افتتح الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية اليوم الاثنين اللقاء العاشر للجمعية السعودية لعلوم الأرض الذي تنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالتعاون مع الجمعية، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يهدف اللقاء إلى تطوير وتعزيز المعرفة في علوم الأرض بالمملكة العربية السعودية، مع التركيز على التنمية المستدامة للموارد الطبيعية والبيئية، وذلك من خلال تبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين من المملكة العربية السعودية ونخبة من العلماء المتميزين على مستوى العالم. وفي كلمته في افتتاح اللقاء قال الأمير جلوي “يسرني أن افتتح في هذا اليوم المبارك اللقاء العاشر للجمعية السعودية لعلوم الأرض الذي يشارك به نخبة من الخبراء والباحثين المحليين من داخل المملكة وخارجها ويطرح للبحث والنقاش موضوعات مهمة تحدد دور علوم الأرض في التنمية المستدامة وتعزز الوعي بأهميتها وتوفر حلولا علمية لسُبل استغلال الموارد الطبيعية والبيئية وطرق حمايتها والمحافظة عليها”. وتابع جلوي “إذا كان احتفال الجامعة قبل أيام قليلة بتخرج دفعة جديدة من أبنائها هو احتفال بنجاحات أداء دورها التعليمي وتقدم نخبة من الكفاءات القادرة على متابعة مستجدات العلم ومواكبة تطورات النهضة والمشاركة في مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده، فإن احتفال بافتتاح اللقاء العاشر للجمعية السعودية لعلوم الأرض هو احتفاء بقدرة الجامعة على أداء دورها البحثي خاصة في المجالات ذات الارتباط الوثيق بمسيرة التنمية”. وأضاف نائب أمير الشرقية ” أود أن أشير هنا إلى أن اللقاء العاشر لعلوم الأرض يكتسب أهميته من أهمية موضوعه، فقد أصبحت علوم الأرض دعامة من دعائم التنمية وركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني ووسيلة مهمة لتحقيق التنمية الشاملة التي تعتمد من بين ما تعتمد عليه على خامات البترول والمعادن والموارد المائية والكثير من الصناعات التي ترتبط بالجيولوجيا وعلوم الأرض، إضافة إلى دور علماء هذا الحقل الحيوي في صيانة الموارد البيئية وحمايتها والمحافظة عليها وتعظيم الاستفادة منها. وقال”كما يزيد من أهمية اللقاء أيضاً ويعمق مردوده ونتائجه انعقاده في وقت تشهد فيه بلادنا تحولاً كبيراً باتجاه اقتصاد المعرفة ونمواً اقتصادياً كبيراً وعدداً كبيراً من المشاريع التنموية الكبرى بما لها من جوانب جيولوجية وبيئية تحتاج إلى جهود المتخصصين في هذا الحقل الحيوي”. وفي كلمة اللجنة المنظمة ذكر الدكتور سهل بن نشأت عبد الجواد، وكيل الجامعة للأبحاث والدراسات التطبيقية رئيس اللجنة المنظمة أن الجمعية السعودية لعلوم الأرض من الجمعيات العلمية التي تتبع الجامعات السعودية، وهي من الجمعيات النشطة، وتعقد مؤتمرها بإنتظام كل سنتين بالتناوب بين الجامعات السعودية، و هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتضم في عضويتها عددا من المختصين في مجالات علوم الأرض و العلوم المرتبطة بها، ويضم مجلس إدارة الجمعية ممثلين من أغلب الجهات الحكومية والجامعات السعودية التي لديها برامج أكاديمية في علوم الأرض. وأوضح سهل، أنه تم اختيار موضوع “دور علوم الأرض في التنمية المستدامة” شعاراً لهذا اللقاء للتأكيد على الدور المتعاظم لعلوم الجيولوجيا والجيوفيزياء والتخصصات المرتبطة بهما، في استكشاف وتطوير واستغلال الثروات الطبيعية التي حبا الله بها هذه البلاد، ودورها كذلك في استدامتها وصونها من التلوث والاستنزاف، حيث يتعدى دور علوم الأرض ذلك – أيضاً – إلى جوانب أخرى من التنمية لا تقل أهمية، مثل دورها في الحماية من المخاطر الطبيعية بدراستها وتحديد مواقعها والتخفيف من آثارها ودورها في المشاريع الهندسية الكبرى مثل إنشاء الطرق والسدود و غيرها. وأشار وكيل الجامعة، إلى أن اللجنة المنظمة بذلت جهدها لحشد مجموعة متميزة من العلماء والباحثين من داخل المملكة وخارجها، وتغطية مواضيع علوم الأرض المهمة والملحة في هذا الوقت، واستقبلت اللجنة أكثر من (200) ورقة علمية تم اختيار حوالي (120) منها وزعت على (18) جلسة، بالإضافة إلى دعوة علماء متميزين ليتحدثوا في مواضيع مهمة مثل: التحديات الحالية في استكشاف موارد النفط والغاز غير التقليدية، خواص مكامن النفط والمعادن، الاستدامة وتنمية الموارد الطبيعية، استكشاف واستغلال الموارد المعدنية والجيولوجيا البيئية، الطرق الحديثة في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية، جيو فيزياء الاستكشاف والإنتاج الجيوفيزياء تحت السطحية، علم الزلازل والمخاطر الجيولوجية، الجيوكيمياء لتوصيف المكامن والجيولوجيا والآثار. كما يناقش اللقاء آثار التغير المناخي في الجزيرة العربية وتعليم وتدريب الجيل التالي من الجيولوجيين. ويتضمن المؤتمر كذلك عدداً من الدورات القصيرة في مواضيع تتعلق بالمخاطر الجيولوجية، وكتابة ونشر الأبحاث الجيولوجية، وغيرها. وتابع إن استضافة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هذا اللقاء يعزز دوره ويعظم تأثيره لما تمتلكه الجامعة من خبرات بحثية متميزة في جميع التخصصات التي تقدمها ومنها علوم الارض وهو ما يشكل إضافة مهمة لهذا اللقاء، كما أن حرص الجامعة على المساهمة في المجالات ذات الارتباط الوثيق بمسيرة وتطوير علاقة متميزة مع قطاعات المجتمع على النحو الذي يساعد في نهضة الوطن وتطوره سيمنح اللقاء العاشر دفعة قوية لتحقيق أهدافه والخروج بنتائج متميزة. بدوره أكد الدكتور عبد اللطيف الشهيل رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن تنظيم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لهذا اللقاء يأتي لدعم الجمعية السعودية لعلوم الأرض لتنشيط حراك البحث العلمي، مضيفا إن استمرارية عقد مثل هذه اللقاءات هو الدافع الحقيقي والفعال لعملية تقدم العلوم والمعرفة حيث تظهر مستجدات الأفكار والتقنيات في العلوم الجيولوجية بشتى فروعها وأصبح تكرارها ضرورة تمليها الظروف ويحتمها الواقع، مؤكدا أن الجمعية السعودية لعلوم الأرض تقوم بدور فعال في تنشيط حركة البحث العلمي وخدمة المجتمع، ولقد استطاعت هذه الجمعية أن توجد روابط علمية قوية مع المراكز العلمية المتخصصة، كما أنها أوجدت قنوات نشر مرموقة فرضت احترامها في المحافل العلمية الدولية، وقد برز ذلك بشكل واضح في صدور المجلة العربية للعلوم الجيولوجية، هذه المجلة الدولية المحكمة التي توزع في جميع أنحاء العالم وتم إدراجها في فبراير 2010 ضمن قواعد معلومات المعهد العلمي العالمي (ISI) كأول مجلة عربية متخصصة في العلوم الجيولوجية. وأكد إبرهيم بن محمد السعدان المدير التنفيذي للتنقيب في شركة أرامكو السعودية أن علوم الأرض لعبت دوراً محورياً في تطور الإنسانية منذ القدم، وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الجهات الداعمة للقاء أن علماء الأرض ساهموا باستحداث الطرق المثلى لاستغلال الثروات الطبيعية المتوفرة على كوكب الأرض، مضيفا إن البترول يشكل عصب الاقتصاد الحديث، وتلعب صناعة التعدين دوراً أساسياً في موافاة الإنسانية بكل احتياجاتها للنمو والتقدم. وأوضح السعدان أنه مع الاستغلال المستمر لثروات الأرض الطبيعية على مر السنين، مقروناً بالنمو السكاني المضطرد على كوكب الأرض، وتسارع عجلة النمو الاقتصادي بشكل غير مسبوق على مدى القرن الماضي، فإنه قد تم استغلال الموارد الأسهل اكتشافاً ولربما استنزافاً من هذه الثروات الطبيعية الاساسية إلا أنه لا يزال كوكب الأرض غنياً بالمصادر الطبيعية اللازمة للأجيال القادمة، وزاد السعدان “هنا يأتي دور العلوم والتقنية لاكتشاف واستغلال هذه الثروات ، كما يقال : الحاجة أم الاختراع”. وأشار السعدان إلى الطفرة التي تعيشها أمريكا الشمالية حيث أدى التطور العلمي إلى امكانيّة استغلال البترول من مكامن غير تقليدية، لم تكن في الحسبان في الماضي القريب مثل الغاز الصخري من السجّيل وخلافه والتي بدورها قد تؤدي إلى إحداث تغيّرات جذريّة في خريطة امدادات الطاقة العالمية، وقال إن المملكة العربية السعوديه لا تزال في طليعة الدول بمخزونها من المصادر التقليدية من النفط والغاز، حيث تحظى المملكة كذلك على نصيب وافر من الزيت والغاز في المكامن الغير تقليدية. و بضيف السعدان ” لقد بدأ العمل فعلاً على استغلال هذه الثروات وتطبيق التقنيات المناسبة لاستخراجها على أكمل وجه، وذلك لضمان المركز القيادي للمملكة كأكبر مصدّر للنفط مع موافاة الطلب المحلّي المتنامي على الغاز للتنمية الصناعي، و توليد الطاقة الكهربائية و تحلية المياه، على مر العقود القادمة ان شاء الله، مفيدا أنه خلال العقد المنصرم نشطت أعمال التعدين في المملكة بشكل غير مسبوق للمساهمة في دفع عجلة التنمية وتنويع مصادر الدخل وإحداث فرص العمل للأجيال الحالية والقادمة. وقال إن المياه تبقى هاجساً قد يؤرق البعض، إلا أن تطبيق أساليب البحث العلمي والتقنيات اللازمة مع ترشيد الإستهلاك هو أنجع الطرق للتقليل من شأن هاجس ندرة المياه، ومن هنا تبرز أهميّة هذا المؤتمر الذي نحتفل اليوم بافتتاحه، وذلك بتفعيل دور علوم الأرض لتستمر في لعب دوراً محورياً لمواجهة التحديات التي قد تواجه عجلة التنمية في بلادنا الغالية في المستقبل، كاشفا أن اختيار شعار اللقاء كان موفّقا لأنه يعكس الحالة الراهنة ويبرز التحديات المستقبلية والتي لابد لعلوم الأرض من مواجهتها لتذليل الصعوبات التي قد تواجه عجلة التنمية في المملكة. ويتضمن برنامج اللقاء عروضاً شفوية وملصقات وحلقات نقاش وورش عمل ودورات قصيرة ورحلات حقلية، كما يتضمن البرنامج محاضرات رئيسية تناقش التغير المناخي يقدمها الحائز على جائزة نوبل في البيئة والأستاذ في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية د. جيورجي ستنشكوف، الاستدامة في المياه الجوفية يقدمها د. وارن وود من جامعة ولاية ميتشغن، تطوير السلم الزمني الجيولوجي يقدمها د. فيليكس غرادستين من جامعة اوسلو بالنرويج، تثقيف الجيل القادم من علماء الجيولوجيا يقدمها د. ايريك ريغز من جامعة تكساس ايه اند ام، كما يقدم الأستاذ إبراهيم السعدان المدير التنفيذي للتنقيب بشركة أرامكو السعودية الكلمة الرئيسة للداعمين. ويقدم المتحدثون العديد من الأوراق العلمية التي تركز على مواضيع حديثة ومهمة في علوم الأرض مثل الطرق الحديثة لتدريس الجيولوجيا، التحديات الحالية في استكشاف موارد النفط غير التقليدية، الطرق الحديثة في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية، استكشاف وتطوير الغاز الطبيعي والبترول، الموارد الهيدروكربونية غير التقليدية، الاستدامة وتنمية الموارد الطبيعية، استكشاف واستغلال الموارد المعدنية، الجيولوجيا البيئية، جيو فيزياء الاستكشاف والإنتاج، الجيوفيزياء تحت السطحية، علم الزلازل، المخاطر الجيولوجية والهندسة الجيوتقنية، الجيولوجيا البنائية وتشكل الصخور الحديثة، الطبقات الرسوبية وخواص مكامن النفط ، المعادن والجيوكيمياء لتوصيف المكامن، الجيولوجيا والآثار. كما يتضمن برنامج اللقاء حلقة نقاش رئيسية تركز على موضوع المؤتمر الرئيسي وهو “دور علوم الأرض في التنمية المستدامة” يشارك بها نخبة من المختصين والقياديين من الجهات ذات العلاقة وتلقي الضوء على الدور المهم لعلوم الأرض في التنمية في المملكة، والآثار السلبية لإغفال هذا الدور على الكثير من المنشات الحيوية والثروات الطبيعية. ويتضمن البرنامج كذلك ثلاث دورات قصيرة سيتم تقديمها بواسطة مختصين من داخل الجامعة وخارجها وهي “طريقة بناء السلم الجيولوجي محليا و عالميا باستخدام برنامج حاسوبي متخصص يقدمها الاستاذ الدكتور فيليكس غرادستين من جامعة اوسلو بالنرويج بالمشاركة مع الدكتور ميكل كامنسكي من قسم علوم الارض بالجامعة، ودورة بعنوان “المخاطر الجيولوجية” يقدمها الدكتور سانلين كاكا من قسم علوم الأرض بالجامعة بالمشاركة مع الدكتور سفيتان سينادينوفسكي من شركة أرامكو السعودية. ويحتوي اللقاء على ورشة عمل بعنوان “كيف تكتب ورقة بحث مقبولة للنشر” يقدمها الاستاذ الدكتور عمران دوقان من قسم علوم الأرض بالجامعة بالمشاركة مع الاستاذ الدكتور وارن وود المتعاون مع قسم علوم الارض بالجامع، و الاستاذ بجامعة ولاية متشيجان و الاستاذ الدكتور عبدالله العمري رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية لعلوم الارض و المشرف الرئيس على المجلة العربية للعلوم الجيولوجية الصادرة من دار سبرنجر للنشر بالمانيا. رابط الخبر بصحيفة الوئام: نائب أمير الشرقية يفتتح اللقاء العاشر للجمعية السعودية لعلوم الأرض