ادى لويس ايناسيو لولا دا سيلفا اليمين الدستورية أمس الاربعاء ليتولى مهامه الرئاسية في البرازيل خلفا لفرناندو انريكي كاردوزو. وقام اعضاء الكونغرس او البرلمان البرازيلي بالتصفيق للولا وهم يهتفون له.وبعد ان ادى نائب الرئيس جوزي الينكار اليمين، انشد اعضاء الكونغرس النشيد الوطني البرازيلي.ويتوقع الخبراء ان تنعكس العلاقات بين الولاياتالمتحدة ولولا الى حد بعيد على سياسة واشنطن في امريكا اللاتينية برمتها، غير ان احدا لا يتوقع تفاقم التوتر القائم بين البلدين في المجالين السياسي والتجاري. ويرى البعض على العكس ان حكومة الرئيس الامريكي جورج بوش المحافظة ستكون اول من يرحب اذا تمكن لولا، اول رئيس يساري في البرازيل منذ اربعين عاما، من خفض الفقر والتفاوت الاجتماعي. وقال بيتر روميرو مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون القارة الامريكية في ادارة بيل كلينتون ان لولا لا يملك فقط القدرة على اعطاء البرازيل دور الزعيم بين دول امريكا الجنوبية، بل كذلك على بناء نموذج جديد لردم الهوة القائمة بين الاغنياء والفقراء، مع تنشيط المبادلات التجارية والنمو الاقتصادي. واشار الدبلوماسي الى الانتخابات الاخيرة في كل من فنزويلا والبيرو والاكوادور التي فاز فيها مرشحون غير متوقعين، معتبرا انه اذا ما قرر الناخبون في امريكا الجنوبية اختيار رؤساء قليلي او حتى عديمي الخبرة في المجال السياسي، فان شخصا مثل لولا قد يشق لهم الطريق. ورأى بيتر حكيم رئيس جمعية الحوار بين الدول الامريكية ان نقاط الاحتكاك بين البلدين ليست اخطر من تلك القائمة بين الولاياتالمتحدة وكندا او اوروبا. واشار الى ان العلاقة الشخصية بين لولا وبوش شهدت انطلاقة جيدة خلال لقائهما الاول في 10 ديسمبر في البيت الابيض. وقال ان كلا من البلدين يقر باهمية الاخر. فالولاياتالمتحدة لا تخفي اهمية البرازيل ونجاح لولا بالنسبة لمستقبل العلاقات الاقتصادية بين امريكا الجنوبية والولاياتالمتحدة، بينما يدرك لولا ومستشاروه ان علاقتهم مع الولاياتالمتحدة جوهرية بالنسبة لنجاحهم". وذكر سيدني واينتروب الاختصاصي في شؤون امريكا اللاتينية في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ان لولا عين اشخاصا يعتبرون منطقيين للغاية، لا سيما داخل فريقه الاقتصادي، مما سيسهل العلاقات مع الاسواق التي تعتبر اساسية لمصداقية البرازيل. وتترأس كل من الولاياتالمتحدةوالبرازيل حتى يناير 2005 المرحلة الاخيرة من المفاوضات لاقامة منطقة تبادل حر بين الدول الامريكية. ومع ان لولا كان قد وصف المشروع بانه يوازي ضم البرازيل الى الولاياتالمتحدة فانه عاد واكد التزامه بالمفاوضات واعدا بالدفاع عن مصالح البرازيل بقوة.