كانت تجربة علاج المدمنين في مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام قبل اكثر من (16) عاما من التجارب الرائدة على مستوي المملكة والخليج والوطن العربي، ونظرا لنجاح هذه التجربة فقد تولد العديد من المشاريع والبرامج العلاجية والوقائية والتي كانت تسعى الى ايجاد مزيد من فرص التعافي لمرضى الادمان وبالفعل انطلق برنامج مرشدي التعافي قبل ما يزيد على 10 سنوات ثم تبعه بعد ذلك قبل عامين مشروع منزل منتصف الطريق والذي يسعى القائمون على المستشفى لتوسعته رغبة في استقطاب المزيد من المتعافين والذين تنتهي فترة علاجهم بالمستشفى ويتبقى لهم مرحلة المراجعة والاندماج في المجتمع ومن ثم العمل.. وفي زيارتنا لمنزل منتصف الطريق بمستشفى الأمل بالدمام كان هذا الحوار مع سالم النصافي مرشد تعاف من دولة الكويت وقاسم باعيسى مرشد تعاف من السعودية وكانت البداية مع سالم النصافي والذي تحدث قائلا: تعرفت على هذا البرنامج عن طريق مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام من خلال مرشدي التعافي والمتعافين ونجاح هذا البرنامج في حياتهم ونقل خبراتهم عن طريق هذا البرنامج. مميزات وحول ابرز مميزات هذا البرنامج تحدث النصافي قائلا: من مميزات البرنامج انه برنامج متكامل لنقل حياة المدمن من التعاطي الى مراحل التعافي حيث تجد جميع طاقم الفريق العلاجي يعمل بروح واحدة لمساعدة المريض من خلال الجانب الطبي والتمريضي والنفسي والاجتماعي والارشادي وفنيي العلاج بالعمل والادارة الصحية التي تعمل على اشراف وتطبيق هذا البرنامج عبر الفريق العلاجي المتكامل. عقبات وعن ابرز العقبات يقول النصافي من ابرز العقبات التي يواجهها مرشد علاج الادمان هو ضعف الراتب والترقيات الوظيفية تحت سقف واحد على المدى البعيد. واكبر حصيلة يمكن ان يخرج بها انه قادر على ان يعمل في اكثر من مجال لأن البرنامج ينقسم الى قسمين رئيسيين قسم علاجي وقسم وقائي وتوعوي فمن الممكن ان يعمل بأكثر من جهة نظرا لان هذا التخصص اصبح مرغوبا كما ان المرشد يستطيع فهم المريض من واقع التجربة والدراسة. المملكة سباقة ويواصل حديثه بقوله: دون شك في ان المملكة العربية السعودية سباقة في مجال مواكبة الادمان عبر مستشفيات الامل على مستوى الخليج وعلى مستوى الدول العربية كما انه تم تعاون كبير بين مستشفى الامل بالدمام ومستشفيات واقسام علاج الادمان في الخليج والاستفادة من هذا البرنامج الذي نجح بحمد الله وفضله في هذا المستشفى الرائد وفي الفترة القليلة الماضية وقام وفد من دولة الكويت وتحديدا من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة الدكتور عوية المشعان امين عام اللجنة ونخبة من الاطباء والمتخصصين بزيارة للمستشفى للتعرف والاطلاع على هذا البرنامج كما ابدى المشرف العام على مستشفى الامل بالدمام محمد الزهراني استعداده لتلبية اي مساعدة تطلب منهم مؤكدا على اهمية التعاون المستمر. ايضا قام بزيارة المستشفى الدكتور عدنان العيدان مدير مستشفى الطب النفسي بدولة الكويت وتم الاتفاق على تعاون مشترك خصوصا ان الكويت في طور انشاء مستشفى متخصص لعلاج الادمان. البرنامج ناجح وفي تعليقه على هذا البرنامج قال النصافي: في الواقع ارى ان هذا البرنامج ناجح ولله الحمد كما ذكرت في السابق لانه برنامج متكامل واتمنى ان يطبق على الخليج والدول العربية لان مشكلة الادمان ليست مرتبطة بنطاق جغرافي معين بل هي مشكلة عالمية وهذا ما يسعى اليه مستشفى الامل بالدمام لحمل هذه الرسالة. سببان رئيسيان وعن ابرز مسببات الادمان يوضح النصافي: اعتقد ان ضعف الوازع الديني والتفكك الاسري من ابرز الاسباب رغم وجود اسباب اخرى ولذلك فالعناية التي يحتاجها المريض هي في توفير جو صحي وبيئة سليمة ومحاولة تثقيفه عن المرض الذي يعانيه وكيفية التعامل معه وهذا ما نعمل عليه في مستشفى الامل بالدمام كما لا يفوتني ان اشير هنا الى منزل منتصف الطريق والذي افتتح قبل عامين والتحق به اكثر من 250 مريضا وهذا المنزل يؤمن للمريض جوا صحيا ومناخا ملائما للمتعافي بعد خروجه من المستشفى ومتابعة وحدة الرعاية المستمرة وتكون هذه الفترة من 3 شهور الى 9 شهور وبعدها يتم تدرج المتعافي وانخراطه مع الاسرة والمجتمع ومساعدته لايجاد عمل على ان يكون عضوا فعالا ومنتجا للمجتمع علما بان فكرة المنزل اقتبست من الخارج ولكن نفذت حسب الشريعة الاسلامية وعادات وتقاليد المملكة. وفكرة هذا المنزل قام بتنفيذها المشرف العام على المستشفى الاستاذ محمد الزهراني بعد دراسات عديدة وبعد هذه الفترة الزمنية لعمل هذا المنزل تحقق النجاح المطلوب والآن المنزل في طور التوسعة لان ادارة المستشفى الحقت بمنزل منتصف الطريق مبنى جديدا ويتم تجهيزه في الوقت الراهن والمنزل يحتوى على ثلاث مراحل كل مرحلة تشمل 14 مريضا وادارة منزل منتصف الطريق قائمة المجموعة وليست السلطة العليا حيث ان جميع القائمين على ادارة المنزل هم من المتعافين فمسئول المنزل هو الاستاذ يوسف اليوسف (مرشد علاج ادمان) ومشرف المنزل اتولاه شخصيا كما ان مسئولي الصيانة كلهم من المتعافين. وفي حديثه عن ابرز الصعوبات التي يواجهها المدمن بعد تعافيه قال: ابرز الصعوبات والتي مازالت قائمة حتى الآن هي عدم تقبل المجتمع له اضافة الى عدم حصوله على العمل وانت تعلم ان عدم وجود حل لهاتين المشكلتين سيؤثر سلبا على بعض المتعافين لذلك لابد من ايجاد حلول عاجلة لهذه الصعوبات التي قد تؤدي الى احباط هؤلاء المتعافين. وفي تعليقه على تأثير وسائل الاعلام اجاب قائلا: بلاشك ان تأثير وسائل الاعلام يلعب دورا كبيرا في التوعية باضرار المخدرات خصوصا المراهقين والشباب فبعض هذه الوسائل تقدم افلاما تعطي صورا عن تعاطي هذه المخدرات بشكل يوحي بانها ليست بذلك التأثير المدمر فيما الواقع يؤكد انها مواد قاتلة وفتاكة. كنت مراجعا وفي لقائنا بمرشد التعافي قاسم باعيسى تحدث عن تجربته مع برنامج مرشدي التعافي حيث قال: لقد تعرفت على برنامج مرشدي التعافي عن طريق ادارة المستشفى بالدمام حيث استدعوني وابلغوني رغبة المستشفى بالمشاركة في دورة الارشاد والتي انعقدت في المستشفى قبل عامين لهذه المميزات. وحول ابرز ما يتميز به البرنامج وما يحتاج اليه قال: في رأيي ان مميزات هذا البرنامج هي قبول البرنامج لدى مرضى الادمان مما يعني الاستجابة للعلاج كما ينبغي وليس كما يبغي او يريده المريض ايضا تقديم ما يحتاجه المريض من الاستماع والانصات وتقديم المساعدة للمريض واعطاؤه الامل بالشفاء وفهم مشاعر المريض ومشاكله وذلك من خلال 12 مهمة معروفة يتم تعليمها للمرشد في هذه الدورة نظريا وعمليا اما ما يحتاجه المتخصص في هذا البرنامج فهو اعتراف وزارة الصحة بالبرنامج مما يعني تمكين دور المرشد في العمل في مجال علاج الادمان. الادمان متشابه وحول رؤيته لنجاح هذا البرنامج خليجيا وعربيا قال: اعتقد ان هذا البرنامج سوف ينجح اذا تم تطبيقه على المستويين الخليجي والعربي وذلك لانه مرض الادمان يتشابه في جميع انحاء العالم مع مراعاة الفوارق الدينية والاجتماعية. اسباب الادمان وحول مسببات الادمان علق قائلا: ارى ان هناك خمسة ابعاد متى ما كان هناك خلل في احدها كان هناك سبب يمكن ان يكون كفيلا بأن يؤدي بالشخص الى الادمان وهي البعد الايماني، البعد الاجتماعي، البعد النفسي، البعد الجسدي والبعد العقلي.