نظم مركز بحوث الشرق الاوسط بجامعة عين شمس ندوة تحت عنوان (الاسلام والمسيحية في مواجهة ادعاءات الغرب) وأدارتها الدكتورة سوزان القليني مديرة المركز. وأكد الدكتور محيي الدين عبد الحليم استاذ الإعلام بجامعة الازهر أن سيطرة الصهيونية العالمية على وسائل الاعلام بكافة اشكالها مهدت لرافد الادعاءات الغربية مشيراً إلى وجود تيار المسيحية الصهيونية وسيطرته على المؤسسات التي تصنع القرار بالولاياتالمتحدةالامريكية.وفند الدكتور عبد الحليم الادعاءات التي يلقيها الصهاينة من وصم الاسلام بالإرهاب وظلم الاسلام للمرأة وغيرها من شبهات يحاول لصقها بالاسلام وشرح القواعد الاسلامية الواضحة التي تبين السماحة والرحمة مبيناً عدم وجود استراتيجية عربية او اسلامية تخاطب الغرب على الرغم من الكم الهائل من الفضائيات الغربية والتي تزيد على 50 فضائية دولية واوضح ان الصهيونية تعتمد على الاتصال الشخصي لكي ترسخ المعاني والافكارمن خلال مشاركة الصهاينة في الندوات والمؤتمرات والزيارات المستمرة للغرب التي تدعم سياساتهم مؤكداً ان صورة العرب لن تتغير باجتماعات او ندوات ومؤتمرات ولكن تغيير الصورة تبدأ من تغيير الواقع بما فيه من سلبيات مؤكداً على تضامن الاسلام والمسيحية في مواجهة هذا الخطر الصهيوني. من جانبه قال الدكتور مصطفى غلوش استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر ان هناك خلطا من جانب بعض المثقفين في مفهومي الحضارة والمدنية فالحضارة تمثل القيم والمبادئ والاخلاقيات التي تلتزم بها الامم في حين ان المدنية هي الانتاج المادي لما تنتجه العقول ومن هنا فالغرب يحافظ على المادية بمنهج مادي وليس حضاريا ويسعى للسيطرة على مقومات المدنية في العالم وتحدث عن روح الاخوة بين المسلمين والمسيحيين مشيراً إلى مواقف النبي صلى الله عليه وسلم من العقائد الاسلامية وانه صاهر اقباط مصر وصاهر اليهود. وتحدث المفكر القبطي الدكتور ميلاد حنا استاذ الهندسة الانشائية بجامعة عين شمس عن الظروف الدولية الراهنة وانها تشكل مرحلة حاسمة في تاريخ البشرية تستلزم تضافر الجهود الاسلامية والمسيحية العربية في مواجهة الخطر الاستعماري القادم مؤكداً ان الولاياتالمتحدة لن تستطيع ان تضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والاقباط واشار إلى اختراق اليهود لبعض الطوائف المسيحية التي خدعت بكلماتهم ببعث المسيح وأنه لا بد لذلك من هدم المسجد الاقصى وانشاء الهيكل المزعوم مؤكداً ان المسيحية الصحيحة لا تؤمن بهذا. وتحدث الدكتور يوحنا فلته نائب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية عن جذور العداء بين الغرب والامة العربية واسبابها من الفتوحات الاسلامية ثم الحروب الصليبية ثم سقوط اسبانيا ثم مجيء التتار إلى الشرق حتى جاء القرن الرابع عشر الميلادي فأصبحت العلاقات بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي تسير في اطارات ثلاثة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وعلاقات حرب وانتهت بفجوة بين العقلية الغربية والاسلامية ثم بعد ذلك جاءت الحروب العثمانية واعقبها الاستعمار الغربي ومن هنا وجدت الهوة الثقافية والنفسية والتاريخية مشيراً إلى ان اسباب هذه الهوة ترجع إلى جهل اللغات واختلاف نظم الحكم والاختلافات الاخرى. وطالب ان يتعامل المسلمون بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين مؤكداً على ضرورة النقد الموضوعي سواء للمسلمين او المسيحيين قائلاً هل يمتلك أي حاكم اليوم ان يقول مقالة اصابت امرأة وأخطأ عمر؟ ودعا إلى تعلم الحوار الذي جاء في الكتب المقدسة.