بينما انتظر العالم بقلق لحظة انتهاء مهلة الانذار الذي وجهه الرئيس الاميركي جورج بوش الى الرئيس العراقي صدام حسين في الساعة الرابعة من فجر اليوم الخميس ، أبقى البيت الابيض على الغموض حول الخطوات التالية للحظة الصفر. لكن صحيفة بريطانية مسائية ذكرت مساء أمس ان القوات البريطانية والاميركية الخاصة تخوض معارك عنيفة قرب ميناء ام قصر العراقي الرئيسي جنوبالعراق. وقالت صحيفة ذي ايفنينغ ستاندرد المسائية ان قوات بريطانية خاصة ومن مشاة البحرية الاميركية (المارينز) تشارك في القتال الاول الذي يتم الابلاغ عنه في الحرب ضد العراق. وقالت الصحيفة ان القتال الذي يجري بالقرب من مدينة البصرة جنوبالعراق هو جزء من العمليات التي تهدف الى تجهيز مواقع لرسو الآليات البرمائية خلال الحرب. وعلق الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر على تلك الأنباء بقوله: لن اطلق اي تكهنات حول ما سيحصل. وحمل الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الولاياتالمتحدة وبريطانيا امس بموجب القانون الدولي المسؤولية الكبرى لحماية المدنيين العراقيين. وفي نيويورك ايضا اعرب كبير مفتشي الاممالمتحدة في العراق هانس بليكس عن اسفه لعدم منح فرق التفتيش مزيدا من الوقت لانجاز عملهم. اما وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان فأكد امام مجلس الامن ان هجوما اميركيا على العراق قد يزيد الشروخ التي يتغذى منها الارهابيون. واضاف نقول لكل الذين يعتقدون انه من خلال حالة العراق سيتم القضاء على آفة الارهاب، انهم قد يخطئون هدفهم، موضحا ان استخدام القوة في هذه المنطقة التي تعاني عدم استقرار كبير سيزيد التوتر والشروخ التي يتغذى منها الارهابيون. واكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مجددا معارضة بلاده للحرب، معبرا عن امله في ان تكون عمليات التفتيش الدولية علقت فقط ولم تنته بعد رحيل المفتشين عن بغداد. وقال ايفانوف خلال مناقشات في مجلس الامن الدولي لا شك ان المفتشين قادرون على انجاز مهمتهم بنجاح في مهل معقولة. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام النواب أنه كان في وسع صدام حسين مغادرة العراق طوعا وتجنيب شعبه الحرب، لكن بات واضحا الآن ان هذا لن يحصل. وتبنى مجلس العموم البريطاني مذكرة الحكومة البريطانية التي تجيز استخدام القوة ضد العراق ب 412 صوتا من اصل 659 ولكن صوت ضدها 149 نائبا من حزب العمل. ومن القرارات المتوقعة اليوم الخميس ايضا تصويت البرلمان التركي على عريضة تجيز للطيران الامريكي استخدام المجال الجوي التركي وليس لنشر الجنود الامريكيين. واكد المستشار الالماني غيرهارد شرودر من جهته ان الجنود الالمان المنتشرين في تركياوالكويت لن يشاركوا في الحرب ضد العراق ورفض دعوات المعارضة بمنح الجنود تفويضا جديدا. واعلن مسؤول كبير في الحكومة الالمانية ان الدول ال 15 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تعمل على صياغة اعلان مشترك حول العراق تصدره قمة بروكسل الاوروبية المقرر عقدها اليوم الخميس وغدا الجمعة، معتبرا ان ذلك سيكون في مصلحة الجميع. ميدانيا، قال شهود وأنباء غير مؤكدة أن القوات العراقية قامت بزرع المناطق المجاورة لمدينة كركوك الشمالية الرئيسية بالاف الالغام الارضية مما اثار المخاوف على سلامة آلاف النازحين الاكراد الذين ينوون العودة الى ديارهم عقب سيطرة التحالف الأميركي البريطاني. وتقف القوات الاميركية والبريطانية على مشارف المنطقة المنزوعة السلاح بين العراقوالكويت التي اقيمت اثر حرب الخليج الثانية سنة 1991 في انتظار الامر بعبورها في حال صدور قرار بغزو العراق، هذا إن لم يكن قد اجتازتها فعلا يوم أمس. وقد هبت عاصفة رملية عنيفة على الكويت حيث يحتشد اكبر عدد من القوات الاميركية في الخليج بينما يجرى العسكريون الاميركيون استعداداتهم الاخيرة في قاعدة السيلية في قطر التي ستكون مركز قيادة العمليات العسكرية عند شن الحرب على العراق. وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي القومندان رومي نيلسون غرين على غرار ما يكرره العسكريون في المركز نحن على استعداد بقدر الامكان. وتنشر الولاياتالمتحدة في منطقة الخليج نحو 255 الف جندي تدعمهم اكثر من 700 طائرة ومروحية وسفينة ودبابة، بحسب المصادر الأميركية. واعلن ضابط اميركي للصحفيين ان 17 جنديا عراقيا عبروا الحدود العراقيةالكويتية امس الاربعاء واستسلموا للقوات الاميركية في الكويت. وقال الكابتن دارين تيريو، قائد الكتيبة الاولى في فرقة المشاة الثالثة في الجيش الاميركي، انه تم تسليم الجنود للشرطة الكويتية بعد أن القوا اسلحتهم واستسلموا. واعلن برلمان كردستان العراق أمس حال الطوارئ بعد ان نزح الاف الاشخاص من المدن الى القرى وفق ما علم لدى مصدر من الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يسيطر على هذه المنطقة.