دعت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية أمس لانتهاز الفرصة وحسم الأزمة النووية التي أحيلت الى مجلس الامن بعد اشهر من دفع الامور الى حافة الهاوية. واصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة قرارا يوم امس الاول يعلن انتهاك كوريا الشمالية لضمانات السلامة التي حددتها الأممالمتحدة واحالت القضية الى مجلس الامن الدولي. وقال مجلس ادارة الوكالة المؤلف من 35 دولة ان بيونج يانج في حالة عدم اذعان وهو تعبير دبلوماسي يعني احالة الامر الى مجلس الامن، ومجلس الامن له سلطة اتخاذ خطوات ضد كوريا الشمالية تشمل فرض عقوبات اقتصادية. وأكد مسؤولو مخابرات أمريكيون بعد صدور قرار الوكالة ان كوريا الشمالية لديها على الارجح قنبلة او قنبلتان نوويتان ولديها القدرة على ضرب الولاياتالمتحدة. وبين مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جورج تينيت في جلسة استماع عقدتها اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ لديهم اليوم على الارجح واحدة او اثنتان من قنابل البلوتونيوم. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان الخطوة التي اتخذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي اجراء سليم يستند الى المبادئ والاحكام وبعد ان رفض الشطر الشمالي قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش على الانشطة النووية للشمال وانسحب من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وأضافت: نأمل ان تتخذ كوريا الشمالية خطوات ايجابية وتستفيد من هذه الفرصة للتوصل الى حل دبلوماسي للأزمة النووية. ولم يصدر اي رد فعل فوري من بيونج يانج على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فيما اعلنت ان فرض عقوبات سيرقى الى اعلان حرب وهاجمت الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها وأشارت الى أنها أداة للسياسة العدوانية الأمريكية. وذكر المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر للصحفيين ان مجلس الامن ستكون أمامه طائفة من البدائل للنظر فيها. وأضاف ان هذه البدائل قد تتضمن إصدار بيان ادانة لكوريا الشمالية او عقوبات او خطوات بين هذا وذلك...سوف ننتظر لنرى ما يحدث في الاممالمتحدة. من جانبه أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الكورية الشمالية أمس حق بلاده في الدفاع عن نفسها وقدرتها على ضرب أهداف أمريكية في اي مكان في العالم في حال تعرضها لاستفزاز. كما طالب المسؤول بإخضاع الولايات نفسها للمسألة أمام مجلس الأمن الدولي بعد ان أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان بيونج يانج تنتهك اتفاقات حظر الانتشار النووي. واكدت وزارة الخارجية الروسية ان بحث المسألة الكورية الشمالية امام مجلس الامن الدولي (سابق لأوانه)، تعليقا على قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع المسألة الى مجلس الامن الدولي. وقالت الوزارة في بيان ان الجانب الروسي يعتبر رفع المسألة في هذه المرحلة الى مجلس الامن الدولي سابق لأوانه وغير مفيد. وتبنى مجلس حكام الوكالة الدولية قرارا يؤكد ان كوريا الشمالية لا تحترم التزاماتها في المجال النووي وهو حكم يؤدي تلقائيا الى نقل القضية الى مجلس الامن الدولي. وكانت روسيا وكوبا الدولتين الوحيدتين بين الدول ال35 الأعضاء في مجلس الحكام، اللتين امتنعتا عن التصويت. من جهة أخرى اكد السفير الصيني في الاممالمتحدة ان بلاده تعارض اجراء نقاش حول استئناف البرنامج النووي الكوري الشمالي في مجلس الامن الدولي ودعت في الوقت نفسه الى حوار مباشر بين واشنطنوبيونج يانج لحل الأزمة. وقال السفير زهانغ يان خلال اجتماع حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان اللجوء الى مجلس الامن الدولي في هذه المرحلة لن يساهم بالضرورة في حل المسألة. واضاف ان الضغوط وفرض عقوبات محتملة قد يزيد من حدة المواجهة وتعقيد المسألة، مؤكدا ان المنهج الصحيح لحل هذه المسألة يمر عبر حوار بناء وإجراء مشاورات على أساس المساواة خصوصا إجراء حوار مباشر وجدي وواقعي بين الأطراف المعنية. وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية عن رغبتها في إجراء حوار مباشر وصادق وعملي بين الأطراف المعنية. واعلنت في مؤتمر صحفي ان الصين تأمل في رؤية حوار امريكي كوري شمالي في اسرع وقت ممكن. واضافت: رغم ان هذه المسألة تتعلق بالأمن الإقليمي وآلية الحد من انتشار الأسلحة وتقلق المجتمع الدولي، فالصين تعتبر ان حل هذه المشكلة يمر بالدرجة الاولى عبر الحوار بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية. اما واشنطن فهي تعتبر أن الأزمة الناجمة عن استئناف العمل بمفاعل يمكن ان ينتج وقودا يتيح صنع قنبلة ذرية ليست مشكلة ثنائية وطلبت من بكين ان تمارس ضغوطا على بيونج يانج كي تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول: نفعل ما بوسعنا لاقناع الصين بان المشكلة في كوريا الشمالية ليست فقط بين هذا البلد والولاياتالمتحدة ولكن بين كوريا الشمالية والعالم. وتبنى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم أمس الاول بغالبية31 صوتا وامتناع اثنين قرارا يطلب من مجلس الامن النظر في انتهاك كوريا الشمالية موجباتها في حظر انتشار الاسلحة. وأشادت الولاياتالمتحدة بقرار الوكالة الدولية طلب تدخل مجلس الأمن لكن روسيا اعتبرت الأمر سابقا لأوانه.