استجابت اسعار الذهب فى السوق المصرى لحمى الارتفاع التى تجتاح اسواق الذهب العالمية نتيجة للتوترات الحادة التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط والتهديد الامريكى المتزايد بضرب العراق واشعال نيران الحرب فى المنطقة . وفى الوقت الذى تجاوز فيه سعر الاوقية فى البورصات العالمية 357 دولارا مقابل 274 دولارا فى نفس الفترة من العام الماضى ، فقد ارتفع سعر الجرام فى السوق المصرى الى 58 جنيها للعيار 24 ونحو 52 جنيها للعيار 21 وحوالى 48 جنيها للعيار 18 . ومنذ بداية العام الجارى ارتفع الذهب فى الاسواق العالمية بنسبة 25 فى المائة تقريبا بفعل المخاوف من تطورات الوضع فى الشرق الاوسط وضعف الدولار وانخفاض أسواق الاسهم وارتفاع أسعار النفط مما جعله واحدا من أفضل الاوعية الاستثمارية أداء فى أسواق المال. وأكد تجار الذهب المصريون ان سعر الذهب العالمى مازال مرشحا للارتفاع فى ظل تزايد حالة التوتر فى المنطقة وتنفيذ الولاياتالمتحدةالامريكية لتهديداتها بضرب العراق بعد أن اتجه أغلب المستثمرين الأجانب في الخارج.. وخاصة في بورصتي نيويورك وطوكيو.. إلي الاستثمار في شراء الذهب.. نتيجة تعرض عدد من الشركات الأجنبية في الخارج للإفلاس. وقال التجار ان اسعار الذهب فى السوق المحلى استجابت لعدد من الضغوط اهمها ارتفاع الاسعار فى الاسواق العالمية نتيجة لتوتر الوضع فى الشرق الاوسط والمخاوف من ضرب العراق .. بالاضافة الى ان ارتفاع سعر الدولار الامريكى فى السوق المحلى المصرى مع تراجع قيمة الجنيه ادى الى ارتفاع تكلفة استيراد الذهب الى مصر . واضافوا ان هذا الارتفاع فى الاسعار ادى الى تراجع ملحوظ فى حركة الشراء خلال الاسبوع الماضى فى الوقت الذى زادت فيه مبيعات الجمهور من مقتنياتهم الذهبية فى محاولة لجنى الارباح . وقال المهندس رفيق عباس رئيس شعبة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية ان سوق المشغولات الذهبية المحلية يعاني من الركود منذ فترة طويلة بسبب عدم توافر السيولة.. واكد ان الارتفاع المفاجيء في اسعار الذهب عالميا أدى إلى زيادة نسبة الركود وانخفاض حركة البيع والشراء.. وأوضح ان حجم مبيعات محلات الصاغة تراجع بنسبة 70% هذا الاسبوع مشيرا إلى توقع حدوث زيادة أخرى في أسعار الذهب عالميا في حالة قيام امريكا بضرب العراق. وقال صلاح عبدالهادي سكرتير شعبة رابطة تجار الذهب بالغرفة التجارية ان جرام الذهب ارتفع الاسبوع الماضي 400 قرش وهو معدل مرتفع لا يتحمله المستهلك المصري.. وقال: ان المحلات اكتفت حاليا بالمعروض لديها من المشغولات الذهبية ولا تقوم بجلب مشغولات جديدة وأصبح المعروض يفوق الطلب. واضاف ان ارتفاع سعر الذهب عالميا فاجأ الجميع خاصة ان الزيادة كبيرة ولأول مرة يقفز سعر الاوقية بهذا الشكل منذ ثلاث سنوات واضاف ان السوق المحلي للذهب في حالة ركود منذ عام ونصف العام حيث ارتفعت الاسعار بمعدل 65% خلال هذه الفترة مما ادى الى عدم الرواج وتوقف حركة البيع والشراء . واضاف ان الارتفاع الحالي في سعر الذهب نتيجة اقبال كبير من البنوك الاستثمارية في العالم واصحاب الشركات الكبرى على شراء الذهب للاحتفاظ به باعتباره الملاذ الوحيد أثناء الأزمات خاصة في حالة نشوب الحروب أو حدوث توترات سياسية والبعض يفضل الاحتفاظ بالذهب بدلا من العملات الأخرى سواء الدولار أو اليورو. قال ان حالة الركود دفعت التجار للتنازل عن هامش الربح لزيادة المبيعات ولذلك انخفض السعر المحلي عن الاسعار العالمية. اضاف ان محلات الذهب في مصر بعد الزيادة في الاسعار أصبحت تشتري ولا تبيع حيث يوجد اقبال من الزبائن على بيع الذهب القديم لتحقيق ارباح مؤكدا ان حالات الاقبال على شراء الذهب الجديد يتم في اضيق الحدود.. واضاف ان تجارة الذهب في مصر تواجه معوقات داخلية تزيد من قيمة المشغولات الذهبية حيث يتحمل جرام الذهب رسوما تتراوح بين 7 و15 جنيها ممثلة في الدمغة والمصنعية وضرائب المبيعات. وتقول سماح نبيل مستشار مجلس الذهب العالمي في مصر ان زيادة اسعار الذهب في السوق المحلي نتيجة لسببين الاول نتيجة لارتفاع الاسعار العالمية بشكل كبير والثاني لانخفاض قيمة الجنيه المصري امام الدولار..وقالت ان أوقية الذهب ارتفعت بشكل كبير وهذا ادى إلى ضعف الاقبال على شراء الذهب في مصر بخلاف ما يحدث في العالم حيث إن البعض هناك يسعى لشراء الذهب كنوع من الادخار. وحذرت من أن عدم استقرار الاسعار في السوق المحلي سيؤثر سلباً على تجارة الذهب في مصر.