جاء تأهل المنتخب السعودي الاول لكرة اليد لكأس العالم للمرة الاولى في العام 1997 فبعد ان حطم المنتخب السعودي الاول لكرة اليد السور الصيني وفاز بالبطولة الآسيوية والتي حققها لاول مرة في تاريخه وكان افراد المنتخب السعودي قد ضمنوا التأهل لكأس العالم 97 والتي اقيمت باليابان وهي المرة الاولى التي يتأهل فيها المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم لكرة اليد من خلال التصفيات التي اقيمت بالدوحة ونود ان نستعرض هذا الانجاز خطوة بخطوة منذ بداية اعداد المنتخب وحتى تحقق الحلم والذي لم يتحقق صدفة ولم يكن الطريق مفروشا بالورد امام افراد المنتخب السعودي بل تحقق هذا الانجاز بتوفيق من الله ثم بمجهودات جبارة بذلها المسئولون عن الرياضة السعودية وعلى رأسهم أمير الشباب الامير فيصل بن فهد يرحمه الله ونائبه الامير سلطان بن فهد انذاك وجميع المسئولين بالاتحاد السعودي لكرة اليد وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد محمد عبدالله المطرود الذين هيأوا كل سبل الراحة لافراد المنتخب حتى تحول حول الحلم الى حقيقة ووصلت كرة اليد السعودية للعالمية، كذلك لا ننسى الجهود الجبارة التي بذلها اللاعبون اثناء المباريات التي لعبوها بالتصفيات التأهيلية لكأس العالم او خلال مباراة تحديد بطل اسيا التي اقيمت بالعاصمة التايلندية بانكوك وتمكن خلالها ابطال اليد السعودية من تحقيق انجاز جديد للرياضة السعودية بشكل عام ولكرة اليد بشكل خاص. اقام بعد ذلك المنتخب معسكرا في القاهرة استمر آنذاك قرابة 17 يوما لعب خلالها المنتخب السعودي عدة مباريات تجريبية كان ابزها امام الاهلي المصري والذي ضم العديد من لاعبي المنتخب المصري الاول امثال سامح عبدالوارث، اشرف عواض، جوهر نبيل وغيرهم وقد تمكن المنتخب السعودي من تقديم مستوى رائع في هذه المباراة كذلك لعب المنتخب السعودي امام فريق الزمالك كما لعب عدة مباريات امام المنتخب المصري للشباب. مشوار البطل السعودي واجهه العديد من المشاكل لعل ابرزها هي ما تم بين مدرب المنتخب اكرم جانيش ولاعبي الخبرة بالمنتخب حيث لم يكن اللاعبان احمد حبيب قائد المنتخب السعودي وعبدالعظيم العليوات ضمن التشكيل الذي توجه الى القاهرة، ويرجع ذلك الى عدم رغبة مدرب المنتخب اكرم جانيش في ضمهما لاعتماده بشكل كبير على لاعبي الشباب، ولولا حنكة وخبرة رئيس اتحاد اليد محمد المطرود والذي رأى ضرورة مشاركة لاعبي الخبرة امثال عبدالعظيم العليوات، احمد حبيب. خاصة ان معظم عناصر المنتخب الاول التي كانت موجودة بالقاهرة هم من لاعبي الشباب لما تحققت هذه الانجازات خاصة اذا عرفنا الدور البارز والفعال الذي قام به اللاعبان اثناء التصفيات. بعد الانتهاء من معسكر القاهرة غادر المنتخب السعودي الى العاصمة القطريةالدوحة للمشاركة في تصفيات غرب آسيا للتأهل لكأس العالم 97 والتي قد انطلقت في الرابع من شهر اكتوبر لعام 1996 بمشاركة اربعة منتخبات هي السعودية، البحرين، قطر، ايران بعد اعتذار الكويت عن المشاركة. وقد كانت اولى مباريات المنتخب السعودية امام المنتخب البحريني وتمكن المنتخب السعودي من الفوز بالمباراة 22/20 وكانت المباراة الثانية امام المنتخب الايراني والذي ظهر بمستوى فني جيد ولعب مباراة كبيرة ولكن المنتخب السعودي سرعان ما استعاد توازنه وتمكن من تعديل النتيجة ومن ثم التقدم خاصة بعد ابداعات النجم هاني هلال وبراعة الحارس الدولي مناف ال سعيد وقد انتهى اللقاء لصالح المنتخب السعودي بنتيجة 24/18. وقد دخل لاعبو المنتخب السعودي مباراتهم الاخيرة امام المنتخب القطري بثقة وراحة نفسية اكبر حيث ان جميع النتائج كانت تؤهل المنتخب لنهائيات كأس العالم (الفوز- التعادل - الخسارة بفارق 3 اهداف) وقد خسر المنتخب السعودي المباراة بنتيجة 22/20 وتأهل الى نهائيات كأس العالم بفارق الاهداف عن المنتخب القطري والذي حل في المركز الثاني. وبذلك يكون المنتخب السعودي قد تأهل لكأس العالم للمرة الاولى في تاريخه وقد اثار هذا التأهل فرحة كبيرة لدى الجماهير السعودية والتي استقبلت المنتخب بمطار الظهران الدولي عند وصول البعثة كما حظي المنتخب بتواجد اعضاء مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة اليد وطوقوا الابطال بالورد والزهور في موقف سجل للجماهير السعودية الوفية التي اعتادت ان ترحل وراء منتخباتها وابطالها في جميع المناسبات كما قاموا بترديد الاهازيج المعبرة التي عبر عنها الابطال بالوقفة الصادقة وقد احتفل بالابطال بصالة القدوم بمطار الظهران لفترة طويلة بعدها توجهت البعثة الى استاد مدينة الامير سعود بن جلوي الرياضية بالدمام حيث قام لاعبو المنتخب السعودي بتحية الجمهور الرياضي الموجود لمشاهدة مباراة منتخب السعودية لكرة القدم التجريبية امام منتخب استراليا وقد صفقت الجماهير الرياضية طويلا لابطال اليد السعودية وبين شوطي المباراة وفي بادرة رائعة قام لاعبو المنتخب السعودي الاول لكرة القدم بتهنئة لاعبي كرة اليد المتأهلين لكأس العالم. المنتخب السعودي وبعد ان حقق المركز الثاني في بطولة مجموعته اسيويا في الدوحة والتي تمثل دول غرب آسيا وتأهل لكأس العالم بات عليه مقابلة المنتخب الصيني بطل شرق آسيا في لقاء لتحديد بطل آسيا بناء على قرار الاتحاد الآسيوي لكرة اليد كما تقرر اقامة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين المنتخبين الحاصلين على المركز الثاني بمجموعتي غرب وشرق آسيا وهما المنتخبان الكوري والقطري على ان يكون الفائز في هذه المباراة هو المتأهل الثالث عن آسيا بعد السعودية والصين. بدأ استعداد المنتخب السعودي لمباراة تحديد بطل آسيا الفاصلة امام المنتخب الصيني بمعسكر بمدينة الدمام استمر لمدة 14 يوما بعدها غادر المنتخب الى القاهرة، واقام معسكرا لمدة عشرة ايام ثم غادر المنتخب القاهرة متوجها الى العاصمة التايلندية بانكوك استعداد لخوض المباراة والتي تمكن المنتخب السعودي من الفوز بنتيجتها 20/18 وبالتالي تتويجه كبطل لكرة اليد الآسيوية لأول مرة في تاريخه مضيفا بذلك انجازا آخر لصالح الرياضة السعودية. وقد تم اختيار العاصمة التايلندية بانكوك كارض محايدة لاقامة المباراتين كما تم تحديد الثالث والرابع من ديسمبر 1996 موعدا لاقامة المباراتين وتمكن المنتخب السعودي من الفوز بتلك المباراة وحقق بذلك كأس آسيا بعد اقصائه المنتخب الصيني فيما فازت كوريا على قطر وتأهلت لكأس العالم. وبعد كل هذه الانجازات المشرفة لليد السعودية وللمسئولين في الاتحاد قرر الاتحاد السعودي لكرة اليد استمرار المدرب اكرم جانيش للاشراف على المنتخبين الاول والشباب حتى نهاية بطولة العالم للشباب والتي اقيمت بتركيا عام 97 ايضا. التأهل الثاني التأهل الثاني للمنتخب السعودي الاول لكرة اليد قد يكون الاكثر سهولة بين جميع التأهلات ليس لضعف المنتخبات المشاركة في هذه التصفيات بل لكون التصفيات اقيمت في ظل استعداد كامل من قبل المنتخب السعودي وكذلك شهد المنتخب جاهزية كبيرة لم يشهدها من قبل سواء من الناحية الفنية او حتى النفسية كما ان استضافة التصفيات في مدينة الدمام والتي اقيمت في العام 1998 اعطى المنتخب مزيدا من القوة حيث لعبت الجماهير دورا كبيرا في دعم المنتخب اثناء لقاءات البطولة. مشوار الاستعداد لهذه التصفيات بدأ كالعادة بمعسكر داخلي بمدينة الدمام استمر قرابة 15 يوما قبل التوجه الى اوروبا واقامة معسكر استمر قرابة الشهر في ثلاثة بلدان اوروبية تحت اشراف مدرب المنتخب اكرم جانيش وتم البدء بالمجر ومن ثم سلوفانيا فكرواتيا. ومنذ لقائه الاول في البطولة ظهر بأنه الحلقة الاقوى لذلك فقد اتضح ومن خلال اليوم الاول من التصفيات بحث بقية المنتخبات عن المركز الثاني رغم قوة المنتخبات الاخرى والتي يأتي في مقدمتها البحرين، ورغم ان المنتخب السعودية كان خارج حسابات الاتحاد الآسيوي في هذه البطولة الا ان هذه البطولة قد تكون بداية المشاكل السعودية مع الاتحاد الآسيوي فبعد فوز البحرين على الكويت في لقائهما الاول في التصفيات بات واضحا تمكن البحرين من الحصول على المركز الثاني الا ان الاتحاد الاسيوي يرفض هذا التوجه وقد اتخذ العديد من الاجراءات ضد المنتخب البحريني لعل من ابرزها ايقاف نجمه سعيد جوهر بقية مباريات التصفيات دون اي سبب الا ايقاف ابرز عناصر المنتخب البحريني والوقوف ضد هذا المنتخب. التأهل الثالث تأهل اليد السعودية الثالث لكأس العالم جاء بعد خطوة رائعة من قبل الاتحاد السعودي لكرة اليد باركها واعتمدها الرئيس العام لرعاية الشباب الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وهي التعاقد مع المدرب العالمي السويدي اولى اولسن احد ابرز المدربين على مستوى العالم في مجال كرة اليد وقد بدا الاستعداد للمشاركة في هذه التصفيات بمعسكر داخلي حسب البرنامج المعد من قبل المدرب اولسن في حين تمثلت المرحلة الثانية من الاعداد في معسكر اعدادي بالسويد ومن ثم المجر خاض خلالهما المنتخب السعودي العديد من اللقاءات قبل التوجه للاردن حيث التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بفرنسا 2001، وقد اوقعت القرعة المنتخب السعودي في المجموعة الاولى الى جانب قطروالامارات في حين ضمت المجموعة الثانية الكويت والاردن وسوريا وتمكن المنتخب السعودي من الفوز في اللقاءين امام قطروالامارات وبالتالي التأهل الى دور الاربعة مع المنتخب القطري في حين تأهل من الجانب الاخر الكويت والاردن واقيمت مباريات دور الاربعة بين السعودية والاردن والكويتوقطر وتمكن المنتخبان السعودي والقطري من التأهل للمباراة النهائية الا ان الاتحاد الاردني لكرة اليد رفض اقامة المباراة النهائية على ارضه بعد ان اثيرت العديد من المشاكل حول التحكيم خاصة الحكام الايرانيين الذين حكموا كافة لقاءات المنتخب الكويتي وفازت الكويت في كافة لقاءاتها بهذا الطاقم التحكيمي، ورغبة من الاتحاد الاردني في ابعاد المشاكل عن اتحادها ولتلافي وقوع اي خلاف على اراضيها قرر الاتحاد الاردني عدم اقامة كافة اللقاءات على الارض الاردنية بعدها قرر الاتحاد الاسيوي اقامة اللقاء في الكويت الا ان الاتحاد السعودي رفض هذا القرار على اعتبار عدم وجود حيادية في القرار وطالب الاتحاد السعودي باقامة اللقاء في البحرين كأرض محايدة الا ان الكويتيين رفضوا القرار ايضا على اعتبار ان البحرين ليست محايدة كونها اقرب للسعودية من الكويت، كما اقترحت السعودية الامارات ايضا لاقامة اللقاء الا ان الاتحاد الآسيوي رفض ذلك واتخذ قرارا غريبا لم يسبق وان اتخذ وهو اجراء قرعة لتحديد المنتخب المتأهل الى النهائيات على ان تقام القرعة في الكويت مقر الاتحاد الآسيوي وبحضور ممثل عن الاتحاد السعودي وقد رفض الاتحاد السعودي القرار في بداية الامر الا ان التوجيهات الحكيمة للرئيس العام الامير سلطان اسفرت عن قبول السعوديين للقرار تلافيا لاي خلاف مع الاشقاء، وبالموافقة السعودية ادرك الجميع ان المنتخب السعودي هو من سيخسر القرعة حتى ولو اقيمت عشرات المرات وبدأ الاستعداد الجدي لخوض لقاء الملحق امام المنتخب الياباني وصيف بطل شرق آسيا على وقد حددت بانكوك كأرض محايدة لاقامة اللقاء الا انها لم تكن كذلك حيث ان بانكوك تعتبر ارضا للمنتخب الياباني ومع ذلك تمكن المنتخب السعودي من التفوق على كل القرارات الظالمة وعلى المنتخب الياباني وفاز باللقاء بنتيجة 27/24 في واحدة من اروع لقاءات المنتخب السعودي على الاطلاق ليتأهل بذلك الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. التأهل الرابع يعتبر التأهل الرابع للنهائيات العالمية الاصعب بكل المقاييس نظرا للظروف الصعبة التي واجهها المنتخب السعودي اثناء رحلة الاعداد عند اجراء القرع او مرورا بهرب المدرب والسن وانتهاء بالمهزلة التي جرت اثناء التصفيات. وقد فاز على كوريا الجنوبية في مباراة الثالث والرابع آسيويا في ايران وتأهل بالبطاقة الثالثة. رئيس الاتحاد السعودي العربي محمد المطرود وافراد المنتخب اعضاء بعثة المنتخب في المطار