بعض الرجال لا تملك إلا أن تقف أمامه احتراماً وإجلالا كلما ورد ذكره.. في أي مجلس من المجالس. فإذا هو غادر هذا الكون وذهب إلى خالقه.. فإنك وإن شعرت بالألم على فراقه.. إلا أنك تشعر بالطمأنينة إلى أنه قد ذهب إلى ما هو أفضل من دنيانا.. وأعظم من ثنائنا عليه.. تحوطه دعوات الناس من كل جانب.. وتحفه إشادتهم بأعماله الجليلة التي ستظل تذِّكر الأجيال المتعاقبة به.. وتستمطر عليه الرحمات الربانية.. وبقدر ما حزنت لوفاة رجل البر والإحسان والأعمال الخيِّرة الشيخ محمد سراج عطار.. بقدر ما دعوت له من كل قلبي بأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يوفق أبناءه من بعده لمواصلة أعماله الجليلة واستكمال مدينة الأيتام والفقراء والضعفاء التي أقامها في أحسن بقعة «مدخل مكةالمكرمة» حرسها الله.. وكذلك متابعة سيرته العطرة وعطاءاته التي لم تتوقف طوال عمره لدعم مشاريع البر.. والخير لمن يستحقون. لقد كان سراج (يرحمه الله) إنساناً بكل معاني الكلمة في كل حركاته وسكناته وعفاف لسانه وسؤاله الدائم عن الناس وحضوره الاجتماعي الملفت.. ولذلك فإن من افتقد «سراج» ليس أبناءه.. ومحبيه.. ومن شملتهم عطاياه فحسب.. وإنما الذي أفتقده هو الوطن.. وهم أبناء الوطن.. لما تميز وتفرد به.. ولما تركه في نفوسنا جميعاً من أثر سوف لن يزول مدى الحياة.. وكم أتمنى أن يجد سراج وأمثال سراج ما يستحق منا كدولة.. وكمجتمع.. وكإعلام.. من تذكير للمجتمع بأفعاله ومنجزاته وعطاياه وعواطفه الإنسانية الجياشة حتى نبذر بذور الخير في كل مكان.. ونخلد ذكراه وأمثاله في عقولنا ونفوسنا مدى الدهر. ضمير مستتر: [ الخيِّرون.. يستحقون منا وقفات وفاء وتخليد]