أوضح الأخصائي النفسي الدكتور محمد المقهوي، أنه وجدت الكثير من الدراسات وجود فارق في نسبة الحوادث بين الأشخاص الطبيعيين ومن يعانون من اضطرابات نفسية، حيث ذكرت بعض الدراسات أن من يعانون من اضطرابات القلق يكونون أكثر عرضة للحوادث بنسبة 50%، كما ذكرت دراسات أخرى أن من يعانون من اضطرابات الشخصية يكونون عرضة للحوادث بمعدل ست مرات أكثر من الأشخاص الأسوياء، إضافة إلى ذلك، كثير من الحوادث ايضا تكون ناتجة عن تعاطي الكحول أو بعض المخدرات، حيث يكون السائق بغير وعيه وفاقدا السيطرة على المركبة بشكل كامل. وذكر المقهوي أن هناك ارتباطا وثيقا بين الصحة النفسية والسلامة المرورية، فمن مقومات القيادة السليمة الهدوء والتركيز والانتباه، وهذه الأمور قد تقل أو تتلاشى عند الأشخاص غير المستقرين نفسياً، سواء بمرض نفسي أو وقوعه تحت ضغوط عينية وحالة شعورية غير مستقرة. واستشهد الدكتور على حديثه بقوله: عندما يقود الشخص، وهو غاضب أو منفعل نجده أقل تركيزاً وأكثر انفعالا في قيادته أو في تعامله مع الآخرين في الطريق، مما يعرضه ويعرض الآخرين للخطر، وعليه يفترض بمن يقود السيارة أن يضبط انفعالاته قدر المستطاع حتى لا يقع بالخطر. وأضاف الأخصائي النفسي بأن هناك بعض الحالات يكون لديها خوف (فوبيا) من قيادة السيارات، وتصنف ضمن اضطرابات القلق، حيث تنتاب ذلك الشخص مشاعر من الخوف والقلق وعدم التركيز أو خفقان ورعشة في الأطراف بمجرد جلوسه في مقعد القيادة، أو بمجرد التفكير في القيادة، وله عدة أسباب، إما أن يكون تعرض لموقف خطير كحادث سير، أو بسبب أنه شاهد حادثا مأساويا أمامه، أو أنه فقد شخصا في حادث مروع، مما يسبب لديه ردة فعل وخوفا من القيادة في مستقبل حياته، لكن مثل هذه الحالات يمكن علاجها -بإذن الله- وتعود إلى سابق عهدها. وقال المقهوي: من وجهة نظري بدلا من الخوض في السن المناسب للقيادة، من الأفضل الحديث عن كون الشخص مؤهلا من عدمه، سواء من الناحية الفنية أو الصحية أو النفسية، فربما تجد شخصا عمره 35 عاما لكنه يقود بتهور وبشكل غير سليم، بالمقابل ربما تجد شخصا عمره 20 عاما وتجده اكثر اتزانا في قيادته، فالذي اقترحه وأتمناه اعادة تقييم الاشخاص الذين يقودون السيارات بشكل دوري، مع مراعاة هذه الجوانب في ذلك، ففي بعض الدول يشترطون أن يحضر الشخص ما يفيد سلامته من الناحية النفسية؛ لكي يحصل على رخصة القيادة لعلمهم بأهمية هذا الامر واثره على سلامة السائقين.