يتخوف عدد متزايد من رجال الاعمال اليمنيين على مستقبل القطاع الخاص وتهديد أكثر مؤسساته المالية بالاندثار لعدم تأهيلها للمنافسة مع سعي حكومتهم للانضمام الى عضوية منظمة التجارة العالمية. وفيما تتجه سياسات الحكومة اليمنية نحو تحرير واسع للمبادلات التجارية في اطار توجه الانفتاح الاقتصادي على الاسواق الخارجية يستشعر رجال الاعمال والمستثمرون مخاطر مرحلة مقبلة تضع مستقبل مؤسساتهم المحلية غير المهيأة للمنافسة في خطر. وحدا ذلك بنحو 70 من رجال المال والاعمال الى الاعلان مؤخرا عن تأسيس مجلس لرجال الاعمال والمستثمرين وهو منظمة غير حكومية هدفها الاساسي مواجهة تحديات المرحلة المقبلة. ومنذ باشر المجلس نشاطه بعد عقد اجتماعه التأسيسي في صنعاء نهاية العام الماضي أخذ يسابق الزمن نحو مهمته الرئيسية الرامية الى انقاذ وضع القطاع الخاص والنهوض بقدراته وانتاجيته بما يمكن الصمود في وجه تحديات مستقبل أصبح وشيكا. ويشكك مراقبون اقتصاديون في فرص نجاح المجلس الجديد في تأهيل مؤسسات القطاع الخاص لخوض المنافسة وامتلاك ميزة التكافؤ خلال المدة القصيرة المتبقية على موعد انضمام اليمن الى قائمة منظمة التجارة العالمية. ومن المتوقع أن يصبح اليمن الذي قطع شوطا كبيرا في مفاوضات الانضمام عضوا كاملا في المنظمة العالمية خلال موعد أقصاه العام 2005. ورغم ذلك أظهر أمين عام المجلس اليمني لرجال الاعمال والمستشمرين عبدالسلام الاثوري تفاؤله لما يمكن لمنظمتهم الحديثة صنعه لجهة تقرير وضع القطاع الخاص المحلي بعد دخول البلاد مرحلة التحرر الاقتصادي الكامل وانفتاحها على منتجات أسواق اكثر من 150 دولة. وقال الاثوري ان اليمن من البلدان الأقل نموا مما يعني أن قطاعاتها الانتاجية تواجه قدرا اكبر من المخاطر المترتبة على تحرير المبادلات التجارية. ويرى الخبراء أن ثلث المنشآت الانتاجية في البلدان النامية يمكنها الاستمرار اذا تمكنت من التكيف مع تحولات حرية التجارة الدولية فيما يحتاج الثلث الثاني الى برامج تأهيل لتحقيق التكافؤ فيما يواجه الثلث الاخير خطر التصفية. ويضيف الاثوري أن أكثرية منشآت قطاع الأعمال في بلده غير مهيأة في الوقت الراهن لخوض غمار المنافسة التجارية لكنها قابلة للتأهيل والتطوير وهذا ما نسعى اليه. ويترقب الشارع الاقتصادي خطوات متقدمة على طريق انضمام كامل لليمن في ملف المؤسسات الاقتصادية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك مشوار المفاوضات لنيل عضوية منظمة التجارة العالمية0 وقال الاثوري انه وسط هذا التحول المقبل يتطلع مجلس رجال الاعمال والمستثمرين الى المساهمة في توفير مناخ ملائم يمكن القطاع الخاص من أداء دوره بتجانس وتكامل وتحفيز المنضمين اليه ومؤسساتهم بغض النظر عن جنسياتهم الى تأدية المهام الاقتصادية والاجتماعية بما يدعم هذا القطاع ويرفع كفاءته. وعلى الرغم من اتساع دائرة المخاوف لايبدو اقبال رجال الاعمال اليمنيين على الانخراط في المجلس الجديد عند مستوى مرض حيث لم يستقطب أثناء مؤتمره التأسيسي سوى 70 من المستثمرين المحليين.