استعادت الجماهير النصراوية شيئاً من ذكريات "الزمن الجميل" لفريقها وهي تتابع منافسات دوري عبداللطيف جميل هذا الموسم، وتحديداً بعد انتزاعه قمة ترتيب الفرق مع انقضاء أحداث الجولة السادسة، مستفيداً من خسارة الغريم التقليدي الهلال من ضيفه الرائد بهدفين برغم عودته من الجوف بتعادل سلبي مع العروبة، ونقطة كانت كافية لمنحه صدارة غابت عنه طويلاً، قبل توقف المسابقة لملاقاة المنتخب السعودي نظيره العراقي ذهاباً في الأردن الأسبوع المقبل برسم التصفيات الآسيوية. وجاء الحضور النصراوي محل اهتمام الجماهير السعودية باختلاف ميولها وأشادوا بأدائه ونتائجه منذ انطلاقة الدوري حتى الآن. علامة فارقة عانى النصر كثيراً في المواسم الماضية من صفقاته الأجنبية، ولم تفلح إدارته في استقطاب عناصر مميزة قادرة على تشكيل إضافة فنية للفريق الأول، بيد أنها هذه المرة نجحت وقبل انطلاقة الموسم في إنهاء التعاقد مع الثلاثي البرازيلي باستوس وإيفرتون وإلتون، الذي منح قوة ملموسة في الثلث الهجومي، وأحرزوا نصف أهداف الفريق، فيما جددت للمدافع البحريني محمد حسين، الذي ظهر بصورة مثالية بعد انسجامه مع زميله الدولي عمر هوساوي، في المناطق الخلفية بدليل عدم استقبال مرمى النصر سوى هدف وحيد كان أمام الصاعد حديثاً النهضة في مباراة آلت نتيجتها للنصر برباعية. إعادة صياغة يعيش الفريق تطوراً فنيًّا ملحوظاً منذ أن تولى الأوروجوياني كارينيو زمام الأمور التدريبية، ونجح في موسمه الأول ببلوغ نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال، وجاءت خسارة مهاجمه المتألق الإكوادوري أيوفي، مؤثرة على أداء الفريق هجومياًّ في ذلك اللقاء الذي خسره النصر بركلات الترجيح بعد مباراة ماراثونية، واستمر بعدها تراجع النتائج التي وضعت الفريق رابعاً في سلم ترتيب الدوري، ولم يكن البديل اليوناني خريستوس، في حجم التطلعات النصراوية إلا أن النصراويين تداركوا الأمر واستعدوا جيداً منذ وقت مبكر للموسم الجديد واتضحت لمسات مدربهم كارينيو خلال منافسات الموسم الحالي. النصر بلا راع مع غياب الراعي الرسمي للنادي، تحمل الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي، العبء المالي للفريق خلال هذا الموسم، ولم تتوصل الإدارة بعد نهاية العقد مع شركة الاتصالات السعودية بنهاية الموسم الماضي إلى اتفاق على التجديد لمدة أخرى، بعد أن ارتأت الشركة تخفيض قيمة العقد السنوي لتجديد رعايتها، الأمر الذي قابله النصراويون بالرفض والتوقيع مع "صلة" للتفاوض مع شركات ترغب في الإعلان على القميص النصراوي، وتولى هذا الملف عضو شرف النادي الأمير عبدالحكيم بن مساعد، الذي وعد النصراويين بعقود مميزة تليق بنادي النصر. هذا الغياب لم يمنع إدارة النصر من إبرام عدد من الصفقات المحلية المميزة، لعل أهمها لاعب الوسط يحيى الشهري، التي بلغت قيمتها ما يقارب 48 مليون ريال، والتوقيع مع لاعبي الأهلي السابقين عبدالرحيم جيزاوي وكامل المر، بجانب لاعب الاتحاد محمد نور، الذي انضم للفريق نهاية الموسم الماضي، وكان لانضمام تلك الأسماء أثرها الإيجابي في ارتفاع المستوى الفني للفريق العاصمي. ابتعاد شرفي المستويات المميزة التي يقدمها النصر ورغم الأسماء الكبيرة التي يضمها النادي كأعضاء شرف، إلا أن عزوفهم متواصل لعدم رغبتهم بالوجود مع الفريق في الوقت الحالي، بينما لا يزال هناك أعضاء يعرفهم محبو النصر جيداً، يواصلون دعمهم للنادي بشكل متواصل بتكفلهم ببعض الصفقات بعيداً عن الإعلام برغبة شخصية منهم، حتى أن جوال النادي يبث أحياناً أخبارا عن وصول دعم شرفي، واصفاً صاحبه ب"محب النادي الذي لا يرغب بذكر اسمه"، وتتأمل جماهير النصر في دعم حضور أكبر من قبل شرفيي النادي. سلاح "العالمي" سعت الإدارة النصراوية مبكراً للترتيب لبعض المباريات الودية للفريق للاستفادة من فترة التوقف، واتفقت مع نظيرتها في التعاون لخوض مباراة ودية الأحد المقبل بملعب الأمير عبدالرحمن بن سعود بمقر النادي، وتسعى إلى توفير لقاء آخر بعد العيد وقبل استئناف دوري جميل باستضافة الفتح في ال26 من أكتوبر الجاري، وتنتظر الفريق مباريات مهمة ستحدد مدى قدرته على الاستمرار في الصدارة، حيث سيلاقي بعد الفتح فرق الفيصلي والاتفاق والهلال تباعاً. وسيدخل الفريق معسكراً خليجياً في نوفمبر المقبل للاستفادة من توقف دوري جميل بعد الجولة ال9 لأسبوعين، وبطلب من الجهاز الفني بحثاً عن إبعاد الفريق عن أي فتور فني قد يفقده توهجه.