هيهات! أدرج بين برديه الردى رجل الرجال وواحد الآحاد مضى إلى ربه الكريم سلطان بن عبدالعزيز.. فأي عين بعده لا تدمع؟ وأي قلب عليه لا يجزع؟ وأي إنسان على غياب الأمير الإنسان لا يفزع؟ كان للناس كضوء الشمس للحياة، وكالعافية للبدن، وكالماء للشجر لا يذكر إلا ويذكر معه الخير. تجري ينابيعه على يديه في كل حقل، وتنتشر آثاره في كل أفق فلا جرم سموه: سلطان الخير! من منا الذي لن يفتقد تلك الطلعة البهية الرضية، والابتسامة الدائمة المشرقة، واليد الممدودة بالخير في كل اتجاه؟ من ذا الذي لن يفتقد تلك الرحابة في الصدر، والرجاحة في الرأي، والحكمة في العمل، والتواضع في السلوك؟ من ذا الذي لن يفتقد تلك المنقبة الرائعة، منقبة الوفاء النادر، في مناقب كثيرة لا يمحي لها أثر؟ سلطان.. اسم أكبر من القابه جميعًا. منه تستمد بهاءها وليس العكس لا يذكر إلا وتحضر صفاته الذاتية الرفيعة قبل القابه الرسمية: الخير البر الكرم الوفاء التواضع الرحابة في الفكر والصدر، الحب والتسامح والتسامي ثم لا تزيدها القابه ومراكزه الا بهاء وجلالًا وجمالًا، اذ انها لم تفض إلى غرور، بل العكس. ولم تؤد إلى استعلاء، بل العكس ولم تبعث على جفاء، بل العكس. بل كانت كلها أدوات في يديه لممارسة تلك الصفات الجليلة في انسجام رائع لا يتوفر إلا لقلة من عظماء الناس! لشد ما سيفتقده الناس جميعًا في مشارق الارض ومغاربها. اما محبوه وعارفوه فما من لغة تفصح عن فجيعتهم ولا احزانهم. إنا إلى الله راجعون فقد اصبح حزني عليه الوانا حزن اشتياق وحزن مرزأة اذا انقضى عاد مثلما كانا هذه لحظات للحزن نربط فيها على القلوب باستدعاء الايمان والصبر والاحتساب ونستمطر الرحمن الرحيم الرحمة والمغفرة للفقيد الذي يعز في مثله العزاء ويتمرد الصبر. انزله الله فسيح جناته وتقبله في عباده المؤمنين. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، (إنا لله وإنا إليه راجعون) قاسم علي الوزير