أعلن مدير مركز التميز البحثي في التقنية الحيوية بجامعة الملك سعود، البروفسور عمر العطاس، أن الجامعة توصلت الى اكتشاف لعلاج أمراض القلب والاوعية الدموية، وهو عبارة عن «مذيب للكولسترول» يتم من خلاله علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، الى جانب انتاج أصناف ومحاصيل خضراوات ملائمة للظروف البيئية للمملكة. وقال البروفسور العطاس في حوار مع (اليوم): إن هذا المركب العلاجي يذيب الكولسترول من خلال تغليب جهد الاختزال على جهد الأكسدة، مع تحفيز الكبد لاستخلاص ما يتم إذابته من الكولسترول الراسب في الأوعية الدموية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يعد من المشاريع التكنولوجية العملاقة في إنتاج المركبات الدوائية، والتي تدر ربحا كبيرا للدخل الوطني؛ لشدة احتياج السوق المحلى والعالمي لمثل هذا المركب، ولكثرة أعداد المرضى على مستوى العالم. وبين أن المركز نشر (180) بحثا في مجالات محلية وعالمية، وأن هذه البحوث ركزت على تحسين الإنتاج النباتي لبذور الخضار، ورصد الغش في الغذاء والتوصيل الدوائي لعلاج سرطان الثدي والقولون .. فيما يلي تفاصيل الحوار: في إطار الاستهلاك المحلى للأدوية يوجد العديد من الأدوية الأخرى لعلاج الكولسترول المترسب، والتي تعتمد فكرة علاجها على توسيع جدر الاوعية الدموية لسهولة تدفق الدم فيها، ولكنها لا تزيل السبب الرئيسي وهو إذابة الكولسترول المترسب في الأوعية الدموية والشرايين، مما يعنى انها تزيل العرض فقط وليس السبببداية حدثنا عن التكنولوجيا الحيوية. تقوم التقنية الحيوية بدور فعال وهام في اكتشاف المزيد من المعرفة، التي تفيد البشرية مباشرة من خلال منظومة من الأبحاث التطبيقية؛ لاكتشاف وتطوير جودة الدواء والغذاء وتوفيره اقتصاديا لتحسين مستوى الصحة العامة، وقد أدركت قيادة المملكة أن التقنية الحيوية تعد واحدة من التقنيات الاستراتيجية التي يجب تطويرها، وضمنتها ضمن أهداف الخطة الخمسية الثامنة، واستجابة لذلك قامت وزارة التعليم العالي بإنشاء مركز التميز البحثي في التقنية الحيوية في جامعة الملك سعود عام 2008م؛ بهدف تطوير الدواء والغذاء وجودتهما، واكتشاف معرفة المسببات المرضية لكثير من الأمراض المزمنة من خلال البحوث المقدمة، فهي بمجملها إجراء البحوث المؤيدة لإنتاج المنتجات في هذه المجالات بهدف تحسين الصحة العامة والبيئة. التكنولوجيا الحيوية، لها أهمية بالغة في الحياة الإنسانية، كيف يعمل المركز لترجمة هذه الأهمية وهذا الدور ليكون واقعا؟ منذ انشاء المركز يقوم بدعم البحوث التطبيقية في المجالات التطبيقية في أبحاث الدواء والإنتاج النباتي والحيواني والبحوث في الأمراض المزمنة من خلال دعم المشاريع البحثية المقدمة من المجموعات البحثية المتخصصة في هذه المجالات، ويتم تقييم مقترحات هذه البحوث من خلال لجان محلية ودولية لتقيمها علميا وإبداء الرأي على مخرجاتها، وقد كان الدعم المقدم من وزارة التعليم العالي مرنا من خلال منح المركز كامل الصلاحية للدعم، كما قدمت الجامعة الكثير من الدعم الفني والمعنوي، وكذلك استقطاب متميزين باحثين في المركز. ما الذي تم انجازه بواسطة المركز حتى الآن؟ هناك عدة انجازات ولعل أهمها دعم المركز (32) بحثاً كبيرا، كما ادخل المركز مجالا جديداً في الدعم يسمى: (أبحاث الفرص الصغيرة)، وهى تعني بحوثا مقدمة في هذه المجالات من الباحثين الجدد لاكتشاف الأداء والتميز. أما على مستوى الدراسات العليا، فقد دعم (18) مشروعا بحثيا، ويقدم المركز دعماً في عدة مجالات، ومنها: الأبحاث الاستثمارية، حيث عمل المركز من خلال دعم في المرحلة الأولى على مجالات بحثية استثمارية أدى إلى استحداث مجالين في إنتاج بذور أصناف محاصيل خضراوات ملائمة للظروف البيئية بالمملكة، وتكمن الاهمية الاقتصادية للمشروع في عدة جوانب، منها: ازدياد استيراد البذور للأصناف المحسنة بنسبة 100% خلال العشر السنوات الأخيرة، بالرغم من ارتفاع أسعار من 50-100%، ضعف الاهتمام بزراعة الأصناف المحلية Local Cultivar وتعرض بعضها للانقراض. يستورد السوق المحلي لبذور الخضراوات ما يقارب (160) مليون ريال سنويا قابل للزيادة السنوية؛ نتيجة لزيادة حجم الطلب على هذه البذور من عام لآخر. أما المحاصيل الرئيسية المقترحة بالمشروع فتنقسم إلى قسمين، القسم الأول: يضم محاصيل الطماطم، والخيار، والكوسة، وهو إنتاج هجن للزراعة المحمية، وأخرى للحقل المكشوف، وذلك لكون هذه المحاصيل الأكثر انتشارا من حيث المساحة والإنتاج. أما القسم الثاني، فيضم: محاصيل البامية، والقرع، والحبحب، والشمام، وهي أيضا إنتاج هجن جديدة؛ لكون السلالات المحلية الوطنية تمتلك ميزة نسبية لصفات الجودة والتأقلم البيئي. ولهذا المشروع عدة اهداف، منها أولا: إنتاج وتطوير أصناف هجين من محاصيل الخضر ملائمة للظروف المحلية السائدة في السعودية، وإنتاج بذور جديدة منها لتقليل الاعتماد على الأصناف التجارية المستوردة، والوصول إلى اكتفاء وطني استراتيجي. ثانيا: المحافظة على الأصول الوراثية لمحاصيل الخضر في المملكة. ثالثا: تطوير الكفاءات الوطنية في مجال تربية وتحسين الخضر وإنتاج البذور من خلال برامج التدريب بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. رابعا: التعاون الدولي مع كبرى الشركات العالمية (ركزوانا الهولندية) في تطوير التقنيات المضافة للإنتاج الأمثل بما يتلاءم مع الظروف البيئية المحلية. أما المشروع الثاني فهو: مشروع مذيب الكوليسترول لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية المشاريع البحثية التطبيقية. ولهذا المشروع أهمية اقتصادية بالغة، لعلها تتضح في مركب علاجي يذيب الكوليسترول الراسب في الشرايين والاوردة والأوعية الدموية. وهذا المركب العلاجي يذيب الكوليسترول من خلال تغليب جهد الاختزال على جهد الأكسدة، مع تحفيز الكبد لاستخلاص ما يتم إذابته من الكولسترول الراسب في الأوعية الدموية، وطرده من خلال الحويصلة المرارية. أما في إطار الاستهلاك المحلى للأدوية فيوجد العديد من الأدوية الأخرى لعلاج الكولسترول المترسب، والتي تعتمد فكرة علاجها على توسيع جدر الأوعية الدموية لسهولة تدفق الدم فيها، ولكنها لا تزيل السبب الرئيسي وهو إذابة الكولسترول المترسب في الاوعية الدموية والشرايين، مما يعنى انها تزيل العرض فقط وليس السبب. وهناك مشاريع أبحاث تؤدي الى انتاج خطوط استثمارية، وهي عبارة عن ثلاثة مشاريع، الأول: تصنيع الانسجة البيولوجية المصنعة من المواد الطبيعية لتقنية النانو، والهدف الاساسي باستخدام تقنية النانو كطريقة مثلى لترميم الانسجة القلبية والاوعية الدموية بإجراء صناعة من النسيج الحيوية الامثل للتقنية متناهية الصغر ( نانو). أما المشروع الثاني: فيهدف لزيادة انتاج التوأم وتحسين سلالات الأغنام المحلية(تحسين مستوى الإنتاج الحيواني). والمشروع الثالث: فيستهدف الانتاج الاقتصادي للأجسام المناعية ضد سم الثعابين والعقارب. ما عدد البحوث والدراسات التي نشرها المركز حتى الآن.. وعلى ماذا ركزت؟ عدد البحوث والدراسات التي نشرها المركز حتى الان (180) بحثا في مجالات محلية وعالمية، وركزت هذه البحوث على تحسين الإنتاج النباتي لبذور الخضار، وبحوث أخرى على رصد الغش في الغذاء والتوصيل الدوائي لعلاج سرطان الثدي والقولون، وبحوث اخرى متنوعة في رصد هذه المؤشرات الحيوية بالأمراض المزمنة في المملكة، ونتائج هذه البحوث هامة ويمكن تطبيقها من خلال التواصل مع المركز والقطاعات الصحية. أما دعم الدراسات العليا فإن المركز يشارك في تقديم الدراسات العليا، بالإضافة الى ما تقدمه جهات أخرى لدعم الدراسات العليا وفقاً لسعة وقدرات المركز. هل ترون أن المركز تمكن من إيجاد أرضية له بين المراكز العالمية المشابهة لتوجهه؟ منذ انشاء المركز عام (1428ه) عمل على تشييد الأصول الثابتة من حيث تشييد مفهوم التقنية الحيوية، ونشر الوعي العلمي والثقافي لهذا المجال، وتأسيس مجالات بحثية ذات تقنيات عالية، وتأسيس مجموعات بحثية في المجالات الهامة في التقنية الحيوية، وتطوير المهارات في التقنية الحيوية المعملية، والمشاركة في تدريب وتأهيل الدراسات العليا في التقنية الحيوية، وبناء شراكة علمية عالمية في التقنية الحيوية. باحث ينهمك في (اليوم)