فى الاسبوع الماضى مع تطور الاوضاع العسكرية والامنية فى منطقة الخليج العربى فى نهاية تداولات الاسبوع وتراجع أداؤها بسبب تطور ازمة شبه الجزيرة الكورية يوم الاثنين الماضى. وبالرغم من ارتفاع مؤشر نيكاى القياسى وبعض مؤشرات اسواق المال الآسيوية الرئيسية يوم الاثنين الماضى فان بورصة طوكيو سجلت تراجعات كبيرة منذ يوم الثلاثاء الماضى اثر انباء رسمية عن اطلاق حكومة كوريا الشمالية صاروخا قصير المدى فوق بحر اليابان شرقى شبه الجزير الكورية الامر الذى ضاعف مخاوف المستثمرين فى الاسواق المالية فى آسيا. وكان مؤشر نيكاى القياسى المؤلف من 225 شركة يابانية سجل تراجعا كبيرا يوم الثلاثاء الماضى بلغت نسبته 3ر2 فى المائة لينخفض الى ادنى مستوى له منذ 21 من يناير الماضى. واثرت الضغوط السياسية على اسواق المال فى آسيا خلال الاسبوع الماضى ليسجل مؤشر نيكاى فى التعاملات المبكرة ليوم الخميس الماضى تراجعا كبيرا منخفضا الى ادنى مستوى له فى عشرين سنة اذ بلغت قيمته فى نفس الفترة نحو 91ر8299 نقطة. وادنى مستوى وصل اليه مؤشر نيكاى كان فى نوفمبر من العام الماضى عندما بلغ نحو 39ر8303 نقطة فى حين سجل ادنى مستوى له خلال عشرين سنة عندما بلغ نحو 22ر8179 نقطة. ويرى المراقبون ان حركة تداول اسواق المال العالمية بما فيها الآسيوية سجلت في الآونة الاخيرة تراجعا كبيرا فى حجم تداولها ليبلغ نحو عشرة فى المائة من اجمالى حركة التداول فى الاوضاع الطبيعية نتيجة الاجواء السياسية والركود الاقتصادى الذى خيم فى اكبر اقتصادات العالم. وبالرغم من تارجح اداء البورصات الآسيوية فان مؤشر نيكاى اغلق مرتفعا يوم الجمعة بعد ثلاثة ايام من التراجع المستمر ليرتفع عن اليوم الذى سبقه بمقدار ثلاث نقاط الى 8363 نقطة فيما انخفض عن الاسبوع الذى سبقه بنسبة 7ر1 فى المائة0 ويرى بعض محللى اسواق المال الآسيوية ان عملية التراجع فى البورصة اليابانية ستستمر خلال الاسبوع الذى يبدأ اليوم اذ يتوقع ان يتراجع نيكاى عن ادنى مستوى له فى عشرين سنة فى حال استمرار الاوضاع السياسية والامنية فى منطقة الخليج العربى وشبه الجزيرة الكورية على نفس وتيرتها الحادة. ويتوقع المحللون ان يتراوح مؤشر نيكاى خلال اسبوع التداول الذي يتراوح اليوم 8000 نقطة و8600 نقطة بعد ان تراوحت قيمته الاسبوع الماضى بين 97ر8266 نقطة و 58ر8606 نقطة. وفى بورصة طوكيو سجلت ثلاثة بنوك يابانية من اصل اربعة رئيسية فى نهاية تعاملات الاسبوع الماضى تراجعا فى قيمة اسهمها لينخفض مؤشر توبكيس اليابانى الاكثر نطاقا الذى يضم ايضا اسهم البنوك اليابانية بنسبة 06ر0 فى المائة ليبلغ 73ر818 نقطة. ويعكس تراجع اسهم البنوك التى تعانى ديونا متعثرة الى الانباء التى ذكرت عن خططها فى زيادة رأسمالها لمواجهة القروض التى يصعب تحصيلها والتى ساهمت فى تقليص قيمة اسهمها السوقية فى اسواق المال الآسيوية. وكان سهم ميزيهو اكبر بنك دولى من حيث الاصول واكبر بنك يابانى قد ارتفع يوم الجمعة بنسبة 9ر1 فى المائة بعد ان هوى يومى الثلاثاء و الاربعاء الماضيين بنسبة 5ر13 فى المائة بسبب تداعيات ازمة القطاع المصرفى الذى يعانى ديونا متعثرة بلغت قيمتها نحو 424 مليار دولار. وتراجع سهم بنك يو اف جى اصغر البنوك الاربعة الرئيسية بنسبة 14ر4 فى المائة ليبلغ 139 الف ين يابانى. وفى نفس السياق تفاوت اداء البورصات الآسيوية فى الاسبوع الماضى اذ تراجع مؤشر كوسبى فى بورصة سيوول فى كوريا الجنوبية بنسبة 2ر1 فى المائة ليبلغ 575 نقطة. وقاد سهم شركة سامسونغ كبرى شركات صناعة الرقائق الالكترونية فى كوريا الجنوبية حركة تداول فى بورصة سيوول الى تراجعات فى اسهم الشركات الكورية اذ انخفض سهم سامسونغ بنسبة 4ر1 فى المائة ليبلغ 279 الف وون كورى جنوبى. وتراجعت اسهم القطاع المصرفى فى سيوول بعد ان ارتفعت حدة مخاوف المستثمرين من ازدياد وتيرة التوتر السياسي فى شبه الجزيرة الكورية وتراجع سهم بنك كوكمين اكبر بنك كورى جنوبى بنسبة 7ر3 فى المائة ليسجل ادنى مستوى له فى نهاية اقفال الجمعة مسجلا 36 الف وون كورى جنوبى. وتراجع مؤشرا هانغ سينغ وشنغهاى بنسبة 1ر0 فى المائة ليبلغا على التوالى 9122 نقطة و 1580 نقطة. وارتفع مؤشر بورصة سيدنى بنسبة 1ر0 فى المائة ليبلغ 2778 نقطة فيما لم تجر اى عملية تداول فى بورصة تايوان بسبب عطلة رسمية. من ناحية اخرى ارتفع الدولار الامريكى امام الين اليابانى لاسيما بعد ان اعلنت وزارة المالية اليابانية انها تدخلت عدة مرات خلال الشهر الماضى للحد من ارتفاع الين الذى شهد ارتفاعا كبيرا فى قيمته الى درجة انه بات يهدد قطاع الصادرات اليابانى الذى يعتمد عليه الاقتصاد اليابانى. وكانت بيانات يابانية رسمية اظهرت ان البنك المركزى اليابانى انفق ما قيمته 513 مليار ين اى مايعادل نحو اكثر من اربعة مليارات دولار فى سوق الصرف الاجنبى لكبح جماح ارتفاع الين الشهر الماضى. وبالرغم من الاجراءات الرسمية فى اليابان فان الحرب المتوقعة فى منطقة الخليج العربى قد تساهم فى المزيد من الضغوط على الدولار الذي شهد فى الآونة الاخيرة انخفاضا فى قيمته امام العملات الدولية لاسيما امام الين اليابانى. ويتوقع المحللون ان تتراجع قيمة الدولار امام الين خلال تداولات الاسبوع الجديد لتتراوح قيمته مابين 115 و 5ر117 ين.