تعتبر الأحساء من أكبر المناطق في زراعة التمور وكافة المحاصيل الزراعية، لما تتمتع به من وفرة في المياه، حيث اشتهرت الأحساء بزراعة النخيل، وتجاوز عددها مليوني نخلة، يمتلكها أكثر من 25 ألف مزارع. وتعتبر الأحساء من أكبر الواحات الزراعية بالأحساء، حسب تصنيف كتاب جينيس للأرقام القياسية، إضافة إلى ان هناك زراعة الأرز الحساوي ذي الجودة العالية، والذي اشتهرت به الأحساء منذ زمن بعيد. ويعود الأرز الحساوي إلى الهند، حيث أتى به أحد المزارعين الهنود، حيث قام بزراعته بالأحساء، بسبب تواجده بالأحساء، وهناك من يقول ان أصله من العراق. أنواع ومزايا يقول احمد العبد الله (مزارع): الأرز الحساوي ينقسم إلى عدة أنواع حساوي هجين ممتاز، وهجين متوسط وأرز محلي أصلي، وكل صنف يتميز بخصائص، ويمكن لذوي الخبرة معرفة كل صنف على حدة، فالأرز الحساوي الأصلي يتميز بلونه الأحمر الغامق أو الفاتح أحياناً، حسب البذرة المزروعة. ويضيف العبد الله: من مزايا الأرز الحساوي انه من النباتات الصيفية التي تزرع في المناطق الحارة كالأحساء، ويتحمل حرارة تصل إلى 48 درجة مئوية، وهو من النباتات التي تتطلب عناية فائقة في الري، مع مراعاة نوعية التربة، وتربة الأحساء تناسبه. ويتفوق الأرز الحساوي على المواد الغذائية، لكونه عالي الجودة، وتكثر فيه مادة الحديد، حيث يقدم للمصابين بآلام المفاصل وكسور العظام، كما يقدم للنساء الحوامل، ليعوضهن عما يفقدنه من الحديد. أوقات الزراعة ويؤكد العبد الله ان أفضل الأوقات لزراعته هو بين شهر أبريل ويوليو (من برج سهيل وبرج الثور و5 من برج السرطان و8 من الدبران. أما الأرز الهجين فيزرع في أواخر يونيو إلى أوائل يوليو أي بحوالي أسبوع بعد زراعة الأرز المحلى الأصلي، ويستمر حتى يوم الحصاد بخروج نجم سهيل. وتصل مدة الزراعة إلى حوالي 4 أشهر، حيث تبدأ مع بداية البذرة في الأرض ولمدة 4 أيام ، ويترك 4 أيام، حيث يغمر بالماء لمدة 4 أيام، ويبقى دون ماء لمدة 60 يوماً، ويسقى حسب توافر الماء، وتوفر الماء يعد من أهم أسباب إنتاج محصول مميز جيد. طريقة الزراعة وعن طريقة زراعته يقول طاهر البراهيم: يُزرع أما بطريقة النثر اليدوي في ارض واسعة، ويكون ذلك في بداية شهر يوليو أو في أرض صغيرة، حيث تتم زراعته بطريقة زراعة الشتلات، حيث تتم زراعة البذور في أرض خصبة، وينبت أول الأرز ويسقى بالماء لمدة 14 يوماً، وهذه أفضل الطرق، وبعد ان يثبت الزرع يسقى بطريقة اعتيادية لفترات، مدة كل واحدة منها 4 أيام بلياليها، لمدة 40 يوماً أو أكثر بقليل، بعدها يقطع الماء عن الشتلات لمدة 10 أيام، وتنقل الشتلات إلى الأرض الرئيسية التي تسمى بالضواحي. وأفضل أوقات نقل الشتلات هو وقت دخول برج الجوزاء، وبعد نقلها إلى الضواحي تسقى الشتلات بالماء لمدة 4 أيام بلياليها، ويقطع الماء بنفس المدة، ثم يسقى بنفس المدة، حتى وقت الحصاد، وهو أواخر شهر نوفمبر حتى أول شهر ديسمبر. تطوير الأساليب ويقول علي المكحل: ان دخول الآلات الزراعية الحديثة ووجود المهندسين الزراعيين أفاد في تطبيق أساليب زراعية حديثة، خاصة في زراعة الأرز الحساوي، من أجل الحد من الهدر في المياه، وإعطاء أفضل النتائج المرجوة. وعن تقبل المزارعين بعض الإرشادات الزراعية والنصائح الهامة يقول المكحل: لقد واجه المهندسون بعض الصعوبات في إقناع المزارعين بتلك الطرق الحديثة، ولكن مع مرور الوقت اتضح ان التجارب التي نفذها بعض المزارعين قد نجحت وبإنتاج جيد، ودون استهلاك ماء بكميات كبيرة وبتوفير وقت كبير. من مظاهر التكريم ويرى المزارع محفوظ الحكيم ان الأرز الحساوي يقدم في الضيافة، حيث يعتبر من مظاهر التكريم والاحتفاء بالضيف والتقدير، كما يقدم كوجبة اعتيادية ورئيسية في الطعام، لجودته وطعمه الشهي، كما يفضله بعض الأشخاص في وجبة السحور خلال شهر رمضان المبارك، ومازال الكثير من الناس يعتبرونه من أشهى الأطعمة التي تقدم. ويقول سلطان الجريش: ان الأرز الحساوي يعتبر أهم وجبة للمرأة النفساء، ويعتبرها أبناء الأحساء من أفضل الوجبات التي تقدمها العائلات للضيوف، كما يحرص أبناء الخليج على شرائه من الأحساء في كل عام. 480 طناً ويشير الحكيم إلى ان الأسعار تتفاوت من عام إلى عام، حيث تتحكم في ذلك نوعية الأرز والكميات التي أنتجت، فالكميات التي تنتجها الأحساء في السنة تصل إلى قرابة 4000 موسمية (الموسمية هي عبارة عن كيسين كبيرين من الأرز الكبير، يزن الكيس حوالي 60 كيلوجراما) ويصل إنتاج المزرعة تقريبا من 10 موسميات إلى 15 موسمية. حسب مساحة المزرعة. وعن سعر الجياسة في السابق يقول: كانت 3 ريالات، أما الآن فتصل إلى 17 ريالاً، وأحيانا 20ريالاً. والموسمية يصل وزنها إلى 240 كيلوجراماً. وعن الأسعار المتوقعة لهذا العام يقول سلطان الجريش: من المتوقع ان تصل إلى 1800 ريال للكيس الواحد، بشرط ان يكون من النوعية الممتازة، ومن إنتاج طرف القرين أو المطيرفي أو خط قطر، لوجود الأرض الخصبة والماء هناك، كما ان هناك أرزا صينيا، ولكن الطعم مختلف جدا، ولا يصل إلى جودة الأرز الحساوي، حيث ان بعض الأصناف يضاف إليها بعض المواد الكيماوية للحصول على إنتاج وفير ذي جودة غير جيدة. أشهر الأمراض وعن الأمراض الشائعة التي قد تصيب الأرز الحساوي يقول سلطان الجريش: أشهرها دودة اللقة ومرض اللفحة، والسبب يعود إلى عدم رش الأرض وقت زراعة الأرز، ومتابعة الرش تقضى على هذا المرض. التنظيف أولاً وعن أهم الأمور التي يجب مراعاتها في زراعتة يقول الجريش: يجب تنظيف الأرض أولاً من الشوائب، وحرثها وزراعتها لمدة 90 يوماً، حتى يتم تنظيفها من الشوائب وتكون جاهزة للزراعة، وتسمى هذه العملية بالتسنية، بعدها تغمر الأرض بالماء، ثم ينثر البذر في الأرض وتسقى بالماء. أكياس الأرز جاهزة لنقلها إلى السوق