أعلن الناطق باسم المفوضية الاوروبية فى بروكسل رايو كوبينان ان العلاقات الاوروبية الامريكية ستتأثر بشكل جدى اذا ما استمرت الحرب الامريكية البريطانية الحالية لفترة طويلة واذا ما تسببت فى خسائر ومآسى انسانية غير متوقعة. وقال المتحدث الاوروبى ان أى يوم اضافى فى هذه الحرب يحمل عنصرا سلبيا جديدا للعلاقات بين ضفتى الاطلسي. وتعارض المفوضية الاوروبية والعديد من دول الاتحاد بشكل رسمى وعلنى الحرب الحالية ضد العراق وتعدها خروجا فعليا على الشرعية الدولية ومصادر قلق متصاعد بسبب تداعياتها السياسية والاقتصادية على أوروبا. وقال رايو كوبينان ان الاتصالات مستمرة بين القادة والمسؤولين الاوربيين ونظرائهم فى الولاياتالمتحدة لكنه لم يحدد طبيعة هذه الاتصالات والمشاورات وقال المتحدث نعم لدينا قلق فعلى بشأن المنحى الذى ستتخذه العلاقات بين ضفتى الاطلسى بسبب هذه الحرب. وأضاف ان الاتحاد الاوروبى ليس قوة عسكرية مستقلة وبالتالى فان الاتصالات مع الولايات متحدة لا تطال الجانب العسكرى ولكن مجرد الجانب السياسى والدبلوماسى وأضاف انه واذا ما انتهت الحرب بالسرعة المطلوبة وبأقل الخسائر فان علاقتنا مع واشنطن قد تنطلق وفق قاعدة جديدة وفى حالة العكس فان الخسائرعلى الروابط بين ضفتى الاطلسى ستكون وخيمة. وحذر العديد من كبار المسؤولين الاوربيين خلال الساعات الاخيرة التى تلت اندلاع الحرب البريطانية الامريكية ضد العراق من انهيار فعلي للعلاقات بين واشنطن وحليفاتها داخل الاتحاد الاوروبى. وتخشى الاوساط الاوروبية ان تطول الحرب وتلحق أضرارا جسيمة بالمدنيين والمنشآت والمرافق الحيوية فى العراق مما سيزيد من تعقيد العلاقات بين الدول الاوروبية المؤيدة والمشاركة فى الحرب والدول التى لا تعترف باطارها الشرعى والقانونى لها. وتلقى الحرب الحالية ضد العراق بثقلها على مجمل العلاقات الاوروبية الامريكية حيث يتوقع ان تتحول المواجهة بين الطرفين الى كل من الاممالمتحدة وحلف شمال الاطلسى. وتريد العديد من الدول الاوروبية حاليا تنظيم عمليات تقديم مساعدات انسانية طارئة للمدنيين العراقيين ولكنها تواجه مصاعب عملية بسبب احتكار الولاياتالمتحدة وبريطانيا لادارة هذا الجانب الحيوى والهام من المواجهات العسكرية. وتوقعت مصادر المفوضية الاوروبية ان يدير الاتحاد الاوروبى وعبر برنامج آلية للاغاثة المساعدات المقدمة للمدنيين العراقيين عبر هيئة الصلب الاحمر الدولى.. وبالنسبة لمدينة البصرة على وجه التحديد.. وقال ان مبلغ ثلاثة ملايين يورو سلمت بالفعل الى الصليب الاحمر لهذا الغرض. وتقول مصادر المفوضية انه لا تتوفر بعد اية تفاصيل بشأن القدرة الفعلية لتقديم هذه المساعدات للمدنيين العراقيين. وتتهم الدوائر الاوروبية بشكل ضمنى الولاياتالمتحدة بمحاولة السيطرة على ادارة الموقف فى العراق من جميع جوانبه لاغراض خاصة ومن بينها تلك الخاصة بالاعداد الى فترة ما بعد الحرب وتنصيب نظام موال لها وادارة مرحلة ما بعد الاعمار. كما ان الخلافات الاوروبية الامريكية تطال جوانب أخرى حاليا وتهدد بنسف مقومات حلف الناتو. وترى الاوساط الدبلوماسية فى بروكسل ان أى تدخل تركى كاسح فى شمال العراق سينهى عمليا منظومة حلف شمال الاطلسى التى تنتمى اليها تركيا. وقدم الناتو مؤخرا دعما سياسيا وعمليا ومعنويا للاتراك واذا ما تدخلت تركيا بالفعل شمال العراق فان دولا مثل المانيا وهولندا وبلجيكا والتى قدمت مساعدات لانقرة فى الآونة الاخيرة فى اطار الناتو ستتراجع عن هذا الدعم مما يعنى اجهاض مجمل خطط الحلف فى المستقبل والقواعد المنظمة للعلاقات بين دوله.