اعربت واشنطن عن ثقتها بانها لن تضطر للتحرك وحدها ضد العراق، وجاءت هذه النبرة المتفائلة برغم تنامي الرفض للحرب في اوساط حلفائها التقليديين الذين يؤكدون انه لا يوجد الان ما يبررها، ويرون ضرورة اعطاء المفتشين وقتا كافيا لانهاء عملهم في العراق.وفي هذه الاثناء، ابدت بغداد توقعات باهتة ازاء تقرير عمليات التفتيش الذي سيقدم لمجلس الامن بعد غد الاثنين. فقد أكد وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان الولايات المتحدة لن تضطر الى التحرك وحدها ضد العراق على الرغم من معارضة فرنساوالمانيا ودول أخرى لحرب محتملة ضد بغداد. وقال باول في مؤتمر صحفي مشترك الخميس مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو حفل بأسئلة بشأن معارضة فرنساوالمانيا ودول أخرى لاحتمال شن حرب وشيكة على العراق لا اعتقد انه سينبغي لنا ان نشعر بالقلق من احتمال ان نضطر الى التحرك وحدنا. واضاف باول اذا لم يمكن حلها سلميا وفي حالة عدم تحرك الامم المتحدة.. وامل الا يحدث ذلك.. فان الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في عمل ما تراه مناسبا للدفاع عن مصالحها. وقال: انني واثق تماما من انه اذا بلغت الامور هذه النقطة فان دولا عديدة ستنضم إلينا... عدة دول اعربت بالفعل عن استعدادها للمشاركة في تحالف الراغبين. إنني على يقين من ان هذا التحالف سيكون قويا. وسئل اذا كانت بلاده ستسعى لاستصدار قرار ثان للامم المتحدة يجيز استخدام القوة فقال اعتقد انه امر لم يبت فيه بعد في الوقت الحالي. وفي ذات السياق اعتبر الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر ان صدور مثل هذا القرار ليس امرا مستبعدا. اسبانيا تسمح باستخدام قواعدها وللمرة الأولى، أعلنت اسبانيا أنها ستسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعد اسبانية لدعم هجوم عسكري محتمل على العراق. وقالت انا بالاثيو وزيرة الخارجية امام لجنة برلمانية اذا اصبح التدخل العسكري في العراق حتميا فان الحكومة لن تتخلى عن اقتناعاتها السياسية. ومضت تقول ان الحكومة ستتخذ ايضا كل التدابير التي تترتب على مسؤولياتنا نحو دول صديقة وحليفة. وبالطبع فانني اضع ضمن هذه المسؤوليات السماح باستخدام قواعد اسبانية كما فعلت في الماضي. كندا: لا مبرر للحرب ويأتي الدعم الاسباني للولايات المتحدة في وقت تجاهر فيه العديد من الدول الحليفة برفضها عملا عسكريا ضد العراق دون تفويض من الامم المتحدة، يسبقه اعطاء مفتشي نزع الاسلحة الفرصة الكافية للقيام بعملهم في العراق. وفي هذا السياق، فقد جددت كندا الخميس موقفها الرافض لشن حرب على العراق قبل انتهاء المفتشين من عملهم. وقال وزير الخارجية الكندي بيل غراهام لتلفزيون هيئة الاذاعة الكندية انه يؤيد موقفي فرنساوالمانيا اللتين تصران على ان الحرب يجب ان تكون اخر خيار مطروح. وقال اتفق مع التحليل الفرنسي والالماني وهو اننا في هذا الوقت تحديدا لا يمكننا تبرير حرب. واضاف لكن ذلك لا يعني انه لن يكون هناك مبرر للحرب على الاطلاق اذا ما شعرت الامم المتحدة ان هناك في الواقع ظروفا (تفيد) بان العراق يقاوم في مسألة محاولة تطوير اسلحة دمار شامل. وقال غراهام علينا الانتظار حتى 27 يناير. ونستمع (لكبير المفتشين) الدكتور هانز بليكس وندعه يؤدي عمله لارغام العراق على الامتثال لنظام التفتيش.. لنواصل الضغط عليه (العراق) من خلال ذلك النظام. فرنسا: لاحاجة لتصويت بالامم المتحدة من جهته، أكد مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة مجددا الخميس رغبة بلاده في اعطاء مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة مزيدا من الوقت لنزع اسلحة العراق سلميا وقال ان باريس لا ترى حاجة في الوقت الحالي لقرار من مجلس الامن يدعم شن حرب على بغداد. وقال جان مارك دو لا سابلييه إن بلاده ترى فرصة حقيقية لنزع أسلحة العراق بالوسائل السلمية واضاف في تصريحات للصحفيين لا نرى حاجة لقرار ثان في الوقت الحالي... لست واثقا من ان اغلبية من اعضاء مجلس الامن مستعدة لتبني قرار. روسيا تحذر من ناحيتها، صعدت موسكو من لهجتها الرافضة للقيام بعمل عسكري ضد العراق دون تفويض من الامم المتحدة، ووجهت تحذيرا لواشنطن من مغبة الاقدام على مثل هذه الخطوة. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في اثينا دون ان يذكر الولايات المتحدة بالاسم لا يوجد سبب جاد لبدء هجوم عسكري على العراق. نأمل ألا يقوم اي بلد بعمل منفرد خارج قرارات الامم المتحدة. ومضى ايفانوف الذي اجرى بالعاصمة اليونانية مشاورات مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي يقول اذا حدث هذا فان روسيا سوف تبذل كل جهد لإعادة القضية الى القناة الدبلوماسية. نحن نعتقد ان المفتشين يجب ان يستمروا في عملهم. أكرر اننا نعتقد ان هناك حلولا سياسية ودبلوماسية لتسوية هذه القضية. فيشر لرامسفيلد: (اهدأ) وفيما بدت نبرة موسكو حازمة في رفض الحرب على العراق قبل استنفاد كافة الخيارات الاخرى، فقد جاءت لهجة برلين متشنجة حيال واشنطن، وذلك اثر الانتقادات اللاذعة التي وجهتها الاخيرة اليها بسبب موقفها المعارض للحرب من حيث المبدأ. وقد رد وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الخميس على دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي الذي انتقد موقفها وموقف باريس المعارض لحرب في العراق، امرا اياه بان يهدأ. وكان رامسفيلد قد وصف موقف باريسوبرلين بانه يعكس صورة اوروبا القديمة. وقال فيشر للصحفيين عندما سألوه عن رد فعله تجاه تصريحات رامسفيلد الرد الوحيد هو .. اهدأ وكان يتحدث في اسطنبول اثناء زيارة لها في مستهل جولة تشمل تركيا والاردن ومصر.. واضاف فيشر اننا اصدقاء وحلفاء جيدون. ورفضت المانياوفرنسا بغضب الانتقاد الامريكي بانهما اصبحتا معزولتين في اوروبا في جهودهما التي تستهدف تجنب حرب في العراق وقالت الدولتان انهما ستتعاونان لضمان السلام العراق : التقرير رمادي الى هنا، وابدى العراق توقعات باهتة ازاء تقرير الامم المتحدة المهم بشأن نزع اسلحته. وقال حسام محمد امين مدير هيئة الرقابة الوطنية العراقية للصحفيين انه يتوقع ان يكون تقرير هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة رماديا.. لا ابيض ولا اسود. وسيرفع هانز بليكس كبير مفتشي الامم المتحدة ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا الى مجلس الامن يوم 27 يناير بشأن امتثال العراق لعمليات التفتيش. والتقرير قد يكون محوريا لإتخاذ أي قرار بشأن غزو امريكي محتمل للعراق اذا ما اتضح ان بغداد في انتهاك مادي لقرار مجلس الامن الصادر في نوفمبر. وقال متحدث باسم الامم المتحدة في بغداد ان خبراء الاسلحة بدأوا بالفعل وضع مسودة التقرير.. حيث قاموا بزيارة خمسة مواقع مشتبه فيها على الاقل بحثا عن ادلة على وجود اسلحة للدمار الشامل تنفي بغداد انها تملكها. العراق يتصدى لطائرات تواصلت المواجهات شبه اليومية بين المقاومات العراقية والطائرات الامريكية والبريطانية فوق منطقتي الحظر شمال وجنوب العراق. وأعلن ناطق عسكري عراقي في بغداد ان المقاومات الارضية العراقية تصدت الخميس لطائرات امريكية وبريطانية حلقت فوق شمال العراق واجبرتها على الفرار الى قواعدها في تركيا. واوضح الناطق في تصريحات بثتها وكالة الانباء العراقية ان عددا من الطائرات الامريكية والبريطانية القادمة من الاجواء التركية تساندها طائرة اواكس من داخل الاجواء التركية قامت ب16 طلعة جوية مسلحة فوق مناطق زاخو والعمادية وبيبو ودهوك وعقرة واربيل والموصل بشمال العراق. واضاف ان المقاومات الارضية العراقية تصدت لها واجبرتها على الفرار الى قواعدها في تركيا. واكد الناطق ان مجموع الطلعات الجوية للطائرات الامريكية والبريطانية فوق شمال العراق وجنوبه بات 47621 طلعة جوية مسلحة منذ عملية (ثعلب الصحراء) الامريكية البريطانية ضد العراق في ديسمبر 1998. ومنذ ذلك التاريخ، تدور مواجهات شبه يومية بين العراق والطيران الامريكي والبريطاني الذي يتولى مراقبة منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. ولا تعترف بغداد بمنطقتي الحظر الجوي اللتين لم يصدر بشأنهما اي قرار . باول لن نتحرك وحدنا