واصل الموسم الثقافي الدعوي الذي تقيمه رابطة العالم الاسلامي في مقر ضيافة الحجاج بمنى محاضراته وندواته وذلك برعاية معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الامين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فقد القى معالي الدكتور عصام ابن احمد البشير وزير الارشاد والاوقاف والشؤون الاسلامية في جمهورية السودان محاضرة بعنوان: (الحوار الاسلامي.. مفهومه وآفاقه) وقد استمع الى المحاضرة عدد كبير من الحجاج الذين استضافتهم الرابطة لاداء فريضة الحج. واستعرض معالي د. البشير الموضوع من خلال عدد من المحاور بادئا بالحديث عن محور مهم هو: (ضبط المصطلحات الشرعية) ثم تحدث عن مفهوم التجديد في الدين مفصلا القول في اراء علماء الامة ونبه معاليه الى ان التجديد يكون للامة لتجريد الدين مما قد يكون الحق به من فلسفة او غيرها اما الدين الذي تم تلقيه بواسطة الوحي فهو اصيل لايحتاج الى تجديد. وتحدث معاليه عن جهات التجديد موضحا انها تشمل الافراد والجماعات والمؤسسات وقد يكون في موضوعات متعددة او يكون شاملا لاصلاح العقيدة والعودة الى اصولها واصلاح الحكم والجهاد والعمل الخيري ويشمل التجديد كذلك الخطاب الاسلامي والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والاعلامية وغيرها. وبين معاليه ان للدين ثوابت تتمسك بها الامة اما التجديد فهو بمثابة دفع للعمل الاسلامي في مجالاته المتعددة وذلك في ضوء المنهج النبوي. واكد د. البشير على اهمية التقاء علماء المسلمين للحوار النافع في هذه المجالات ليصدروا من ثم عن تصور واحد ورأي موحد يمثل الاسلام ويقتفي سنن المنهج النبوي الذي ترتبط عزة الامة بالتمسك به وقال معاليه ان لقاء العلماء والمثقفين والدعاة المسلمين هو الطريق الى توحيد فصائل الامة المسلمة وتهيئتها لمواجهة التحديات ومعالجة المشكلات التي تواجهها وفق سلم الاولويات والاسبقيات واشار الى حرص علماء الامة عبر التاريخ على الحوار والتفاهم وتوحيد الرأي الاسلامي وقال ان الحوار الاسلامي حل كثيرا من مشكلات الامة خلال منعطفاتها التاريخية وتعرجاتها الصعبة ودعا الامة وعلماءها ومثقفيها الى الحوار الدائم وفق المفهوم الاسلامي للحوار: (وجادلهم بالتي هي احسن) وذلك بما يشمل جميع آفاق الحوار ومجالاته. وقارن د. البشير في سياق شواهد الحوار وامثلته في تاريخ الامة بين السلفية والتجديد مؤكدا ان الحركة السلفية حركة تجديدية لانها تواجه الواقع وتدعو إلى حل مشكلات الامة واعتبر معاليه ان السلفية والتجديد صنوان لايفترقان.