هموم الدنيا تثقل كاهل الانسان وتجعله في حيرة من أمره، تسود الدنيا في عينيه، يتجرع كأس الحنظل مرارة، مصائب.. احزان.. قلق دائم.. وتفكير مستمر فيكون اضيق الناس صدرا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة ولا نعيم، دنياه جزع وخوف، واضطراب، كسفينة فقدت الدفة والشراع امام الامواج العاتية. اشتدت عليه وطأة الحوادث وانهارت قواه، خانه تفكيره واحاطت به الهموم من كل جانب اصبح يفر من الناس يعيش مع نفسه، يجد في الوحدة لذة، وفي الصمت حياة يحلم بمستقبل عظيم، فيمني نفسه بمتعة زائلة او مركب فاره أو لقب اجوف، اذا فقد القلب محبة الله فانه يكون اشقى من العين اذا فقدت نورها ومن الاذن اذا فقدت سمعها. أو مظهر كاذب فيصرف وقته في هموم وخواطر وافكار وهواجس ثم مايلبث ان ينهار ما تمناه فيعيش في صراع دائم، لانه شغل نفسه بما لا يجدي ولا ينفع انه اراد لنفسه حب الدنيا، وحب الدنيا لا ينفك عن ثلاث هم لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي، كما في الحديث: (لو كان لابن آدم واد من مال لابتغي اليه ثانيا ولو كان واديان لابتغي لهما ثالثا) وفي الحديث ايضا: (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه). ولا احسب احدا يبحث عن الشقاء لنفسه او يرضى بتعاستها. فالهموم نتيجة حتمية لامراض نفسية أو طموحات كبيرة لا يستطيع المرء تحقيقها .. فلذلك يظل القلب في تقلب وشقاء وغم وحزن.. فاذا فقد القلب محبة الله فانه يكون اشقى من العين اذا فقدت نورها ومن الاذن اذا فقدت سمعها.. فيالها من امراض ما اصعبها مع الاعراض عن الادوية الدنيوية فاذا اردنا ان نكون منعمين ومن هموم الدنيا بعيدين فهلم نداوي هذه الامراض بأدوية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التماسا للنجاة وطلبا للسلامة، فا لصلاة تقوي الروح على مواجهة الاحداث، وتقرب الى الله بالدعاء فهو دواء للقلوب وشفاء للصدور، وتذكر قول الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). الرعد آية 28. وعليك بالصبر، وقوة المقارعة للخطوب فالمؤمن يسلم أمره لله: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) الآيات 155،156، 157 البقرة. وفي الحديث الشريف: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).