هيئة الرجال.. وشوارب الرجال.. وملابس الرجال.. وأصوات الرجال.. كل ذلك أمام ناظرينا.. لكن أين هم الرجال الحقيقيون.. في زمن أشباه الرجال..؟؟ إذا كنا قد رفضنا الغزو العراقي للكويت عام 90 المشؤوم وأعلنا صراحة أن هذا العمل قد أعادنا إلى عصور التخلف سنين طولا، فإن نفس المبدأ (للذين بقي عندهم مبادئ) يدعونا لرفض هذا العدوان الهمجي البربري على العراق اليوم، خاصة أن الكارثة اليوم هي أكبر ولا تقف عند العراق، بل الدور قادم على دول خليجية وعلى سوريا وعلى إيران.. هذا هو الزلزال الآتي القريب. ماتت ضمائركم.. ماتت مبادئكم (إن وجدت أصلا).. تبلد إحساسكم.. ألا تحرك فيكم مناظر القتلى من الأطفال والنساء شيئا؟ ألا توقظ فيكم بقايا الرجولة؟.. كيف تنامون بالليل؟ كيف يهدأ بالكم؟.. ماذا تقولون لأطفالكم عن الحرب في العراق؟ كارثة طبيعية؟!.. إلى متى تظنون أن أمريكا سوف تحمي هذه مشكلتنا مع بعض الكتاب وبعض الصحفيين في وطننا العربي.. لا أدري ماذا نقول، فبعضهم قد دخل في غزل عفيف (وأحيانا غير عفيف البتة) مع الحكومات (وكأن الحكومات في حاجة لمن يحامي عنها) لأغراض يعرفها العامة، وآخرون يستميلون سفارات لدول معروفة لنفس السبب. اللهم ارحمنا برحمتك، وأبعدنا عن النفاق، وأرنا الحق وثبتنا عليه. لو كان ضميرهم به حياة لثاروا وانتفضوا منذ زمن، ليس لأن العراق تحت القصف الهمجي البربري الآن ولكن منذ أن استصرخت النساء في فلسطين: وا إسلاماه.. منذ أن قتل محمد الدرة.. منذ أن قتلت إيمان حجو.. منذ أن أحرقوا المسجد الأقصى.. لكن ضمائرهم ميتة منذ مدة أو إن هذا الضمير صناعة أمريكية هو الآخر. إلى كل الشرفاء، وإلى كل هذا الشعب الواعي.. أكثروا من الدعاء إلى الله جلت قدرته أن يحفظ الضعفاء والمساكين وأن يهزم قوى الظلم: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم قوى الطغيان، وحدك القادر على ذلك سبحانك لا إله غيرك. اللهم احفظ جنودنا هناك وأرجعهم إلينا سالمين. أخبار الخليج