@ نعم ان من أبسط الحقوق المشروعة للجماهير الاتحادية ان تقرع الطبول وتنشد الأهازويج الجميلة كلمات ولحنا مبتهجة بفوز فريقها بتلك النتيجة الثقيلة التي مني بها الفريق القدساوي في لقاء الفريقين الأخير. نعم ..... من حق تلك الجماهير أن تسعد بانتصار كهذا كان بالنسبة لهم المفاجأة السعيدة في العيد السعيد. نعم.. من حقها ان تفرح بذلك الانتصار .. فلقد بات برمته حقيقة واقعه صفحة في التاريخ. لكن ..... من أجل التاريخ وما ينطوي في صفحاته فإنني أيضا أناشدهم العدل في كتاباته. نعم .... من أجل التاريخ أستبيحهم العذر في حذف كلمة(القدساوي) من ضمن كلمات تلك الأهازيج مع خالص التقدير لمن كتب كلماتها الذي اظنه صديقي الملقب بشاعر الاتحاد واستبدالها بكلمة( العجلاني) فهي أكثر تناسبا وتناسقا مع الواقع المرير للحدث في حقيقته. نعم... من أجل التاريخ أرجوهم مصداقية القول في التعبير عن أفراحهم. نعم... من أجل أن يظل التاريخ نقيا غير زائف فهم يجب ان ينشدوا بكل الفخر قائلين (جماله يا جماله ... العجلاني حالته حالة). نعم ... هذه الحقيقة التي يجب أن تكتب شاهدة بان لاعبي القادسية برغم الهزيمة الثقيلة كانوا على قدر كبير من المسئولية في روحهم العالية في اجتهادهم في كفاحهم في محاولة التفوق على أنفسهم حتى نهاية المباراة .. وما حدث من إخفاق ساهم فيه حكم المباراة بعض الشيء يظل في كامله مسئولية المدرب العجلاني الذي سبق ان قلنا في الماضي القريب أنه لا يجيد قراءة اوراق الخصم أو التعامل مع الحدث كما ينبغي عطفا على ما شاهده الجميع واضحا للعيان جليا اثناء لقاء القادسية بالهلال والأهلي والشباب .. وأخيرا بالاتحاد الذي تميز في أحداثه أيضا بظاهرة تعتبر غريبة بعض الشيء على القدساويين قبل غيرهم .. وفي مقدمتهم صف اللاعبين الذين لم يألفوا في سالف العصر والزمان أن يروا العجلاني جالسا كما ظهرت عليه الصورة في ذلك اللقاء وتحديدا الشوط الثاني وكأنه كان بالفعل في حالة يرثى لها وأظنها الواقع. لقد كان دائم الوقوف والحركة بجوار الخط الجانبي يصرخ بأعلى صوته فائزا او مهزوما بمناسبة وبدون... يشير بيديه يمنة ويسرة اجزم انها إشارات ليس لها علاقة بخطة او تكتيك أشبه ما تكون في مضمونها كمن يؤدي حركات بهلوانية في سيرك. ان ذلك الجلوس الإجباري الذي فرضه الحدث لمن أراد ان يدرك الحقيقة ليس له سوى معنى واحد فقط لا يشاركه أي تفسير آخر .. أنه اعتراف تلقائي صريح من المدرب بمدى قدراته التدريبية وكأنه يقول رحم الله امرءا عرف قدر نفسه.: اما ما حققه الفريق القدساوي من مستوى ونتائج مشرفة خلال الفترة الماضية جعلته جديرا بأن ينال لقب الحصان الأسود يجب أن تجير بالكامل في انها نتاج طبيعي لجهود اللاعبين وطموحهم المعزز برغبة الوصول الى الهدف هذه هي الحقيقة لمن أراد أو أبى كونه لا يمكن لفريق ان يعطي أكثر مما أعطى وان يصمد طوال الموسم في ظل خطة واحدة تعتمد على بقاء عشرة في المنطقة الخلفية وواحد في المقدمة حتى لو كان الفريق الخصم من ضمن الأندية خارج التصنيف وياليتها تنفذ أيضا بوضع اللاعب المناسب في المكان المناسب. لقد كافح لاعبو القادسية بروحهم وإخلاصهم وتفانيهم حبا في الشعار ولكن تبقى كرة القدم في أصلها خططا وتكتيكا يأتي مكملا لها العزيمة والإصرار .. اما خطة طقها وإلحقها فهي قد بترت من جذورها حتى ما بين الاطفال وهم يلعبون في الحواري كونها أسلوب عقيم يشل في تبعاته تدريجيا ثقة اللاعبين في انفسهم. لقد اعجبت بما قاله سابقا الدكتور خالد العرفج امين عام نادي القادسية في احد حواراته الصحفية حينما ذكر ما معناه انهم بمثابة من يخون النادي في حالة عدم تفكيرهم بالمنافسة على مربع الذهب.... الحقيقة أنه قول جميل في معناه لكنه بحاجة ماسة إلى خطوات جريئة حاسمة وفعالة واللبيب بطبيعة الحال بالإشارة يفهم .. عدا ذلك يجب ان نكون صادقين مع أنفسنا قبل غيرنا ويبقى الأهم من ذلك ان لا تجير الخيانة فيما بعد للاعبين لمجرد انهم لا يستطيعون التعبير عما في نفوسهم بشكل معلن خوفا من الحسم من الراتب او المكافآت أو الإيقاف او ربما التنسيق .. وحبذا لو تم التعامل معهم في هذا المضمون بديمقراطية مرفطة حتى يمكن ان يقولوا بصدق نابع من المصلحة العامة ما يفضفضون به للمقربين منهم. لقد قرأت خبرا وأنا اهم بكتابة هذه الزاوية مفاده ان إدارة نادي القادسية سوف تعقد اجتماعا برئاسة الأخ عماد المحيسن نائب الرئيس الغرض منه إجراء تحقيق مع المدرب العجلاني عقب الهزيمة القاسية وهذا شيء جميل بل انه مطلوب وبشكل صارم .. لكن ما وددت الإشارة إليه هو ان الخبر اورد في سطوره ان مناقشة هذا الأمر سوف تتم مع المدرب واللاعبين دون التطرق للجهاز الإداري والأمر الآخر الذي يعتبر أكثر غرابة هو ان نائب الرئيس سوف يناقش اللاعبين حول أسباب إنفلات الأعصاب ... ولصديقي العزيز الأخ عماد المحيسن أتوجه بهذا السؤال .. كيف لا تنفلت أعصاب اللاعبين وتحترق وهم يشاهدون الجهة اليسرى من الفريق باتت حتى لمن لا يعرف كرة القدم وكأنها طريق الخبرالدمام السريع والأهداف تدخل مرماهم دون ان يحرك المدرب ساكنا لسد تلك الثغرة الفاضحة .. كيف لا يكون ذلك وهم ينظرون للمدرب فيشاهدونه جالسا وقد كتف يديه وأغمض عينيه وأظنه لولا الحياء لربما شارك مساعده ومدير الفريق الأخ يوسف ياقوت أكل الفصفص وكأنهم في نزهة تبلغ مداها من السعادة بولوج الأهداف في مرمى فريقهم. خاتمة .. لم أكن اتمنى يوما من قبل ان أبقى رئيسا للقادسية مثل ذلك اليوم الجمعة 13 من ذي الحجة 1423ه الذي تمنيته حقا حتى أتمكن من إعطاء مدرب الفريق العجلاني مستحقاته المالية وتذكرة سفره وأقول له سلم لم .. لكن من يدري . ربما أكون في القادم من الأيام. إلى اللقاء.