واصل سعر الذهب فى مصر ارتفاعه فى الوقت الذى وصلت فيه الاسعار العالمية الى أعلى مستوياتها على الاطلاق منذ ما يقرب من ستة أعوام ليتجاوز سعر الاوقية 350 دولارا مع اشتداد حدة المخاوف من نشوب حرب فى العراق الامر الذى أغرى المستثمرين بالاقبال على شراء المعدن النفيس سعيا لملاذ امن لاستثماراتهم. ومنذ بداية العام الجارى ارتفع الذهب فى الاسواق العالمية بنسبة 25 فى المائة تقريبا بفعل المخاوف من تطورات الوضع فى الشرق الاوسط وضعف الدولار وانخفاض أسواق الاسهم وارتفاع أسعار النفط مما جعله واحدا من أفضل الاوعية الاستثمارية أداء فى أسواق المال. وفى مصر شهدت اسواق الذهب ارتفاعا حادا خلال الاسبوع الماضى وزاد سعر الجرام حوالى 6 جنيهات ليبلغ سعر الجرام من عيار 24 نحو 56.57 جنيه مقابل 49.5 جنيه للجرام عيار 21 . قال التجار ان اسعار الذهب فى السوق المحلى استجابت لعدد من الضغوط اهمها ارتفاع الاسعار فى الاسواق العالمية نتيجة توتر الوضع فى الشرق الاوسط والمخاوف من ضرب العراق .. بالاضافة الى ان ارتفاع سعر الدولار الامريكى فى السوق المحلى المصرى مع تراجع قيمة الجنيه ادى الى ارتفاع تكلفة استيراد الذهب الى مصر . واضافوا ان هذا الارتفاع فى الاسعار ادى الى تراجع ملحوظ فى حركة الشراء خلال الاسبوع الماضى فى الوقت الذى زادت فيه مبيعات الجمهور من مقتنياتهم الذهبية فى محاولة لجني الارباح . يقول المهندس رفيق عباس رئيس شعبة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية ان سوق المشغولات الذهبية المحلية يعاني الركود منذ فترة طويلة بسبب عدم توافر السيولة..اكد ان الارتفاع المفاجيء في اسعار الذهب عالميا أدى إلى زيادة نسبة الركود وانخفاض حركة البيع والشراء.. وأوضح ان حجم مبيعات محلات الصاغة تراجع بنسبة 70% هذا الاسبوع مشيرا إلى توقع حدوث زيادة أخرى في أسعار الذهب عالميا في حالة قيام امريكا بضرب العراق. وقال صلاح عبدالهادي سكرتير شعبة رابطة تجار الذهب بالغرفة التجارية ان جرام الذهب ارتفع الاسبوع الماضي 400 قرش وهو معدل مرتفع لا يتحمله المستهلك المصري..قال: ان المحلات اكتفت حاليا بالمعروض لديها من المشغولات الذهبية ولا تقوم بجلب مشغولات جديدة وأصبح المعروض يفوق الطلب. واضاف ان ارتفاع سعر الذهب عالميا فاجأ الجميع خاصة ان الزيادة كبيرة ولأول مرة يقفز سعر الاوقية بهذا الشكل منذ ثلاث سنوات حيث وصل سعرها الى 350 دولارا مقابل 318 دولارا في الشهر الماضي.. واضاف ان السوق المحلي للذهب في حالة ركود منذ عام ونصف العام حيث ارتفعت الاسعار بمعدل 65% خلال هذه الفترة مما ادى الى عدم الرواج وتوقف حركة البيع والشراء قال ان أعلى سعر لأوقية الذهب في العام الماضي وصل الى 275 دولارا ولكن بعد الزيادة الأخيرة ارتفع سعر الجرام 10 جنيهات عن العام الماضي وهي زيادة كبيرة بالنسبة للمستهلك المصري. اضاف ان الارتفاع الحالي في سعر الذهب نتيجة اقبال كبير من البنوك الاستثمارية في العالم واصحاب الشركات الكبرى على شراء الذهب للاحتفاظ به باعتباره الملاذ الوحيد أثناء الأزمات خاصة في حالة نشوب الحروب أو حدوث توترات سياسية والبعض يفضل الاحتفاظ بالذهب بدلا من العملات الأخرى سواء الدولار أو اليورو. قال ان حالة الركود دفعت التجار للتنازل عن هامش الربح لزيادة المبيعات ولذلك انخفض السعر المحلي عن الاسعار العالمية. واضاف ان محلات الذهب في مصر بعد الزيادة في الاسعار أصبحت تشتري ولا تبيع حيث يوجد اقبال من الزبائن على بيع الذهب القديم لتحقيق ارباح مؤكدا ان حالات الاقبال على شراء الذهب الجديد يتم في اضيق الحدود.. كما اضاف ان تجارة الذهب في مصر تواجه معوقات داخلية تزيد من قيمة المشغولات الذهبية حيث يتحمل جرام الذهب رسوما تتراوح بين 7 و15 جنيها ممثلة في الدمغة والمصنعية وضرائب المبيعات. تقول سماح نبيل مستشار مجلس الذهب العالمي في مصر ان زيادة اسعار الذهب في السوق المحلي نتيجة لسببين: الاول نتيجة لارتفاع الاسعار العالمية بشكل كبير والثاني لانخفاض قيمة الجنيه المصري امام الدولار.. وقالت ان أوقية الذهب ارتفعت بمعدل 35 دولارا خلال اسبوع وهذا ادى إلى ضعف الاقبال على شراء الذهب في مصر بخلاف ما يحدث في العالم حيث إن البعض هناك يسعى لشراء الذهب كنوع من الادخار. وحذرت من أن عدم استقرار الاسعار في السوق المحلي سيؤثر سلباً على تجارة الذهب في مصر.