الخبيرة الاعلامية الدكتورة ناريمان عواد احد الاصوات المشرقة بهيئة الاذاعة والتليفزيون الفلسطينية ونائب رئيس الهيئة التي يقع عليها عبء الدفاع عن قضيتها والتأكيد على هوية الشعب الفلسطيني الذي يعاني نار الاحتلال التقينا بها في القاهرة لنتعرف على ما يعانيه الاعلام الفلسطيني من تعنت صهيوني وتأثيره على ادائه وطبيعة الاعلام الفلسطيني في الفترة الراهنة وعن تقييمها لواقع الاعلام العربي وهل نجح في حمل القضية الفلسطينية ام لا كل هذا وغيره تجده في الحوار التالي: @ في البداية نود ان نتعرف على واقع الاعلام الفلسطيني في هذه الفترة العصيبة؟ * واقع الاعلام الفلسطيني رغم ما تمر به الامة من انتهاكات لكل الحقوق الانسانية الا انه ما زال هناك امل في الخير فيوجد اكثر من 50 محطة خاصة واصدار الصحف لا يتعرض لمشاكل فلدينا 3 صحف (جريدة القدس) في القدس تصدر في القدس وجريدتان في رام الله هما (الايام) و(الحياة الجديدة)، وقانون السلطة الوطنية يشجع حرية الاعلام والرقابة غير موجودة باستثناء الرقابة الذاتية لاننا محاطون بسلطة احتلال تحاول المساس بوطننا دائماً وكيل الاتهامات للسلطة الوطنية هذا على الجانب التشريعي، اما ما يحدث حالياً من عدوان شامل ضد الشعب الفلسطيني والاعتداء الجسيم ضد المؤسسات الاعلامية والصحفية ثم الاعتداء على الكثير من المؤسسات الاعلامية العامة والخاصة وعلى رأسها هيئة الاذاعة الفلسطينية التي تتعرض مقراتها ومحطات ارسالها لعدوان وقصف وتدمير اكثر من 5 مرات في الضفة وغزة وفي مكاتبها الفرعية بالمحافظات الفلسطينية وقد استشهد اثنان من موظفيها اثناء اداء واجبهما كما اصيب العشرات هذا بالاضافة إلى العدوان الذي طال مؤسسات اعلامية اخرى واصابة عدد كبير من الصحفيين يتجاوز عددهم ال 200 صحفي من العرب والاجانب. أكبر عائق @ ما مدى تأثير الاعتداءات الصهيونية الوحشية على اداء العمل الاعلامي في فلسطين؟ وخاصة الاذاعة والتليفزيون؟ * ان هذه الاعتداءات تشكل أكبر عائق امام الاعلام الفلسطيني لتأدية واجبه لكنني اود ان اسجل اعتزازي واكباري للطاقم الاعلامي والصحفي الذي يقف في خندق المقاومة مع الشعب الفلسطيني ويحمل الرسالة للشعب فلا يمكن ان يصمت الصوت فكلما دمروا مقراً انشأنا اخر وكلما اصمتوا صوتاً نبت صوت اخر كذلك الامر بالنسبة للبث التليفزيوني لاننا امام مهمة تاريخية وعلى هذا الاساس نستطيع ان نفهم الحملة الشرسة والمواجهة لها تبشر بقدوم دولة فلسطين، وقد قامت الصحافة المكتوبة بواجبها الوطني الدفاعي وتقوم بالدفاع عن القيادة التاريخية للشعب وهو الرئيس ابو عمار الذي يتعرض لحصار منذ اكثر من عام وتم قصف مقره اكثر من 3 مرات كما طالته الحملات الصهيونية التي تحاول وصم نضاله والشعب الفلسطيني بالارهاب مما يجعل الاعلام الفلسطيني يتصدى لهذا التضليل الاعلامي على المستويين المحلي والعالمي. @ وهل يستخدم الصهاينة اساليب معينة للتشويش على رسالة هيئة الاذاعة والتليفزيون الفلسطينية؟ * بعد ان ازدادت الحملات التحريضية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الاعلام الفلسطيني كان الرد بالاعتداء على مقرات الهيئة وسياراتها والعاملين بها ثم قامت الحكومة الصهيونية بالتشويش على صوت فلسطين وقد عقدت لجنة خاصة بهذا الامر شارك فيها ممثلون من مكتب وزارة الاتصالات ومكتب رئيس الوزراء والاجهزة الامنية وسلطة البث ولكن بعد تطوير مقرات الاذاعة نستعين بشبكة المعلومات لضمان استمرار البث وايصال المعلومات الضرورية عن حجم الانتهاكات الصهيونية ضد الاعلام وقد سبق التشويش التحريضي من جانب المسئولين وبهذا فقد تم التحريض ثم التشويش ثم القصف. استباحة مستمرة @ هل تتدخل سلطات الاحتلال في المادة التحريرية للصحف؟ * صحيفة القدس الصادرة في القدس تقع تحت السيطرة القانونية للكيان الصهيوني يحق لها ان تشطب أو تلغي ما تشاء، اما بقية الصحف فلم يعد مهماً شطب او حذف أي شيء أمام هذه الاستباحة لكل شيء فلماذا لا يراقبوا الكلمة ايضاً. @ ما طبيعة البرامج في هيئة الاذاعة والتليفزيون الفلسطينية؟ * خلال انتفاضة الاقصى لا مكان لبرامج ترفيهية ولكن نبث برامج موجهة للمواطن الفلسطيني والعربي تنقل فعاليات الانتفاضة بما فيها من اصابات واعتداءات وتدمير فنرصدها بشكل دقيق للعالم العربي وهناك برامج مفتوحة تلتقي مباشرة يتواصل فيها المواطن مع الاذاعة ويعبر فيها عما يحدث له وما يتعرض له من ألم ومعاناة يعبر فيها عن مشاعره تجاه وطنه وقيادته ويفتح باباً للنقد الذاتي في حالة التقصير. @ هل هناك مكان في الهيئة للصوت المعارض للسلطة الفلسطينية ؟ * الهيئة صوت الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه وألوانه السياسية.. باب الجدل مفتوح والحوار والرأي والرأي الاخر واحياناً يكون على الهواء مباشرة. @ هل هناك تواصل بينكم وبين عرب 48؟ * نعم فاذاعتنا تصل إليهم ولنا مراسل خاص بهم معني بكافة الفعاليات التي تحدث داخل الخط الاخضر ومشاركون في البرامج. @ اعتقد ان معايير النجاح في العمل الاعلامي تختلف في أي مكان عن فلسطين بؤرة الاحداث، فمن وجهة نظرك ما معايير الاعلامي الناضج لديكم؟ * الجرأة والشجاعة والخبرة والتسلح بالعلم والفكر الوطني والايمان بالقضية والقدرة على التحمل لان في العمل الاعلامي الكثير من المخاطر خاصة في فلسطين فضلاً عن الاستعداد النفسي للمجازفة. جانبان مهمان @ كيف تفسرين مواقف الاعلام الأجنبي تجاه قضية فلسطين خاصة ان مراسليه يرون رأي العين الاعتداءات الوحشية على الفلسطينيين العزل؟ واعلم ان من المراسلين فلسطينيين؟ * التغطية الاجنبية لاحداث الانتفاضة تقع في جانبين الاول ان المراسل موفد من مؤسسة دولية لها سياستها المعروفة فقد يغطي المراسل بشكل موضوعي ولكن تحول سياسة المؤسسة دون ذلك وابرز دليل على ذلك شبكات مثل BBC و CNN وسياستها معروفة بدعمها المطلق للسياسات الصهيونية الامر الثاني ان الكثير من المراسلين الصحفيين الذين كتبوا بامانة ومصداقية عما يحدث من انتهاكات تعرضوا لضغوط شديدة من اللوبي الصهيوني سواء بعد نشر متابعاتهم واذكر على سبيل المثال t. terner رئيس ادارة شبكة CNN الذي اشار في احد تصريحاته قبل عدة اشهر إلى ان العنف الاسرائيلي هو السبب وراء العمليات الاستشهادية بالنسبة للفلسطينيين وهذه وسيلتهم الوحيدة لدرء العنف، فترتب على ذلك ان قام مدير مكتب الصحافة للكيان الصهيوني ببيت اجارون بتصريحات شديدة اللهجة ضد المذكور وهددت اسرائيل بانها ستقاطع بث CNN وتستبدلها بمحطة فوكس الامريكية التي يملكها يهودي معروف، بالاضافة إلى الحملات المستعرة على شبكة الانترنت التي تحاول قلب الحقائق وتضييق الخناق على الصحفيين، كذلك اغراق العديد من الصحف العالمية برسائل احتجاج من اللوبي الصهيوني في حالة نشر أي معلومة تدعم القضية الفلسطينية. الاعلام العربي وفلسطين @ من وجهة نظرك هل استطاع الاعلام العربي ان يؤدي دوره ازاء القضية الفلسطينية؟ * بالنسبة لمستوى وحجم التغطية فان الاعلام العربي قام بجهد متميز في تغطية احداث انتفاضة الاقصى والعدوان ضد الشعب الفلسطيني وقد تجند الاعلام العربي في خندق المقاومة الفلسطينية سواء كان اعلاماً مرئياً أو مسموعاً او مكتوباً، لكن يؤخذ عليه بالقياس لقوة الدول العربية المعنوية انه لم يترك بصمات من التأثير على الرأي العام العالمي خاصة في تقديم المسئولين الاسرائيليين للمحاكمة بسبب اقترافهم جرائم حرب وابادة ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك ضعف تأثيره في الضغط على المؤسسات الدولية كهيئة الاممالمتحدة فيما يتعلق بلجان تقصي الحقائق التي منعت ان تصل إلى فلسطين من قبل الصهاينة ووقف الاعلام العربي مشلولاً أمام هذه الاجراءات وكان ينبغي ان يبدأ حملة اعلامية شاملة للكشف عن جرائم الحرب التي ارتكبت في مخيم جنين ونابلس، وليس للمشاهد العربي فحسب ولكن لايصال الصوت إلى المؤسسات الحقوقية والهيئات الدولية حتى يشكل اداة ضغط فاعلة ومؤثرة، كما يؤخذ انه يكثف من حجم التغطية لكن بطريقة اخبارية سريعة ولا يتناول الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في حق الشعب ويجب ان يكرس برامج متخصصة حول هذه الانتهاكات فلا يكفي ذكر على سبيل المثال هدم 62 منزلاً فلسطينياً بل يجب تناول القضية وتأثيرها على الانسان وموقف القانون الدولي منها في برامج خاصة كذلك مثلاً منع التجول لفترات طويلة فأين تداعياتها الخطيرة على الجوانب الانسانية مثل منع المساعدات الطبية والموت على الطرق واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية ونحن ما زلنا نأمل المزيد من الاعلام العربي. التوثيق ضروري @ يقوم الكيان الصهيوني بحرب مصطلحات ضد القضية بمعنى التغيير الكامل للحقائق كما تسمى المقاومة ارهاباً او تغيير بعض الاسماء إلى عبرية وهكذا فكيف تواجهون هذا؟ * نعم المصطلحات جزء من الحرب الاعلامية التي تدار ضد الشعب فالمقاومة ارهاب وعنف وغيرها الكثير والكثير، وكل المناطق الفلسطينية الاصيلة تم تغيير اسمائها وتحل عليها تسميات عبرية وكانت حربنا الاعلامية غير برامجنا التركيز على هذا الجانب وطرح خطورة هذه المصطلحات والتنبيه لها والتركيز على الاسم العربي لهذه الامكنة. @ هل قامت هيئة الاذاعة والتليفزيون الفلسطينية بانشاء مركز لتوثيق الجرائم الصهيونية؟ * لم نقم بانشاء مركز ولكن نوثق عبر البرامج الدائمة هذه الجرائم فقد انتجت الهيئة العديد من البرامج الهامة على رأسها ما ارتكب من مجازر في مخيم اللاجئين وحصار كنيسة المهد والاعتداءات على المؤسسات الاعلامية وخاصة الهيئة وتم اصدار العديد من المطبوعات والمنشورات التي توثق هذه الجرائم لتكون خير شاهد امام العالم على وحشية الصهاينة والى ان تأتي محاكمتهم يوماً ما. @ هل هناك استراتيجية للاعلام الفلسطيني لفضح الممارسات الصهيونية؟ * أولاً نسعى لذلك عن طريق تثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية وقضايا الانتماء للوطن والتبشير بالدولة المستقلة وكذلك فضح الممارسات الصهيونية والعدوان المستمر والتعبير عن وجهات نظر الجمهور وما يتلاءم مع مبادئ حرية الرأي وكذلك تأسيس مركز ابحاث خاص بالهيئة يتطرق لكافة الجوانب التي تحيط بالاعلام العربي وترصد كل ما يكتب عن هذا وكذلك انشاء مركز للتدريب الاذاعي والتليفزيوني للنهوض بمستوى الاداء الاعلامي حتى تتم مخاطبة الرأي العام العالمي ويتحقق الهدف. ماذا ستفعل هذه ا الأجيال