واصلت القوات الامريكية والبريطانية امس حملة ( الصدمة والترويع ) في كل انحاء العراق لليوم الثالث على التوالي مع تقدم قوات برية في الجنوب ، وانباء متواترة بالاستيلاء على ميناء الفاو وام القصر ، وتقدمت طوابير مدرعات لمسافة 200 كيلو متر شمالا عبر الصحراء في اتجاه بغداد في حركة كماشة واضحة ، فيما سار طابور مدرع دون اي اعتراض عبر الصحراء الغربية الخالية وآخر اتجه الى الناصرية على نهر الفرات واجه مقاومة. وكذلك الاستيلاء على مهبطين للطائرات في الغرب وشن غارات جوية وسط بغداد ومدينتين في شمال العراق. وشنت الطائرات والصواريخ قصفا مدمرا على العاصمة العراقية مما اثار كرات هائلة من اللهب وانفجارات مدوية وسحبا ضخمة فوق وسط المدينة. وخلف القصف الجوي الكثيف على العاصمة العراقيةبغداد اصابة اكثر من 250عراقيا حسب احصائيات اولية ، وكذلك دمار كبير في عدد من المنشآت والمراكز الاستراتيجية للنظام العراقي فضلا عن قصر السلام الجمهوري للضيافة وقصر الزهور. وتزامنت الغارة على بغداد مع غارات أخرى وقعت على محافظة الموصل شمال العراق حيث سمعت انفجارات عدة في محيط المدينة وأخرى سمعت أصواتها قادمة من اتجاه محافظة دهوك في أقصى الشمال العراقي على الحدود مع تركيا بالاضافة إلى انفجارات قوية قادمة من اتجاه محافظة كركوك . وقال قائد حاملة الطائرات كيتي هوك الادميرال ماتيو موفيت ان 320 صاروخا اطلقت على العاصمة وضواحيها.وادت عمليات القصف الى انفجارات هائلة بينما تصاعدت اعمدة الدخان في الاحياء الادارية للعاصمة العراقية. واشتعل الجزء الاكبر من مباني القصر الرئاسي الواقع على ضفة نهر دجلة. الى ذلك اعتبر مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) امس الأول ان استسلام الفرقة 51 النظامية العراقية الحدث الاكبر منذ بدء الحملة العسكرية ضد العراق. واضاف المسؤولون ان استسلام هذه الفرقة جاء خلال تقدم قوات التحالف الدولية تجاه مدينة البصرة ثاني اكبر المدن العراقية. واوضح المسؤولون ان استسلام الفرقة 51 النظامية سيسهل مهمة قوات التحالف في الاستيلاء على المدينة حيث اعتبروها من الفرق المهمة التي يستخدمها الرئيس العراقي صدام حسين في حماية تلك المدينة وقمع الثورات التي انطلقت في المناطق الجنوبية من العراق. واعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس الأول ان القصف الجوي الكثيف الذي استهدف بغداد في اليومين الماضيين يشكل تصعيدا متعمدا للحملة العسكرية في العراق ولكنه لم يستهدف الا اهدافا اختيرت بدقة . واقرت الوزارة في بيان ان الحملة في العراق شهدت تصعيدا متعمدا من خلال ضربات جوية على بغداد. وكان مسؤول عسكري امريكي قد قال ان القوات الجوية الامريكية والبريطانية قامت بألف طلعة جوية واطلقت كذلك الف صاروخ عابر في العراق. واوضح البيان البريطاني ان هذا القصف لم يستهدف الا اهدافا للنظام اختيرت بدقة . واضاف ان القصف كان مركزا بدقة من اجل الحد من الخسائر المدنية والخسائر في البنى التحتية المدنية الى اقصى حد. وابلغ قائد المجموعة القتالية للسفينة كيتي هوك الأميرال ماتيو موفيت الصحفيين بأن الصواريخ اطلقت من سفن حربية في البحر الاحمر والخليج وجرى التنسيق بينها لتضرب اهدافها في نفس الوقت تقريبا. وتحدث طيارون عائدون الى الحاملة الامريكية ابراهام لينكولن بعد القيام بطلعات فوق العراق عن انفجارات متعددة على الارض في حين اصابت صواريخ كروز اهدافها. وقال الكابتن باتريك دريسكوك قائد الجناح الجوي للحاملة كيتي هوك ان الطائرات تسقط قنابل موجهة بالاقمار الصناعية والليزر دعما لقوات الفيلق الخامس للجيش الامريكي حول مدينة الناصرية ومناطق اخرى في جنوب شرق العراق. من جهة اخرى قال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ان مئات من الاهداف ستضرب في العراق خلال الاربع والعشرين ساعة المقبلة. وقال ايضا انه يتعين على القوات الامريكية والبريطانية تأمين حقول النفط في جنوبالعراق. وفي واشنطن اعلن وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد ان الهجوم الجوي في العراق ، وجه تحذيرا الى تركيا خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون قائلا: ابلغنا الحكومة التركية والقوات المسلحة التركية انه من غير المفيد ان تدخل شمال (العراق) باعداد كبيرة . واضاف ان نظام الرئيس العراقي صدام حسين بدأ يفقد السيطرة على بلده. مشيرا الى ان ارتباك المسؤولين العراقيين يتزايد.. وقدرتهم على معرفة ما يحدث في ساحة القتال وعلى الاتصال بقواتهم وعلى السيطرة على بلدهم تتقلص. واكد: لقد بدأ النظام يفقد السيطرة على بلده. وردد ان الولاياتالمتحدة لا تجري مفاوضات مع كبار المسؤولين الحكوميين العراقيين او القادة العسكريين من اجل الاستسلام ولكن اتصالات تجري مع بعض الوحدات في الميدان. قصف قوات التحالف على بغداد من زاوية أخرى