الدكتور عبدالله عبدالرحمن محمد الجحلان.. شخصية إعلامية معروفة، مارس الهم الصحفي منذ الطفولة، فانغمس في مهنة الصحافة إلى حد الادمان، حتى أصبح متمرسا بها، إعلامي متخصص في الإعلام، تقلد العديد من المهام أثناء دراسته في أمريكا، عمل أثناء دراسته في سفارة خادم الحرمن الشريفين بأمريكا، وكان له دور بارز في التعاون مع الأندية الطلابية أثناء الدراسة، شارك في عدد من الندوات واللقاءات والمؤتمرات، كما شارك في تحرير عدد من الصحف والمجلات التي تصدر عن الأندية الطلابية في أمريكا، كان ضمن الوفد الذي توجه إلى أمريكا بعد أحداث سبتمبر، من أجل تصحيح النظرة.. منذ عام 1414ه وحتى الآن وهو يتقلد منصب رئيس تحرير مجلة (اليمامة) الصحافية الغنية عن التعريف. يرى أن تراكم الخبرات في أي عمل يزيد من قدرات الإنسان على العطاء، كما يرى أن شكل العلاقة التي من المفترض أن تكون بين الإعلامي والدولة أو صانع القرارلابد أن تقوم على مبدأ العدل والإنصاف دونما تحيز، أو استعداء، وبعيدا عن حدود المنفعة الشخصية. من أجل هذا وسواه كان ل (اليوم) هذا الحوار، الذي كان ميسرا، لكونه من أكثر الناس الذين يقدرون حجم معاناة المرأة الصحفية في الحصول على فرصة التجاوب من عدمه رغم دبلوماسيته الشديدة التي اتبعها في الرد على أسئلتنا المعنية بالحوار.. لن أطيل عليكم قراءنا بل سأدعوكم لتستمتعوا بردود ضيفي ثم تطرحون أنتم علامات الاستفهام.. وربما التعجب فبنقدكم يتطور ويرقى اسلوب الحوار. علاقة @ حدثنا عن علاقتك مع (اليمامة) المجلة.. كيف بدأت ونمت إلى أن وصلت لمنصب رئيس تحرير لها؟ * علاقتي مع مطبوعات مؤسسة (اليمامة) علاقة متجذرة منذ الطفولة.. (الرياض) الجريدة التي كنت أحرص على قراءتها يومياً، و(اليمامة) المجلة السعودية الأولى التي لها حضورها كمجلة متميزة، ولعل قرب المنزل الأول من مقر المؤسسة القديم، وعمل شقيقي في (الرياض) زادا من تأصيل العلاقة التي نمت بتنامي المدارك ودائرة المعرفة والتعليم، وبدأت نشاطي الصحفي في جريدة (الرياض) أثناء دراستي الجامعية، من خلال نشر بعض الموضوعات الصحفية، وبعد حصولي على الشهادة الجامعية وأثناء التحضير للماجستير كان لي دوام ثابت مساء كل يوم في الجريدة، وأصبحت أكثر قرباً ل(اليمامة) قراءة وتواصلاً مع عدد من صناعها، وأسند لي في (الرياض) الإشراف على عدد من الصفحات الى أن ابتعثت الى أمريكا للتحضير لدرجة الدكتوراة، ولم تنقطع صلتي بالرياض ولا اليمامة، ولعل وجودي في واشنطن العاصمة ساعد في هذا التواصل مع الرياض، لوجود مكتب للجريدة هناك، كما أن إسهامي في تحرير (مجلة المبتعث) التي تصدر من الملحقية الثقافية هناك عضد هذا التواصل. وبعد الحصول على الدكتوراة وعودتي من البعثة عملت أستاذاً مساعداً في قسم الإعلام بجامعة الإمام، ودعاني أستاذي وأخي تركي السديري للتعاون مع (الرياض) في الفترة المسائية، فواصلت مسيرتي الصحفية في جريدة (الرياض)، حتى جرى ترشيحي ل (اليمامة) وشرفت برئاسة تحريرها. مهنة المتاعب @ من خلال عملك الصحفي أثناء دراستك الجامعية وتعاونك مع (الرياض) الجريدة، وإشرافك على بعض صفحاتها، هل هناك صعوبات رافقت إدارتك لهذا العمل الصحفي؟ وكيف كنت توفق بين التزامات العمل ومتطلبات الدراسة؟ * العمل الصحفي كما يقال عنه مهنة المتاعب، ومع ذلك هو ممتع، وهذا أحد أسرار حرص الممتهنين هذا العمل على الانغماس فيه الى حد (الإدمان) ومصاعب العمل الصحفي تكاد تكون شائعة بين الصحفيين.. ويزيد عليها أو ينقص ظروف الصحفي المختلفة وتعامله مع هذه الظروف سلباً أو إيجاباً، ومن المعوقات التي تزيد المتاعب عدم وفاء بعض المحررين بتقديم التحقيقات أو المقابلات في وقت مناسب قبل النشر. وتفاوت مستوى المحررين من حيث استكمال الموضوعات الصحفية، حيث يتطلب الأمر أحياناً بذل مجهودات مضاعفة لإعادة الصياغة أو استكمال النقص، والجريدة اليومية تتطلب عملاً مستمراً ومتواصلاً لتأمين المواد الصحفية، فإذا كانت المسؤوليات موزعة على صفحات متعددة في وقت واحد، فإن الإجهاد وقلة التواصل الاجتماعي بعض من المتاعب التي تواجه القائمين على العمل الصحفي، ولم يؤثر عملي الصحفي على عطائي في الدراسة، فقد وفقت كثيراً ولله الحمد في الجمع بينهما دون أن يكون أحدهما على حساب الآخر. فوارق @ إذاً هل وجدت فرقاً بين كونك مشرفاً على الصفحات في جريدة يومية وبين أن تكون رئيساً لتحرير مجلة أسبوعية؟ * تراكم الخبرات في أي عمل أو نشاط يزيد من قدرات الإنسان في العطاء، وهناك أمور مشتركة في العمل الصحفي.. ولا جدال في أن رئاسة تحرير أي مطبوعة يعني الإشراف على العملية الصحفية تحريرياً ومهنيا.. فوظيفة رئيس التحرير ليست فقط الإشراف على صفحات أو أبواب معينة، والعمل في جريدة يومية، أو مجلة أسبوعية يقتضي مراعاة لخصوصية كل منهما خطوة @ ما أول خطوة اتخذتها بعد صدور قرار تعيينك رئيساً لتحرير مجلة (اليمامة) عام 1414ه؟ * أول خطوة (مباشرتي العمل) أقولها مازحاً، والحقيقة أنني وضعت في الاعتبار عندما عرض علي الترشيح عدداً من الخطوات بعد الموافقة على هذا الترشيح، وهي أمور توصلت اليها من خلال رصدي لأعداد اليمامة، من حيث المستوى التحريري والمستوى الفني والجانب الإعلاني، وعلاقات المجلة بالآخرين في مستوياتهم المختلفة، ولا أتذكر أن هناك خطوة سبقت الأخرى، لكنني وضعت في حسباني العمل كفريق واحد، والاستفادة من جميع القدرات الموجودة، مع الأخذ في الحسبان (وجود بدائل أخرى)، لتعزيز مسيرة اليمامة، والمحافظة على أن تكون المجلة السعودية الأولى في كل شيء، وقلت لزملائي المثل الشعبي يقول (قدر الشراكة ما يفوح)، إلا في العمل الصحفي فهو لا ينجح إلا بالروح الأسرية والفريق الواحد، وأحسب أنني وفقت في كثير من الخطوات التي أعددت لها، وبقي الكثير ومزيدا من فسحة الأمل.. اذا كان هناك فسحة من الزمن القادم. خطة @ اذاً كيف تصفون خطة عملكم بمجلة اليمامة؟ * التخطيط للعمل الصحفي يقتضي الترتيب لموضوعات كل عدد أسبوعي بشيء من التوازن في الطرح من حيث المضامين، والشمول، وحال المخاطبين، ومقتضيات الأحداث المصاحبة لكل عدد.. وأمور عديدة لا تغيب عن فريق التحرير الذي ينعقد أسبوعياً لتقييم عدد مضى والإعداد لآخر قادم. وهناك التخطيط الذي يتطلب وضع تصورات عامة لمراحل متفاوتة زمنياً وإيجاد نقلات في العمل الصحفي والفني في اليمامة، من خلال الاستفادة من التجارب والمستجدات والإمكانيات المتاحة، وتعديل مسار معين أو إضافة مسارات أخرى، ومع أن هناك أموراً مشتركة في الإعداد للمجلات والتخطيط لها، إلا أن (اليمامة) لها خصوصية يجب مراعاتها عند التخطيط للتناول الصحفي فيها. قضايا وأصداء @ ما أهم القضايا التي طرحها محررو (اليمامة) خلال رحلة عملها حتى الآن؟ * كل القضايا التي تطرحها (اليمامة) نرى أن لها أهميتها التي تفرض نشرها، ورجع الصدى الذي يثلج صدور القائمين على اليمامة أكثر من أن نحصره، ومن مصادر نعتز بأنها تقدر العمل الصحفي الجاد.. وقراء (اليمامة) بهم نصفق، فتواصلهم معنا كتابة ونقداً وتعضيداً يبهج أي رئيس تحرير ل (اليمامة)، وعندما أقول قارئ (اليمامة) أعني به كل من يقرأ (اليمامة)، مهما اختلفت مواقعهم الوظيفية، إننا حقيقة سعداء بالقضايا التي طرحتها (اليمامة)، وكان لها أصداء ايجابية، أما حصرها فيحتاج الى دراسة علمية. الإعلامي والدولة @ ما شكل العلاقة التي من المفترض أن تكون بين الإعلامي، وبين صانع القرار، أو الدولة؟ وما مداها؟ * الإعلامي ينظر الى مجتمعه بعينين فاحصتين، فمهمته تقتضي أن ينقل للمسؤول وصانع القرار ما تلتقطه عين وتسمعه أذن نقلاً صحفياً أميناً يبني ولا يهدم، حتى تكون الوسيلة الإعلامية مرآة صادقة تعكس قضايا المجتمع، ونبضاً صادقاً لواقعه، دون مواربة أو محاباة، والمسؤول ينبغي أن يتفهم طبيعة العمل الإعلامي، ويستفيد من الطروحات البناءة، التي تسهم في تجويد الأعمال، وتدارك السلبيات. والإعلامي والمسؤول أياً كان موقعه، كلاهما يؤدي واجباً يقتضي العدل والإنصاف دون تجن أو استعداء، أو حرصاً على منفعة شخصية. العنصر النسائي @ ما نصيب المرأة في العمل الصحفي بمجلة (اليمامة)؟ * للمرأة في (اليمامة) مثل حظ (الذكرين)، فعلى مستوى عدد الصحفيات لدينا فريق من الزميلات يقدمن موضوعات صحفية في جميع الأغراض التي تخدمها (اليمامة)، وفي (اليمامة) عدد من الكاتبات المتميزات في طروحاتهن وحضورهن. وفي المجلة موضوعات عديدة تهم المرأة. و(اليمامة) تدرك أن مهنة المتاعب بالنسبة للمرأة معاناتها مضاعفة، ولذلك يأتي الاحتفاء بعطاءات المرأة في المجلة، والترحيب بجميع الكفاءات التي ترغب في الإسهام صحفياً في أبوابها المختلفة، وكذا تقدير هذه الاسهامات مادياً ومعنوياً. صحافة النساء @ هل ترى إذاً أن هناك أموراً يجب اتخاذها لضمان تطور ونجاح العمل الصحفي النسائي في المملكة؟ وهل يقتضي الأمر وضع استراتيجية واضحة تنظم عمل المرأة السعودية في الصحافة؟ * السؤال من شقين، كلاهما يؤدي الى إجابة مشابهة، فبالتأكيد يجب إسناد النشاط الصحفي النسائي بعدد من الجوانب التي تسهل على المرأة السعودية ممارسة نشاطها، وفق قيم المجتمع وضوابطه، فهي محتاجة الى دورات متخصصة في فنون التحرير المختلفة، وهي محتاجة الى اشراكها في العملية الصحفية بتفاصيلها المختلفة، وهي محتاجة الى تقدير عطائها أفضل مما هو عليه الآن، ويجب تفهم عطائها الصحفي بشكل يبني تراكماً في معرفتها، لا نفوراً من أخطائها التي تقع فيها، لعدم وجود من يقوم مسار تجربتها، نحن بحاجة الى مزيد من المقتدرات صحفياً فنحن ندرك جميعاً أن هناك كثيراً من الأعمال الصحفية التي لا يمكن مباشرتها إلا من قبل المرأة. صحيح أن نظام المؤسسات الصحفية لم يفرق بين الرجل والمرأة في الممارسة والحقوق، ولكن ينبغي وضع أسس صريحة وواضحة تحفظ للمرأة حقها في ممارسة هذه المهنة، وتضبط هذه الممارسة، وتزيد من فاعلية العطاء الصحفي للمرأة السعودية، التي أثبت الكثير منهن تفوقاً على العديد من أشقائهن الرجال. ضد أم مع @ هل أنت مع أم ضد التمييز بين المرأة والرجل في العمل الاعلامي فيما يتعلق باعتراف الصحف بخبرة الرجل وتقديره مادياً، وعدم اعترافها بخبرة المرأة وحرمانها من التقدير مادياً؟ * أنا مع المتميز في عطائه رجلاً كان أو امرأة، والإبداع الصحفي ليس رجلاً. وأعتقد أن الصحفية النابهة تستطيع أن تحفظ حقها المادي والمعنوي، فنظام العمل والعمال المطبق على المؤسسات الصحفية لا يفرق بين العاملين من حيث الجنس، والخبرة الزمنية التي قضاها الصحفي حق مكتسب له، سواء كان رجلاً أو امرأة، والمؤسسات الصحفية التي لا تقدر الكفاءة أياً كان جنسها تعتبر ظالمة، وكثير من مؤسساتنا الصحفية تحفظ هذه الحقوق، ونحن في مؤسسة اليمامة الصحفية نفخر بوجود كفاءات سعودية تدرجت في مستويات التحرير المختلفة، ولها حقوقها كما الرجل، من حيث التقدير المعنوي والمادي، وهذا حق مكتسب لها لا مراء فيه. بعثة @ ابتعثت للتحضير لدرجة الدكتوراة في الإعلام من أمريكا أواخر عام 1985م، حدثنا عن أهم ملامح هذه الفترة، وعن زملائك الأمريكان والسعوديين وغيرهم؟ * أمضيت في أمريكا سنوات طويلة، ولم تكن السنوات التي قضيتها لطول فترة الدراسة، ولكن لأنني أشغلت نفسي بعمل وظيفي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن، وإن كان العمل جزئياً، إلا أنه في حقيقة الأمر استغرق جزءا كبيراً من يومي، واكتسبت مزيداً من الدراية والمعرفة الإعلامية والإدارية، وعملي قريباً من صاحب السمو الملكي الأمير بندر ابن سلطان، وصاحب السمو الأمير محمد بن فيصل بن تركي، ونخبة فريق العمل في السفارة، جعلني في مدرسة، اكتسبت منها معارف لا يمكن تحصيلها في الصفوف الدراسية، بالإضافة الى أنني كنت بحاجة ماسة لدخل إضافي يعينني في تحمل تكلفة المعيشة في مدينة غالية جداً، خاصة لمن لديه أسرة كبيرة وفقاً للمقياس الأمريكي، واليوم أحمد الله كثيراً على ما اكتسبته خلال الغربة من دائرة معارف كبيرة، وصحب يعتز الإنسان بمعرفتهم، وخبرات أصبحت معينة في كثير من المواقف التي تمر بالانسان. كنت محباً للنشاطات، وتعاونت مع زملائي على تأسيس ناد للطلبة السعوديين، وقد تعثر تأسيسه سنوات طويلة قبل ذلك، تواصلت مع كثير من الطلبة السعوديين من خلال الاسهام التطوعي في مجلة المبتعث لسنوات. والتقيت بطلاب من دول عديدة، كان بيننا وبينهم صلاة جيدة، وأتاحت لي فرصة العمل في السفارة والملحقية الحصول على العديد من المطبوعات عن المملكة، أهديتها للكثيرين، وعملت في معرض (المملكة بين الأمس واليوم)، الذي أقيم في واشنطن، فكنت مسروراً وأنا أحدث الزوار عن وطني. استفاد أبنائي من وجودهم هناك، واستفدت أنا في مجال تخصصي في الاعلام، فالحدث كان يصنع هناك. إن الملامح كثيرة ولا يمكن الحديث عنها في مثل هذه العجالة، ولا عن زملاء الدراسة. أمريكا بعد 11 من سبتمبر @ هل تأثرت أو اختلفت نظرتك للمجتمع الأمريكي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عنها عندما كنت طالباً؟ * شرفت في الصيف الماضي أن أكون ضمن الوفد الإعلامي المرافق لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، أثناء زيارته الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصحفي دائماً ينظر الى الظواهر والمستجدات بمنظار قد يختلف عن غيره، وقد حرصت على أن أستقصى بعض الرؤى بسؤال بعض طبقات المجتمع الأمريكي (سائق التاكسي، موظف الاستقبال، البائعين في المحلات التجارية نساء ورجالاً.. وغيرهم من الطبقات الأخرى)، عن بعض القضايا، ومنها النظرة الى ما حدث، والنظرة الى المملكة، ولم تكن إجاباتهم متباعدة في رؤياهم للحدث ولا النظرة للمملكة، ولا شك أن للهجمة الإعلامية تأثيرها على البعض، ولكن من الثابت أن الأمريكان غير متابعين جيدين لمسار الحملات الاعلامية. وباختصار فإن نظرتي للمجتمع الأمريكي لم تتغير، بما في ذلك وسائل إعلامهم، فلم تكن وسائل الإعلام منصفة للمملكة سابقاً، وقد زادت من حيفها وتحيزها للباطل، مستغلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر، محاولة تشويه الحق والنيل من ثوابت المملكة، خدمة لمصالح المنتفعين والمهيمنين على هذه الوسائل من المتصهينين. المبتعث @ أشرت في حديثك إلى انك شاركت أثناء فترة الدراسة في تحرير مجلة (المبتعث)، التي تصدر عن الملحقية الثقافية بواشنطن، فما ذكرياتك عنها؟ وما طبيعة الموضوعات والقضايا التي كانت تتناولها آنذاك؟ @ مرت (المبتعث) بفترة ركود في مضامينها وعدم ثبات مواعيد صدورها، ومع بدايات التحاقي بالدراسة هناك، تم تعيين الدكتور حمد السلوم ملحقاً ثقافياً في أمريكا، وبذل الدكتور السلوم جهوداً موفقة لخدمة الطلاب المبتعثين وتنظيم شؤونهم، بدعم من الأمير بندر بن سلطان على كافة الأصعدة، وحرص على تنشيط مجلة (المبتعث)، وتفعيل إسهامات الطلاب فيها، لتعبر عنهم، وطلب مني ومن زميلي الدكتور عبدالمحسن الداود الإسهام في تحرير (المبتعث)، ممثلين عن الطلاب، ووفقنا ولله الحمد في تنشيطها تحريرياً وفنياً، وثباتاً في مواعيد الصدور، وتفعيلاً لمشاركات الطلاب ومتابعة لأنشطتهم، وقد اكتسبت وزميلي د. الداود تواصلاً نعتز به مع العديد من الطلاب، كثير منهم مازال التواصل معه قائماً إلى الآن في مدن المملكة المختلفة، أما عن الموضوعات والقضايا التي تناولتها مجلة (المبتعث)، فهي، وإن كانت شاملة، إلا أنها تركز كثيراً على الشؤون الطلابية وهموم المبتعثين وتفاعلهم مع البيئة التي يعيشون فيها، إلى جانب استكتاب ومقابلة عدد من المسؤولين الذين يزورون المنطقة أو من لهم صلة بشؤون الطلاب المبتعثين. سفارة المملكة @ وعملك في سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن ماذا كانت طبيعته؟ * عملت في قسم الشؤون الإسلامية، في العلاقات العامة والتواصل مع الآخرين من العرب والمسلمين هناك والطلبة السعوديين، والأندية الطلابية، ومتابعة طلباتهم من الكتب والمصاحف وغيرها، مما تقدمه السفارة دعماً لأي عمل ثقافي منتج، وأسندت إليّ الجوانب الإعلامية، كما حضرت عدداً من المناشط والمؤتمرات التي أقيمت هناك. قسم وصحيفة @ أشرت الى أنك عملت بعد الحصول على الدكتوراة أستاذاً مساعداً بقسم الاعلام بجامعة الإمام، ورئيساً لتحرير صحيفة (مرآة الجامعة)، كيف ترى تلك الفترة؟ وما المميز الذي قدمته للقسم وللصحيفة؟ * كل مرحلة انتقالية في حياة أي إنسان لها طابعها الخاص، الذي يظل في الوجدان، ومرحلة عملي في قسم الإعلام قريبة زمنياً، ومازلت على تواصل مع القسم بشكل أو بآخر، ومازلت مرتبطاً بالجامعة، وتلك الفترة أنظر اليها على أنها بداية الاستقرار، فقد عدت الى الوطن بعد غربة طويلة عنه، وانهيت متطلبات آخر مرحلة دراسية يطمح اليها الانسان، صحيح أنها ليست نهاية المطاف في التعليم، إلا أنني أعني التعليم المربوط بزمن ودرجة محددة.. وأسهمت مع زملائي في قسم الإعلام في كثير من العطاءات المختلفة على الصعيد الأكاديمي، وأحسب أنني أضفت ل(المرآة) بعض السمات التي أضفت عليها شيئاً من التميز، حسبما يراه زملائي، وبشكل عام لا أرى أنني مهما بذلت من جهود، أنني قدمت شيئاً يستحق إفراده وتميزه، فما يقدم في مثل هذه المواضع (جهد المقل). مناهج إعلامية @ بصفتك أستاذاً في الإعلام ما تقييمك لمناهج الإعلام في كلياتنا المتخصصة؟ سئلت عن هذا الموضوع في أكثر من مناسبة، وقد أشرت الى أن هذا الموضوع نوقش كثيراً، وتصدى له كثير ممن لهم علاقة بهذا الموضوع، ويمكن حصر وجهات النظر في هذا الصدد بالتالي: ان أقسام الإعلام لا تعطي الجوانب التطبيقية اهتماماً كبيراً، من حيث الممارسة العملية لما تتم دراسته نظرياً، حتى وإن زادت أو قللت عدد ساعات التدريب، إلا أن الذين يشرفون على هذا التدريب فاقدون لآلية التقييم، اذ لم يكن لديهم سابق خبرة وممارسة في الشأن الإعلامي، وهذا فيه كثير من الصحة، ويجب على أقسام الإعلام الاستعانة بكثير من الكفاءات الصحفية التي يمكنها تعزيز الجانب العملي في أقسام الإعلام، وإعادة النظر في أسلوب تدريب الطلاب في المؤسسات الإعلامية المختلفة ودراسته من كافة الجوانب. وهناك من يرى أن مناهج أقسام الإعلام قديمة، ولا تعتمد على مراجع ومصادر حديثة في كثير من المواد الإعلامية، وهذا القول قد يصدق على بعض المقررات دون غيرها، وحسب علمي أن المناهج يجري عليها تغيير بين وقت وآخر. وباختصار أرى أن مستوى خريجي أقسام الإعلام، والحاجات الحقيقية للمؤسسات الإعلامية المختلفة، تفرض على مجالس أقسام الاعلام إجراء دراسة علمية تبحث واقع الحال، وتشكل لجاناً مختلفة من هذه الأقسام، ومن المؤسسات الإعلامية المختلفة لمراجعة بعض المناهج والأساليب المستخدمة في تأهيل طلبة الإعلام. موظفون لا إعلاميون @ لكن ألا ترى أن هذه الأقسام تخرج (موظفين) أكثر من كونهم إعلاميين أصحاب صنعة؟ * هذا الاتهام فيه شيء من المصداقية على أرض الواقع، ويجب أن نشير الى أن معظم طلاب أقسام الإعلام مثل غيرهم من طلاب الأقسام الأخرى عندما التحقوا بأقسامهم برغبتهم أو بدون رغبتهم، لم يكن في حسبان الكثير منهم العمل في مؤسسات إعلامية، وإنما الحصول على شهادة جامعية تخول لهم الحصول على عمل في أي قطاع، ويجب تعديل هذا التوجه، وترقية أساليب وطرائق تعليم طلبة قسم الاعلام، وإعادة النظر في كثير مما هو سائد، وكان له بعض القبول في فترات مضت، وتحتم الظروف الحالية إعادة النظر وتقييم الواقع وتقويمه بما يتلاءم مع الحاجات وظروف العصر ومتطلباته. رئيس تحرير متخصص @ برأيك من الذي يخدم تطور المجلة أو الجريدة بشكل أكثر، رئيس التحرير المتخصص في الإعلام.. أم رئيس التحرير صاحب الخبرة والتجربة والموهبة والتخصص البعيد عن الإعلام؟ * الذي يخدم المطبوعة بشكل أكبر هو من يجمع بين التخصص في الإعلام ويمتلك تجربة وموهبة! ولكن إذا قارنا بين متخصص لا يملك تجربة وموهبة وبين غير متخصص يمتلك تجربة وموهبة فإن الثاني أفضل؟ أوكسجين الصحافة @ إلى أي مدى تحتاج الصحافة السعودية (لأكسجين) لتكون قادرة على مواكبة إيقاع الأحداث السريع؟ وما المطلوب منها في ظلال الظروف والأوضاع الضاغطة على المنطقة؟ * الصحافة بدون (أوكسجين) تختنق، وصحافتنا السعودية فيها كثير من العناصر الإيجابية، من حيث مواكبة الأحداث السريعة والتعامل معها، وإبراز المواقف التي تقتضي الوقوف عندها أو اعطائها حجماً أكبر من الإضاءات. ولا شك أن قرب المطبوعة من مصادر الأحداث والوصول إلى ذوي الشأن ممن لهم علاقة بها، وتقديم المعلومة في وقتها، وتفهم الجميع لدور الصحافة وتيسير مهام الصحفيين كل ذلك كفيل بإفساح المجال لرقي أفضل لصحافتنا، وكثير من الصحفيين يحتاجون الى دورات تدريبية، تزيد من قدراتهم في التعامل مع الأحداث المختلفة، والظروف المحيطة تحتاج من الجميع إلى التآزر والتعامل مع كثير من المعطيات الحالية بحذر ونباهة صحفية، مطلوب تقوية اللحمة، ونبذ كل ما يؤدي إلى الاختلاف والفرقة، ومطلوب إشراك ذوي الفكر والرأي في تأصيل كثير من القضايا التي نعايشها. هامش الحرية @ إلى أي مدى حرية الصحافة متحققة في صحافتنا المحلية؟ ألا ترى أن الوقت حان لمنح صحافتنا هامشاً أكبر من الحرية في ظل وجود السباق الإعلامي المحموم؟ * دعيني يا أخت نوال أسأل السؤال بطريقة أخرى، إلى أي مدى استثمرت صحفنا المحلية الحرية المتاحة؟ يمكن لكل منا الإجابة عن هذا السؤال بطريقة مختلفة! والذي أود أن أقوله في هذا الصدد إننا نحتاج الى شيء من التوازن فيما نقبله من طروحات مطبوعاتنا، أسوة بما يسمح به من صحف أخرى توزع في المملكة، اذ لا يمكن لصحافتنا أن تنافس صحفاً أخرى لا تستقيم بينهما شروط المنافسة. صحافة الاستنساخ @ ما موقفك من صحافة الاستنساخ في صحافتنا المحلية؟ * الاستنساخ قضية مثيرة للجدل حتى في اطاره العلمي ونتائجه حتى الآن محل شك، الأطفال الذين يزعم أنه تم استنساخهم لا يعرف شكل جيناتهم الوراثية.. هل تريدين لنا يا نوال صحافة بجينات مشوهة؟ لا شك أن تفرد كل صحيفة بعطاءات صحفية مختلفة، تعتمد على عناصرها الذاتية في فنون تحريرها المختلفة يجعل القارئ لا يكتفي بقراءة صحيفة واحدة. معالي الشيخ محمد بن جبير "رحمه الله" في ضيافة اليمامة