عزيزي رئيس التحرير طالعتنا جريدة (اليوم) العدد 10826 بتاريخ الثلاثاء 3 ذو الحجة 1423ه الموافق 4-2-2003م بتحقيق صحفي اجراه الاستاذ سفر البيضاني مع السيد ابراهيم سعد الجميعة والذي كان من مرضى المستشفى الذين من الله عليهم بالشفاء وتم تعافيه بمستشفى الامل للصحة النفسية بالدمام مما يجعلنا نفتخر ونتفاخر به.فالجميعة كان ضمن ثلاثة مرضى تم علاجهم بالمستشفى وتلقوا دورة ارشاد ضد الادمان داخل المستشفى لمدة 8 اشهر وكانت حينها تجربة رائدة في المنطقة ومن ثم تم ابتعاثهم من قبل المستشفى الى الولاياتالمتحدةالامريكية عام 1416ه وذلك بهدف دعم قدراتهم وتطوير الدورة التي تلقوها هنا وتم استيعابهم في معهد (هازيلدن) حيث استمرت الدراسة هناك 18شهرا منها 6 اشهر في تعلم اللغة الانجليزية وليست سنتين ونصف كما اشار الجميعة بعدها حصل المتدربون على الشهادة العالمية في الارشاد ضد الادمان وحتى تاريخ هذا اليوم مازال زميلاه اللذان ابتعثا معه يعملان ضمن الفريق العلاجي بالمستشفى مرشدين ضد الادمان واثبتا نجاحا وتفانيا في العمل بعد اعتماد وزارة الصحة مسمى الوظيفة اما الجميعة فلم يحالفه الحظ ليكون ضمن الفريق العلاجي بالمستشفى. اننا لم نفاجأ بما جاء على لسان الجميعة خلال الحوار من تجاهله لدور المستشفى ودور الطبيب النفسي.. الخ فمن المعروف ان هناك بعض السلوكيات والمشاعر السلبية التي تصاحب المدمن في مرحلة التعافي وحول ما ورد ذكره حول عدم توافر الرعاية اللاحقة للمدمن بعد خروجه من اقسام التنويم فقد استحدث المستشفى في العام 1414ه ما يسمى الرعاية اللاحقة وحاليا الرعاية المستمرة ودور هذه الوحدة دور حيوي ومهم في درء الانتكاس وتعمل على مساعدة المرضى الذين هم في مرحلة التعافي الاولى وذلك باتاحة الفرصة لهم لمتابعة البرامج العلاجية التي تشمل جلسات فردية وجماعية واسرية.. الخ.ويتم تدريب المريض على كيفية الثبات على التعافي في بيئة علاجية صحية بعيدا عن رفقاء السوء وكل ما يمكن ان يذكرهم بفترة التعاطي. وتعتبر هذه المرحلة من اهم مراحل العلاج وللعلم يبلغ التعداد للمرضى المتطوعين المراجعين للرعاية المستمرة ما لا يقل عن 75 شخصا يوميا.وللذكر يعتبر الاخ الجميعة من اوائل المستفيدين من برنامج الرعاية اللاحقة بالمستشفى حيث استمرت فترة متابعتهم كمرضى خارجين اكثر من سنة ولم يتم ابتعاثهم الا بعد اكمال هذه المرحلة والتأكد من ثباتهم على التعافي, وكان المستشفى يتابع المتعافين المبتعثين ومنهم الجميعة حتى في الولاياتالمتحدةالامريكية وكانت ترد تقارير شهرية عن سير تدريبهم وفحوصاتهم الطبية.. الخ من السيد بروس لارسون المشرف على تدريب المرشدين والسيد تيموني شيهان المدير التنفيذي لخدمات التعافي.اما قول الجميعة عن عدم امكانية تحقيق العلاج الا اذا كان المعالج مدمنا سابقا.. فان هذه الافكار تتنافى مع الواقع, واذا سلمنا جدلا باقواله هذه فعلى طبيب النساء ان يتعرض لتجربة الحمل والولادة ليتميز في تخصصه وقوله هذا حقا يدعو للاندهاش لان الحقيقة التي تناساها الجميعة انه تعالج وتعافى بأمل الدمام ولم يكن وقتها ايا من المرشدين ضمن الفريق العلاجي حيث كان هو وزميلاه نواة فكرة الارشاد وهو بذلك ينكر دور اعضاء الفريق العلاجي (الطبيب النفسي, الاخصائي النفسي, الاخصائي الاجتماعي والمرشد الديني) في العملية العلاجية.نحن لا ننفي الدور الفعال للمرشد لكن في المساعدة على العلاج وليس المعالجة المطلقة للمدمن دون اعضاء الفريق الآخرين ونسبة نجاح التجربة (الارشاد ضد الادمان) هي الحافز للمسئولين بالوزارة لاعتماد وظيفة المرشد ضمن الفريق العلاجي وهذا لا يعني تهميش الدور الكبير للطبيب النفسي وبقية اعضاء الفريق العلاجي.وللعلم فان مستشفى الامل للصحة النفسية بالدمام رائدة هذه التجربة فقد عقدت اكثر من دورة للمرشدين ضد الادمان تراوحت مدة التدريب فيها بين 9 - 18 شهرا لعدد كبير من المتعافين الذين اصبحوا الآن ضمن الفرق العلاجية بمستشفيات الامل في كل من جدة, الرياض, الدمام وبعض القطاعات الاخرى.ان المسئولين في هذا البلد المعطاء انطلاقا من ايمانهم القاطع بضرورة الاهتمام بشباب هذا الوطن والمسئولين بوزارة الصحة على وجه الخصوص لا يألون جهدا في تطوير البرامج العلاجية ومن هنا فاننا في مستشفى الامل للصحة النفسية بالدمام نتابع كل جديد في مجال علاج الادمان والامراض النفسية ونستعين بخبرات عالمية في التعرف على كل مستحدث, واننا على يقين بان الاخ الجميعة ستتغير افكاره تلك بزيارة المستشفى والتقائه بزملائه المتعافين بعد انقطاع دام اكثر من 7 سنوات.ختاما بالرغم من ان المستشفى متمثلا في ادارته وفريقه العلاجي كان بمثابة الراحلة التي اقلت الاخ الجميعة الى التعافي الا اننا نتساءل لماذا عقر الجميعة ناقته ؟؟ @@ محمد بن علي الزهراني المشرف العام على مستشفى الامل للصحة النفسية