أيهما أفضل: ان يعمل في مجال (التدريب) الذي أحبه ووجده متوافقا مع قدراته وامكاناته واستعداداه النفسي ام في مجال (الجيولوجيا) الذي تخصص فيه وتغرب عن الأهل والوطن من أجل دراسته؟ حين كان مطلوبا من علي محمد ضياء الدين ان يجيب عن هذا السؤال المصيري لم يتردد كثيرا واختار مجال التدريب وأحس بأنه يستطيع من خلال هذا الحقل الحيوي ان يخدم وطنه وان يساهم في اعداد الثروة البشرية أغلى مانملك من ثروات. في المدينةالمنورة ولد علي ضياء الدين. وعلى أرضها الطاهرة عاش طفولته وزهرة شبابه وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي ثم سافر الى الولاياتالمتحدةالأمريكية وحصل على بكالوريوس الجيولوجيا من جامعة (سان دياجو) في ولاية (كاليفورنيا). بعد عودته من أمريكا, عمل على ضياء الدين لمدة عام واحد في وزارة البترول والثروة المعدنية ثم اتجه الى أرامكو وكان يخطط للعمل بها فترة قصيرة إلا ان حياته الوظيفية ارتبطت بها ووصل فيها الى موقع مدير عام التدريب وتطوير الكفاءات ثم نقل خبراته في مجال التدريب الى مؤسسات أخرى خارج أرامكو وأسس بعد تقاعده مكتب ضياء الدين للاستشارات والتدريب. وقدم خطة وطنية شاملة للتدريب والسعودة على مستوى المملكة تم عرضها على مستوى اللجنة الوطنية للسعودة والتدريب بمجلس الغرف التجارية الصناعية ولجنة السعودة بالغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية. وأعد خطة استراتيجية عامة للتدريب وتطوير القوى العاملة في المؤسسة العامة للسكك الحديدية تم اعتمادها وتنفيذها بنجاح. وألقى محاضرات عن التدريب في مؤتمرات عالمية في اليابانوأمريكا الجنوبية والصين ومصر. وشغل علي ضياء الدين عضوية اللجنة الوطنية للتدريب والسعودة بمجلس الغرف السعودية ولجنة التدريب والسعودة في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية, وهو أول سعودي بل اول عربي يشغل موقع رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمنظمات العالمية للتدريب والتطوير وهذا الاتحاد يمثل 63 دولة فيما يمثل مجلس الإدارة 16 دولة.. كما انه عضو مؤسس في مجلس أمناء الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية. عن اختياره تخصص الجيولوجية وعلاقته بمجال التدريب يرى ان نشأته في المدينةالمنورة المحاطة بالجبال من كل جانب ورغبته في التعرف على طبيعة هذه الجبال والمواد المكونة لصخورها قادته الى دراسة هذا العلم الحيوي. وقد ساعدته خلفيته الجيولوجية على استيعاب مفردات العمل وجزئياته حين تم إلحاقه بقطاع الانتاج كجزء من تأهيله للعمل في مجال التدريب بشركة أرامكو. وجاء انتقال علي ضياء الدين من مجال الجيولوجيا الى مجال التدريب عقب التحاقه بالعمل في شركة أرمكو اذ وجد فارقا كبيرا بين الدراسة النظرية والدراسة العملية ووجد ان عمل المهندس الجيولوجي في غاية المشقة ويتطلب تواجدا دائما بالصحراء وابتعادا عن كل ما يربطك بالحياة, فاتجه للتدريب واستفاد من خبرته السابقة كمعلم مارس التدريس طوال فترة دراسته بالمدينةالمنورة في ايصال المعلومات الى غيره. وعن هذه الفترة يقول كان توجه أرامكو في ذلك الوقت البعيد الى سعودة بعض الوظائف وشغلها بكفاءات وطنية قادرة على أداء متطلبات الأعمال التي تسند اليها فعمل في وظيفة مسؤول الابتعاث وكانت مهمته تدريب المرشحين للابتعاث ممن أكملوا الدراسة النظرية والتطبيقية في مراكز التدريب وتقديم التوجيهات والاجراءات الخاصة بالابتعاث, وكان المبتعثون يخضعون لدراسات مكثفة واختبارات دقيقة وكانوا يدرسون في امريكا سنة كاملة للحصول على الثانوية الأمريكية قبل التحاقهم بالجامعات. وبعد عامين من العمل في هذا الحقل كان عليه ان يختار بين الاستمرار في عمله الجديد او العمل في مجال تخصصه, فاختار المجال الأول الذي أحبه وأخلص له وبدأ مردوده الايجابي يظهر واحضا وجليا, وكان يضع خطط التدريب والخطوات اللازمة لتحقيقها ويشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه في سعودة كثير من الوظائف. وحول خبرته العملية في مجال التدريب يقول انه اكتسبها بالممارسة ومن خلال زيارة شركات كبرى في اليابان والصين وألمانيا والسويد وكندا فضلا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية والشركات الأربع الكبرى التي كانت تتقاسم ملكية أرامكو, حيث تعرف على أفكار واتجاهات ومبادىء جيدة ساعدته بعد تحويرها وتطويعها لخصوصيات البيئة في صياغة برامج التدريب في أرامكو. ويرى ان المشكلة الأساسية لمراكز التدريب انها تعطي الخريج مهارات وقدرات عامة غير مرتبطة بعمل محدد بينما خريج مراكز أرامكو يضمن قبل تدريبه عملا محددا مما يجعله يقبل على التدريب بثقة واطمئنان. ولا يتوقع نجاحا كبيرا لقيام شركات مساهمة بتدريب الشباب. ويرى ان مراكز التدريب الموجودة حاليا تستطيع ان تنجح اذا طورت اساليبها الإدارية واستحدثت اقساما للتنسيق مع احتياجات السوق والصناعة قبل بدء التدريب. ويرى ان تركيز مراكز التدريب على اللغة الانجليزية والحاسب الآلي يعد تأهيلا مبدئيا ولكنه أقل من طموحات شبابنا وأقل بكثير من احتياجات سوق العمل. ويرى ان استجابة الشركات لتدريب موظفيها قليلة وهناك مؤسسات تفتقد الجدية وبعد النظر وسعة الأفق ولا تدرك ان تدريب المواطن واعداده هو ربح له وللمؤسسة وللوطن. ويتمنى ان يتنامى الوعي لدى رجال الأعمال ويعدوا أبناءنا اعدادا جيدا ويتيحوا لهم فرصا مناسبة للتدريب وتطوير المهارات واذا كان التدريب مكلفا فالفائدة المرجوة منه أكبر بكثير من تكلفته لان البشر هم الثروة الأبقى والاستثمار الأهم.