في دنيانا هذه نفقد الكثير.. ونودع الكثير.. ولكن.. يبقى القليل فقط الذي يفتقد حقيقة.. @@@ عندما نفجع برحيل أحد أحبابنا.. يتحجر الدمع في مآقينا.. تبكيهم قلوبنا بصمت.. دون أعيننا.. وإذا اردنا تأبينهم.. تخوننا لغتنا.. تستعصي الكلمات عن تصوير ألمنا.. وتعجز عن وصف مقدار فجيعتنا.. عندها.. لا نملك الا الدعاء بالرحمة والمغفرة لهم ونحن نستعيد شريط ذكرياتنا الجميلة معهم لاشك ان اصعب الحزن مالا نستطيع التعبير عنه.. واعظم الألم.. عندما يفوق لغتنا وتعابيرنا @@@ بعد رحيل الشيخ/ حمد المبارك رحمه الله قبل ايام مضت.. عجبت من نفسي، كيف عصتني لغتي.. وفرت الأحرف والكلمات من قاموس ذاكرتي.. فرغم العلاقة الحميمة التي ربطتني به رحمه الله .. عجزت عن كتابة كلمات في رثائه وتأبينه.. وقد كنت أتصور بحكم محبتي له ومحبته لي.. أنني قادر على تسطير سفر كبير عنه.. عن مآثره.. عن أخلاقه.. عن مواقفه.. ولكن يبدو ان عظم الفاجعة بفقده قد عقدت لساني وشلت بياني.. ومع مرور الوقت يئست من المحاولة وأعلنت استسلامي.. واكتفيت بما أكنه له في صدري من المحبة العظيمة والود الكبير.. @@@ لم أدر ان مخزون هذا الحب من الممكن ان يتفجر الى ينبوع عذب من الوفاء يمكن تسطيره.. حتى عقد الاجتماع الأول لمجلس الادارة بعد رحيله يوم أول امس فانقدح زناد الذكريات والكلمات.. حيث افتقدته وافتقدناه جميعا.. فتداعت امام ناظري الصور والخيالات.. والمواقف والذكريات.. فلملمت اشلاء حزني الكبير.. على صرح من العطاء مضى... على رجل من الوفاء رحل.. في زمن قل فيه الأوفياء.. يا أبا خالد... يعز علي فراقك.. @@@ لا نملك إلا ان نستمطر لك الرحمات... ونستعشب لك المغفرة.. أسكنك الله فسيح الجنان.. محبك صالح بن علي الحميدان