أطلقت مايكروسوفت برنامجها الخاص بالأمن الحكومي (جي إس بي)، والذي يتيح لحكومات دول العالم الوصول إلى شفرة مصدر مايكروسوفت ويندوز وغيرها من المعلومات الفنية التي تحتاجها هذه الحكومات لضمان حماية برمجيات ويندوز. وتأتي هذه المبادرة لإدراك مايكروسوفت أن المخاطر الأمنية التي تواجهها حكومات العالم والهيئات التابعة لها أكبر بكثير من تلك التي يواجهها المستخدمون الأفراد، ومن واقع الأهمية الكبرى لأمن تقنية المعلومات في جميع المجالات كالأمن القومي أو الخاصة بحماية بيانات المواطنين. كما يأتي برنامج الأمن الحكومي في إطار المساعي التي تبذلها مايكروسوفت لتلبية الاحتياجات الأمنية الخاصة بالحكومات والمنظمات الدولية في مختلف أنحاء العالم. وقد سارعت روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مثلاً، إلى توقيع اتفاقيات (أمن حكومي) مع مايكروسوفت، إضافة إلى أن الشركة تجري حالياً مفاوضات مع أكثر من 20 بلداً في أنحاء متفرقة من العالم بشأن هذا البرنامج. ولن يتم الكشف عن مشاركة أي من هذه الحكومات في (برنامج الأمن الحكومي) إلا بناء على رغبة تلك الحكومة وبعد توقع الاتفاقية بصورة نهائية، حيث تلتزم مايكروسوفت بالسرية التامة عندما تدعو الضرورة. وقال محمد الخطيب، المدير التنفيذي لمايكروسوفت الشرق الأوسط: (تعمل مايكروسوفت مع شركائها بجدية على توفير الحلول المناسبة لآلاف العملاء من الهيئات الحكومية. ومن خلال إقامة الشراكات مع حكومات الشرق الأوسط، تأمل مايكروسوفت أن تقدم حلولاً قادرة على توفير أنظمة إنترنت موثوقة وتشجيع الابتكارات التقنية ودفع النمو الاقتصادي في المنطقة نحو معدلات أعلى). وفي حين توفر مايكروسوفت بعض برامج ترخيص شفرة المصدر للجميع، فإن برنامج الأمن الحكومي مصمم خصيصاً ليتماشى مع المتطلبات الأمنية للحكومات، فضلاً عن أن هذا البرنامج المجاني يسمح للمشاركين في المشروع باستعراض شفرة ويندوز باستخدام أداة عرض مشفرة وبشروط معينة يتم تحديدها في الترخيص. ويتيح البرنامج للحكومات أيضاً الاطلاع على معلومات فنية عن برمجيات ويندوز تعزز قدرة هذه الحكومات على إنشاء وتنفيذ البنى الحاسوبية التحتية وتدعيم هذه البنى بالتقنيات اللازمة لضمان أمن تقنية المعلومات. ويساعد (برنامج الأمن الحكومي) على تعزيز الاتصال والتعاون بين خبراء الحماية الأمنية لدى مايكروسوفت والمشاركين في البرنامج وإتاحة الفرصة لهم لزيارة منشآت التطوير الخاصة بمايكروسوفت في ريدموند والاطلاع المسبق على جوانب التطوير المختلفة لشفرة مصدر ويندوز واختبار عمليات التطبيق ومناقشة المشروعات القائمة والمحتملة مع خبراء مايكروسوفت، إضافة إلى التواصل المباشر مع موظفي الشركة. ويمثل برنامج الأمن الحكومي عنصراً أساسياً لتلبية احتياجات الحكومات في العالم كل على حدة. ففي عام 2001، أطلقت مايكروسوفت (مبادرة المصدر المشترك) في إطار سعيها لجعل شفرة مصدر ويندوز أكثر شفافية وجدارة بثقة الشركاء والعملاء. وفي عام 2002، أعلنت الشركة عن مبادرة (الحوسبة الجديرة بالثقة) جاعلة من الحماية الأمنية محور جميع مساعيها الهادفة إلى تطوير ويندوز. ويقوم برنامج الأمن الحكومي على أساس شهادة "المعطيات العامة" التي حصل عليها ويندوز 2000 في شهر أكتوبر الماضي- وهي معيار مستقل معتمد عالمياً في تقييم مقومات وقدرات الحماية الأمنية لمنتجات تقنية المعلومات- عن أفضل وأشمل مجموعة سيناريوهات لمحاكاة الواقع استطاع توفيرها أي برنامج تشغيل حتى الآن وفقاً للمعايير التي يحددها (اختبار المعطيات العامة لأمن تقنية المعلومات) (سي سي تي تي إي). وفي حين يوفر معيار (المعطيات العامة) مجموعة عامة من المتطلبات التي تتيح للعملاء في كل أنحاء العالم تقييم وظائف الحماية الأمنية لمنتجات وأنظمة تقنية المعلومات بموضوعية، فإن "برنامج الأمن الحكومي" يرتقي بهذا المعيار إلى مستوى جديد من خلال تزويد الحكومات المختلفة بالمعلومات التي تحتاجها لإجراء تحليلات الحماية الأمنية الصائبة واطلاعها على كل ما يطرأ على منتجات ويندوز من تعديلات. وقال جريج مونداي، كبير التقنيين ونائب رئيس مايكروسوفت للاستراتيجيات المتطورة: نعتبر الحكومات التي تستخدم برمجياتنا شركاء موثوقين. ومن شأن برنامج الأمن الحكومي أن يتيح لهذه الحكومات فرصة تقييم درجة الحماية الأمنية والتكامل التي تتمتع بها منتجات مايكروسوفت التي يعتمدونها. وقد علمنا من خلال محادثاتنا مع الحكومات أن هذا هو ما يحتاجونه فعلاً، فما كان منا إلا أن النزول عند رغبتهم.