أصبح النصر الذي يقوده المدرب الأورجوياني دانيال كارينيو يشكل رقما صعبا في بطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، حيث يتربع حاليا على القمة برصيد 27 نقطة، وبدون خسارة، بعد أن فاز في ثماني مباريات، وتعادل في ثلاث، أكد من خلالها أنه بدأ يستعيد عافيته، ولم تعد طموحاته مقتصرة على تحقيق مركز متقدم في سلم الترتيب يضمن له المشاركة في دوري أبطال آسيا، وإنما المنافسة بقوة على الألقاب، لا سيما بعد فوزه على جاره الهلال ومنافسه على الصدارة بهدفين لهدف في الجولة العاشرة، ومن ثم الفوز الكبير خارج قواعده على الاتحاد بثلاثية نظيفة في الجولة الحادية عشرة. وعقب هذه النتائج المميزة، بات النصر الذي غاب عن البطولات لسنوات طويلة قريبا من استعادة أمجاده الماضية، خصوصا في ظل الاستقرار الإداري والفني الذي يشهده منذ الموسم الفارط، فضلا عن الصفقات الكبيرة التي أبرمتها إدارة النادي أواخر العام الماضي، وقبل انطلاقة هذا العام، والمتمثلة في التعاقد مع الدولي السابق محمد نور، والدولي الموهوب يحيى الشهري، واللاعب الشاب عبدالرحيم الجيزاوي، إضافة إلى التعاقدات السابقة التي تجاوزت العشر صفقات في عهد الإدارة الحالية. وأكد الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي أن اعتلاء فريقه لصدارة الدوري لا يعني له شيئا فيa هذا التوقيت، على اعتبار أن الدوري ما زال مستمرا، والمنافسة مازالت قائمة بين أكثر من فريق، مشيرا إلى أن مايهمه هو تحقيق الانتصار تلو الآخر، وبعد نهاية كل مباراة يتم التفكير والإعداد للمباراة التي تليها حتى نهاية البطولة. وقد عاش النادي الذي تأسس عام 1955 لحظات صعبة في سنوات مضت؛ نتيجة اعتزال معظم النجوم في فترات متقاربة، وتخلي أعضاء الشرف عن الدعم نتيجة بعض الخلافات، فضلا عن عدم وجود راع رسمي له، ولكن منذ قدوم رئيسه الحالي بدأت الأمور تتحسن تدريجيا، وتسير على أفضل وجه، رغم عدم تجديد عقد الرعاية مع الشريك الاستراتيجي السابق لضعف العائد المادي. ومنذ سنوات طويلة لم تضم قائمة المنتخب السعودي أكثر من ثلاثة لاعبين من النصر، إلا في هذا الموسم، حيث تواجد في صفوف المنتخب الأخضر سبعة لاعبين دفعة واحدة، مما يعني أن الفريق أضحى يملك لاعبين يجمعون بين الخبرة الدولية والمستوى الفني العالي، إلى جانب اللاعبين الأجانب الذين سيساهمون مع بقية زملائهم في صناعة الفارق. وبعد تولي المدرب كارينيو للمهمة في منتصف الموسم المنصرم خلفا للكولمبي ماتورانا لم يخسر الفريق في الدوري منذ 21 مباراة، حيث نجح المدرب المغامر في إكساب الفريق عوامل مهمة، أبرزها: الصلابة الدفاعية، والترابط بين الخطوط، واللعب القتالي طوال دقائق المباراة، كما أنه لا يعترف بالنجوم والأسماء الكبيرة، وإنما بالعطاء داخل المستطيل الأخضر، وهذه العوامل آتت أكلها، فالفريق حاليا يملك أقوى خط دفاع في الدوري، حيث لم يلج مرماه سوى أربعة أهداف، كما أنه يملك ثالث أقوى خط هجوم برصيد 21 هدفا. ويعتبر العمل الذي قامت به الإدارة منذ فترة ليست بالقصيرة هو مفتاح النجاح، وبالتالي تسعى لاستكماله خلال الفترة القليلة المقبلة، حيث تبذل حاليا جهودا مضنية لتجديد عقود هداف الفريق ومهاجمه الدولي محمد السهلاوي، والمدافع الدولي عمر هوساوي، والظهير الأيمن خالد الغامدي، كما أنها تعكف حاليا على حل الأزمة التي اختلقها الثلاثي البرازيلي الذي ترك المعسكر قبل مواجهة الهلال، واستبعدهم المدرب من حساباته في المباراتين الأخيرتين. ورد نجم الوسط محمد نور على التكهنات التي أكدت اقترابه من الرحيل في الفترة الشتوية، وقال: أنا لاعب محترف، وملتزم بعقد مع النصر حتى نهاية الموسم الجاري، وأعيش في فترة مميزة، خصوصا وأن الفريق يقدم مستويات ونتائج رائعة وضعته في الصدارة، ونأمل أن تتواصل نتائج الفريق حتى نهاية الموسم. وقدم نور شكره لرئيس النصر وجماهير النادي على دعمهم ووقفتهم معه، وقال: سأكون وفيا لهم، خصوصا وأنهم أشعروني بأنني أحد أبناء النادي.