ليس من السهل أن نلم بحياة الأستاذ أحمد بن علي المبارك الأدبية من جميع جوانبها، ولكننا سنحاول تسليط الضوء على جوانب منها في الحدود التي يسمح بها الوقت المحدد لهذه الورقة، لذلك سنطل إطلالة عابرة على بعض المحاور عن أدبه وشعره ونقد مؤلفاته وأحديته، التي أصبحت مأوى قلوب المحبين للأدب في واحة الأحساء وما جاورها. وهذه المحاور لا تمثل إلا جزءا من جوانب حياته الأدبية المليئة بالمحطات الثقافية البارزة التي أتاحتها له ظروف بيئته الأحسائية وأجواء محيطة الدراسي في القاهرة ثم عمله في المجالين التربوي والدبلوماسي. فقد نشأ الأستاذ أحمد بن علي المبارك في أسرة جمعت بين علو الدين وفنون الأدب .. في مجتمع ساعدت أجواؤه على بروز عدد من الشعراء الذين تركوا بصمه واضحة على مسيرة الأدب في واحة الأحساء الغنية بمباهج الطبيعة ومفاتنها، عندما كانت عيون المياه المتدفقة وسامقات النجيل وأفياء الأشجار الباسقة، مرتعا خصبا لخيال الشعراء وإبداعاتهم، يوم كانت للشر سيادته الساحة الثقافية على جميع فنون الأدب ودون منافس، فلما انتقل إلى القاهرة للدراسة، وجد في بيئتها الثقافية ما أشعل أوار شغفه بالأدب، وتعرف على أبرز أعلامه، ومن هؤلاء ثلاثة كان على صلة وثيقة بعهم هم: الدكتور عبد الوهاب عزام، والدكتور زكي مبارك ، والأستاذ عبد القادر المازني، وكان دائم الحضور لمقر مجلة (الرسالة) يوم السبت حين يجتمع كتابها لتصحيح مقالاتهم، من هؤلاء: العقاد والحكيم وأحمد أمين وغيرهم، ومجلس فيه هؤلاء هو مدرسة، تعددت مشارب روادها، وتنوعت اهتمامات أقطابها، فاستفاد منهم الشاب الوافد إلى أرض الكنانة، يطوي بين جوانحه رغبة عارمة في المعرفة، يتنازعها الطموح في التحصيل العلمي حيث الدراسة، والتحصيل الأدبي حيث الرسالة والزيات وعمالقة الأب العربي، وإذا كانت أجواء الأحساء قد غرست بذور الأدب في نفسه، فان أجواء القاهرة قد رعت هذه البذور لتثمر أدبا أصيلا يرفض كل ما يسيء إلى الذائقة العربية شعرا ونثرا. وعن هذه الفترة يحدثنا شيخنا المبارك ويقول: (الواقع أن مصر كانت معترك الحياة الأدبية في الفترة التي كنت فيها هناك، وكانت لي اتصالات بدأت عندما قرأت في الصحف ما يكتبه الأدباء والشعراء عن بلادهم وتذكرت أنني من منطقة في آخر جزيرة العرب من جهة الشرق، وأعرف أن فيها من الأدباء والشعراء من يبزون كثيرا من نقرأ لهم في الصحف المصرية، ومع ذلك أجد كل من يكتب لا يعرف شيئا عن أولئك الشعراء وأولئك العلماء فتاقت نفسي أن أكتب عنهم، ولذلك كتبت أربع أو خمس مقالات وهيأتها للنشر، ثم كتبت رسالة مختصرة أتذكر أني وجهتها إلى الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب مجلة (الرسالة) التي تعتبر في ذلك الزمن هي القمة في الحياة الأدبية، وقلت له بما أن رسالتكم الغراء هي المنبر الحق لبلابل البيات والمرجع العربي الحديث، أود أن أنشر مقالات متتالية عن أدباء الأحساء في تلك الفترة، فاستجاب لي، إلا أنه طلب مني أن أكمل ما لدي، وأنا طلبت منه أن يبدأ بالنشر لتشجيعي ثم بعد ذلك أكمل فرفض، وبالتالي لم أكتب في هذه الصحيفة، ولكنني استفدت فائدة كبيرة، لأني علمت أن الأساتذة الذين يكتبون في جلة (الرسالة) أمثال عباس العقاد، وتوفيق الحكيم، وأحمد أمين، والدكتور زكي مبارك، والدكتور عبد الوهاب عزام، وعدد كبير من الأدباء الآخرين كانوا يحضرون كل يوم سبت لتصحيح مقالاتهم لأن (الرسالة) تصدر يوم الاثنين، لذلك يُطلب منهم أن يصححوا مقالاتهم بأنفسهم، وفي هذه الجلسة يدور حوار ونقاش هو قمة في الأدب، فأجد أن الباب مفتوح لي من أجل أن استفيد من هذه الجلسات، فكنت أواظب على هذا المجلس واستفدت من الفشل نجاحا، وقد نجحت فعلا في أن استمعت إلى هؤلاء الأدباء الكبار وهم يتحاورون، وازددت رغبة في الأدب وإعجابا به بسبب هذه المجالس التي اشتركت في حضورها). الشعر: بدأ اهتمام شيخنا المبارك بالشعر مبكرا.. يحفظه ويقوله، وحرضت ملكة الشعر لديه أجواء عاشها في مسقط رأسه وأخرى رافقته في (رحلة الأمل الألم) لكنه لم يول الشعر العناية التي يستحقها، إذ اكتفى بكتابة عدد من القصائد والمطوعات، جلها من وحي الأحداث التي مر بها ، وله في فن المراسلات والأخوانيات باع طويل، ومراسلاته لبض أعلام جيله خير شاهد على ذلك. وما يعنينا بهذا الصدد ما يتعلق بالشعر، وهو في هذا المجال يذكر قصة زيارة علي أحمد بأكثير له في منزلة وعودته دون أن يراه. (تعود أن يزورني - يعني علي أحمد باكثير- ولكن شابا من الذين يعرفونني كان يسكن بجانبي، أخبره أنني من المحتمل أني خرجت بينما أنا في انتظاره، وكان الزمن بعد صلاة التراويح في رمضان، ولما جئت في السحور عرفت من ذلك الشاب - الذي أعطاني بطاقة للأستاذ باكثير- بأنه جاءني للزيارة بصحبة أخيه حسن ولم يتمكنا من رؤيتي، كان ذلك عندما كنت طالبا بالقاهرة، فقلت له ومن قال لك انني لست هنا، فقال انك عادة تصلي التراويح في داخل البلد، ولم يكن هذا الشاب يدرك أن عاتي غير موعدي، ولم أستطع أن أفعل شيئا، وحاولت بعد أن صليت الفجر أن أنام، فلم يأتني النوم، فكتبت إليه أبياتا وقدمت لها برسالة، ولكني لا أستحضر الرسالة وإنما أستحضر الأبيات، وأخذت الأبيات إلى الأستاذ باكثير وصليت معه صلاة الجمعة، وأخبرته بما حدث وأن شابا به شيء من الغفلة هو الذي حال بيني وبين رؤيتكم، أما أنا فقد صورت مشاعري بهذه الأبيات التي أقول فيها:==1== أألوم ، أم أطوي الملام==0== ==0==بين الجوانح والعظام قصد الكرام زيارتي==0== ==0==والليل معتكف الظلام يمشون مشية سادة==0== ==0==اتخذوا الوفاء لهم زمام فأبت قساوة شقوتي==0== ==0==وأبى لي الحظ الطغام أن ألتقي بوجوههم==0== ==0==فأزيل عن قلبي القتام أأبا كثير يا فتي==0== ==0==الفتيان يا نسل الكرام إني وخالقك العظيم==0== ==0==ومنشيء السحب الرهام ما خنت يوما وعدكم==0== ==0==الغدر من شيم اللئام بل كنت حبس غريفتي==0== ==0==والقلب يضطرم اضطرام مترقبا لمجيئكم==0== ==0==كترقب الشهر الحرام آنا أكون بركنها==0== ==0==وسويعة وسط الزحام لا أستفيق تساؤلا ==0== ==0==وتشوقا كالمستهام أين الأحبة أينهم==0== ==0==أنسوا المواثيق الجسام؟ أنسوا صديقا صادقا==0== ==0==لا يستقر له مقام؟ هذا حقيقة ما جرى==0== ==0==وسجيتي صدق الكلام فأعذر أخاك ووفه==0== ==0==حق الأخوة والسلام==2== وللدكتور إبراهيم رشيد الحاوي - يرحمه الله - قراءة مستفيضة في رسائل الشيخ المبارك كما أن للدكتور عبد الرزاق حسين دراسة عن شعره يقول فيها: (المناظر في شعر الشيخ أحمد بن علي المبارك يجد له بعض القصائد التي قالها في صباه، ولعل مقطوعته في الحمى التي بناها على غرار قصيدة المتنبي في الحمى، تنبئك عن هذا الطموح الشعري، ومع ذلك فهو يفاجئك في نهاية المقطوعة بأن سبب الحمى مغاير لما هو عند المتنبي. يقول:==1== زارت مفتتة العظام وأسرعت==0== ==0==في الدب بين جوانح الأعضاء لما رمت مني الضلوع بحرها==0== ==0==تركت لرأسي أوفر الأدواء==2== ومعظم قصائد الشاعر التي قالها في صباه ترفرف عليها أحلام ربيع القلب المتفتح، وتغشيها الشكوى، كما في قوله:==1== أشكو إليك من الهوى==0== ==0==شكوى الجريح أخي الجوى==2== وإذا انتقلنا نتقصى موضوعاته الشعرية وأغراضه واتجاهاته، فإننا نستطيع أن نتبينها من خلال مسارات عدة: وأول مسار هو مسار الغربة: فتصادفك شخصية الشاعر المرهفة الإحساس، المترعة بالعاطفة من خلال هذا الإحساس الممض بالغربة، فهو يتحسر على ابتعاده عن مراتع الصبا، ومراتع الأهل والخلان ويسائل حبيبته (هجر) بحرقة وغصة، قائلا:==1== أتراك يا هجر الحبيبة تذكري==0== ==0==صبا بغصن قوامك المياد==2== ويشتد تشوقه، فيرسل هذه التحية:==1== سلام بقدر الحب والشوق في الحشا==0== ==0==ومن أين إحصاء لقدر المشوق أشوق ولما يمض لي غير أشهر==0== ==0==فكيف إذا طالت سنون التفرق؟==2== وهو يعزي نفسه عن هذه الغربة، لأن رحلته لها غاية وهدف:==1== رحلت ابتغاء للمعالي ركائبي==0== ==0==وأجهدت نفسي لاقتناص التفوق==2== بل أنه يفلسف لنا الغربة والبعد بأنهما قرب وحب، يقوم:==1== قلت: إني أسافر عنكم==0== ==0==فلأجل الحب هذا الاغتراب==2== هذا التضاد الذي أجراه على لسان المحبوبة يظهر هذا الطموح الذي تميز به و سعى له. ولعل ما أشعل لظى الغربة في قلبه أمران أولهما: يرجع إلى طبيعة الشاعر المرهفة ثانيهما : شدة ارتباطه بأسرته و موطنه و هو المسار الثاني في شعر الشاعر الذي جعله ينتهز كل مناسبة ليضمنها أحاسيسه و مشاعره وكانت الأخبار الواردة إليه تشعله عاطفيا فيهتز طربا للأنباء السارة فها هو ذا يرسل رسالة إلى والده لخبر بلغه فيقول :==1== يا والدي والفضل منك أحاط بي==0== ==0==فأحلني أسمى من أندادي بشرتني و بمن أراك مبشري==0== ==0==بابن الشقيق وأكبر الأعضاد==2== النقد: لعل المتتبع لمسيرة المبارك الأدبية يدرك حسه النقدي، كما يدرك أن وراء ذلك رصيدا ضخما من الثقافة التراثية المتمثلة في حفظه العديد من المطولات من قديم الشعر وحديثه، وكذلك حفظه لمقامات الحريري. وفي الحلقات (35-36-37) من سلسلة مقالاته عن (رحلة الأمل والألم) لمحات نقدية جديرة بالعناية حول أدب طه حسين وشعر محمود سامي البارودي وشوقي وحافظ وإسماعيل صبري. ورواد الأحدية المباركية يحفظون له عنايته بالناشئة وتوجيههم توجيها أدبيا. مصحوبا بدقة الملاحظة والرفق بأصحاب المواهب الجديدة، وهو في ذلك لا ينتهج مدرسة نقدية محددة، ولكنه يعتمد على حسه الأدبي في إدراك مكامن القوة والضعف في القصيدة أو القصة أو غيرهما مما تحفل به الأحدية في أمسياتها المتنوعة الجملية، وذلك وفق نظرته التراثية للأدب التي تأبى التخلي عن أصالة الشعر وقوته، وترفض محاولات التحديث التي تنحرف بالشعر عن قواعده وأهدافه، وفي هذا المعنى يقول: (أما فيما يختص بالشعر الحديث فان منهجي هو العدول عن هذا اللون من الشعر نظرا لأني أعتقد اعتقادا جازما بأنه معول لهدم أدبنا العربي الذي يحتفظ به تراثنا العريق الذي لا يضاهيه أي أدب في العالم ذلك لأن صدق حس العربي بالشعر لا يوجد في أي أمة أخرى، ولو وجد لما عدلوا عنه، فالموسيقى التي يحس بها سامع الشعر العربية لا يستطيع أن يجدها في شعر أمم أخرى مهما كانت عريقة في الثقافة، ومهما كانت عريقة في الحضارة، فالعرب لهم خاصية ولعل لصحرائهم الواسعة الصامتة الهادئة التي ليس بها ضجيج أثرا كبيرا في صدق حسهم في قول الشعر، ولذلك يتغنون به من غير أن يقاطعهم وبغير أن يفصلهم عن الإستصاخة إلى وقعه في نفوسهم شيء حتى يعدل منه ما مال ، فأصبح عندنا ستة عشر بحرا من الشعر هي غاية في الروعة، ولا تستطيع أمة أخرى أن تمتلك نظيرا لها، فلذلك أنا أعتبر من يعدل عنها إلى غيرها إنما يريد أن يطوي هذه الصحيفة الناصعة البياض. هذه الصحيفة العريقة بالتراث يريد أن يطويها وأن يستغني عنها) التأليف: ورغم هذه التجربة العريضة مع الأدب، فان مؤلفات الشيخ المبارك ظلت مخطوطة حتى الآن ولم يقدر لها الظهور رغم أهمية المواضيع التي تطرقت لها ومنها: @ ديوان شعره الذي رتب قصائده حسب موقع قوافيها من الترتيب الهجائي وهو يضم أكثر من خمسين قصيدة ومقطوعة شعرية. @ الدولة العثمانية معطياتها وأسباب سقوطها. @ عبقرية الملك عبد العزيز - رحمه الله - . @ الأحساء ماضيها وحاضرها. @ الأمثال العامية في الأحساء. ومقارنة بينها وبين الأمثال العامية في البلاد العربية الأخرى خاصة دول الخليج العربية. @ رحلة الأمل والألم التي ينشر فصولها في المجلة العربية منذ ما يقرب من الأربعين شهرا. ولعل ظروف النشر وما يكتنفها من متاعب هي التي حالت دون نشر هذه المؤلفات، خاصة بعد أن تقدم به العمر - أطال الله في عمره- ولو قيض الله لهذه المؤلفات ناشرا يكفيه مشقة الإشراف على الطباعة ومتابعة خطواتها المضنية لقدم للثقافة العربية خدمة جلا، أما قبل تقاعده فقد كان منصرفا لعمله الذي وان أتاح له التأليف ،فإنه لم يتح له النشر .ومع ذلك فإن من حق القارئ على شيخنا المبارك أن ترى مؤلفاته النور عاجلا لا آجلا . الأحدية: تظل الأحدية أحد أهم وأبرز الملامح الثقافية في الأحساء بعد أن أصبحت ملتقى المثقفين إذ أن روادها من الأكاديميين من جامعة الملك فيصل وفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، والشعراء والأدباء والإعلاميين في الأحساء، يشكلون رصيدها الدائم، وهم على صلة وثيقة بها، لما يجدونه في أجوائها من ألفة ومحبة ونقاش هادئ رزين، وطرح ثقافي متنوع، ويحدثنا الشيخ المبارك عن الأحدية قائلا: (الفكرة -في الحقيقة -اختمرت في ذهني عندما كنت مداوما على حضور ندوة المغفور له -إن شاء الله- الأستاذ عبد العزيز أحمد الرفاعي، فقد كانت ندوة محبوبة تسعى لها القلوب قبل الأجسام، وكنت من المرتادين لها خصوصا بعد أن نقلت وزارة الخارجية إلى الرياض وكنت أحافظ عليها ليلة الجمعة (مساء يوم الخميس). ولكن تاقت نفسي عندما قاربت على الإحالة إلى المعاش أن أبني لي بيتا في مسقط رأسي في الهفوفبالأحساء، وأن أستقر بين أخواني من أهل الأحساء وأن أساهم معهم في أي شيء من النشاط أكلف به نفسي من أجل النهوض ببلدي، فبعد أن انتهيت من بناء المجلس وقاربت على الإحالة إلى التقاعد ، بدأت هذه الندوة عام 1411ه والتزمت فيها ما لم يلتزمه الأستاذ الرفاعي ولا الأستاذ عبد المقصود خوجه ولا الدكتور راشد المبارك في الرياض، فقد التزمت أن يكون فيها كل يوم أحد محاضرة متنوعة بعضها في الأدب وبعضها في التاريخ، وبعضها في الشؤون العامة التي تهم المجتمع وتنهض به في مختلف العلوم، والحمد لله كانت هذه الندوة عامرة بالأساتذة الذين يعتبر الحوار بينهم مدرسة من المدارس الثقافية الرائعة التي يستفيد منها شبابنا، وهذا هو المقصود في إعلانها فهي تساهم في نشر الثقافة جهد الاستطاعة). وعن سياسة الأحدية في التعامل مع من تستضيفهم من الأدباء والشعراء يقول: (نحن لا نتدخل، ولكنهم يعرفون منهجي ، وأنني لا أقر التعرض للشعر العربي الموزون المقفى، فإذا قلت الشعر الموزون المقفى فلست أقصد المنظوم، فالنظم ليس هو الشعر، إنما الشعر هو الذي يهزك عند سماعه كما يقول الشاعر:==1== إذا الشعر لم يهززك عن سماعه==0== ==0==فليس خليقا أن يقال له شعر==2== فلذلك عرف الجميع رغبتي وحرصي عليه، فلم يستطع أولئك الذين تنكبوا عن هذا المنهج أن يعرضوا بضاعتهم في هذا المكان). أما عن أهم ما يطرح في الأحدية فيقول: "الواقع ان هذه الندوة اخذت من كل ناحية خصائصها فاحيانا تكون مواضيعها ادبية واحيانا دينية واحيانا تاريخية واحيانا حول الزراعة واحيانا حول التجارة واحيانا حول ادارة الاعمال وهي في الحقيقة نوع من التطور في الاحاديث ثم ان هذه الندوة لها خصائص لم توجد في المجالس السابقة". ويضيف: (فيما يختص بإتاحة الفرصة للشباب فهذا هو القصد الأول من أجل أن يميطوا اللثام عما يشعرون به من تشوق إلى ظهور ما لديهم من مواهب أدبية أو قدرات علمية، فهم بذلك يجدون مجال للإعراب عما يجول في نفوسهم ويعرضون ما لديهم من أجل أن يمحصه أساتذتهم فيقرون ما كان مستقيما وجيدا، ويعترضون على ما كان غير موفق في محاولاتهم). خاتمة: هذه بعض الأضواء على جوانب من حياة المحتفى به الثقافية، لا تتسم بالشمولية أو التحليل والعمق بحكم ما يفترض فيه ورقة العمل من إيجاز وعرض سريع، ولا أملك في هذه المناسبة إلا أن أشكر المسؤولين في المهرجان الوطني للثقافة والتراث لعنايتهم الكريمة بأعلام هذا الوطن العزيز، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.