تعرضت بغداد مساء امس في اليوم الثاني من بدء الحرب الاميركية على العراق لاعنف قصف في تاريخها، اصيب خلاله قصر الجمهورية الرئاسي العراقي الذي اندلعت فيه النيران فيما اعلنت واشنطن ان الهجوم الجوي قد بدأ وانها اسرت 600 عراقي. واعلن ضابط اميركي ان جنود المارينز الاميركيين اسروا 600 عراقي في جنوبالعراق مساء الخميس. واصيب قصر الجمهورية العراقي وهو القصر الرئاسي الرئيسي مساء امس الجمعة في الغارات العنيفة التي تعرضت لها العاصمة العراقية . وتصاعدت ألسنة الدخان واللهب في العاصمة العراقية اثر انفجارات هائلة. واكدت عدة محطات تلفزيونية اميركية نقلا عن مسؤولين كبار في البنتاغون ان القوات الاميركية بدأت هجومها الكبير ضد القوات العراقية والذي اطلق عليه الخبراء ووسائل الاعلام اسم (الصدمة والترويع) (شوك اند او)، عبر شن (حملة قصف كثيفة). وظهر الرئيس العراقي صدام حسين مساء على التلفزيون العراقي الذي افاد انه عقد اجتماعا مع نجله الاصغر قصي المشرف على الحرس الجمهوري ووزير الدفاع سلطان هاشم احمد. وكان قد اثير جدل في الولاياتالمتحدة بشأنه اثر معلومات تحدثت عن اصابته خلال الهجوم الاميركي على بغداد الخميس. في واشنطن، اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ان الهجوم الجوي في العراق بدأ اليوم موضحا انه (قبل دقائق قليلة بدأت الحرب الجوية في العراق). ووجه رامسفلد تحذيرا الى تركيا خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون قائلا (ابلغنا الحكومة التركية والقوات المسلحة التركية انه من غير المفيد ان تدخل شمال (العراق) باعداد كبيرة). و في انقرة، اعلن وزير الدفاع التركي وجدي غونول ان تركيا فتحت مجالها الجوي امام الطيران الاميركي. وقال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان القوات الاميركية-البريطانية ستسيطر قريبا على آبار النفط في جنوبالعراق. واضاف ان وحدات من القوات الخاصة سيطرت على مطار في غرب العراق وامنت عدة نقاط عبور حدودية. واضاف ان قوات التحالف تقدمت 160 كيلومترا داخل الاراضي العراقية مشيرا الى ان القوات الحليفة ستضرب مئات عدة من الاهداف العسكرية في الساعات المقبلة في العراق. واعلنت محطة (سي ان ان) التلفزيونية الاميركية ان السلطات العراقية طردت فريقها العامل في العراق. الى ذلك، قتل عنصر ثان من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) امس الجمعة خلال معارك في العراق، وفق ما اعلن المركز الصحافي للقيادة المركزية الاميركية في قطر. واكد الجنرال تومي فرانكس، قائد العمليات ضد العراق، لقواته ان نتيجة النزاع مع العراق (لا تدع مجالا للشك)، كما جاء في رسالة وزعها المركز الاعلامي الاميركي في قطر. و في لندن، اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش البريطانية الاميرال مايكل بويس ان طلائع القوات الاميركية-البريطانية باتت (في ضواحي البصرة) المدينة الاستراتيجية الكبرى في جنوبالعراق. واعلن ان القوات العراقية اضرمت النار في سبع آبار نفط في جنوبالعراق وليس ثلاثين كما ذكر سابقا. من جهته ضرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول بعرض الحائط الانتقادات الموجهة الى المشاريع الاميركية في العراق كالتي اعرب عنها الرئيس الفرنسي جاك شيراك مؤكدا (ان تحرير العراق حتمي) وان هذا هو المستقبل من الان فصاعدا. وقال باول ان غالبية دول (التحالف) المؤيدة للولايات المتحدة في حربها على العراق لا تقدم دعما عسكريا (كبيرا). و في بغداد اعلن وزير الدفاع العراقي الفريق اول الركن سلطان هاشم احمد مساء امس الجمعة في مؤتمر صحافي تحت القصف ان (اي قوة في العالم لن تهزمنا). واضاف وقد طغت احيانا على صوته اصوات الانفجارات (اي قوة في العالم لن تهزمنا نحن ندافع عن قيمنا وبلدنا وديننا. نحن منتصرون لا محالة). من جانب اخر، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني شعبه الى وضع مصالح البلاد فوق كل اعتبار وعدم التعبير عن غضبهم حيال الحرب ضد العراق بعنف، مؤكدا انه يشاركهم هذه المشاعر وان الاردن سيبذل ما في وسعه لوضع حد للحرب سريعا. وافاد مصدر رسمي ان خبراء في مجلس الامن الدولي سيبدأون العمل على مشروع قرار يسمح باستئناف المساعدات الانسانية للعراق. واعلن الرئيس الحالي للمجلس سفير غينيا مامادي تراوري في اعقاب استشارات جرت في جلسة مغلقة ان اقتراحات امين عام الاممالمتحدة كوفي انان الهادفة الى استئناف برنامج النفط مقابل الغذاء في اسرع وقت (قوبلت بالترحيب) في مجلس الامن الدولي.