تؤثر الحرب النفسية بين الخصوم المتحاربين على سير المعارك وتلعب الشائعات دورا هاما في حسم هذه المعارك وهناك وحدة للحرب النفسية بوكالة المخابرات الامريكية (سي, أي, ايه) تضطلع بمهام تعتمد على اشاعة الاكاذيب والاقاويل غير الحقيقية وما شاهدناه على شاشات التلفاز العربية والعالمية من تضارب غير مسبوق في التصريحات يلمس عمق هذا الجانب. الاستطلاع التالي يلامس اطراف الموضوع عبر اراء عدد من المثقفين. حسن الصفار: لا شك ان الجندي حينما يقاتل يحتاج الى المعنويات المرتفعة والى الايمان بالقضية التي يقاتل من اجلها والاشاعات النفسية تسعى الى زعزعة ثقة المقاتل في قضيته والى خفض معنوياته مما يجعله ضعيفا في مواجهة القوات المعادية ويقلل صموده وثباته في ميدان المعركة والمشكلة التي يعانيها الجندي العراقي كما يبدو في هذه المرحلة انه لاتتوافر لديه الثقة الكافية بالقيادة التي يسير خلفها لما عاناه من سياستها الخاطئة التي جرته الى حروب خاسرة يعانيها الشعب العراقي والمنطقة العربية حتى الآن. واتصور ان هناك استعدادا في نفوس الجنود العراقيين للتأثر بهذه الحرب النفسية وان كان معروفا عن الانسان العراقي حبه لوطنه واستماتته في الدفاع عن استقلاله وكرامته ونامل ان يتجاوز الشعب العراقي هذه المحنة باقل قدر من الخسائر. حرب ممنهجة د. ظافر الشهري: لاشك في ان الحرب النفسية جزء هام من التخطيط العسكري لاي حرب وما نسمعه هذه الايام من تصريحات وما تتناقله وسائل الاعلام يؤكد ان هناك حربا نفسية ممنهجة وعلينا ان نواجه هذه الشائعات باعلام صادق وقوي يوضح الرؤية للمواطن العربي بالمقابل لا يمكن ان يكون ما يحدث في العراق من سفك دماء الابرياء اطفالا ونساء وشيوخا لا يمكن ان يكون مقبولا باي حال من الاحوال وهذه الغطرسة الامريكية والبريطانية هي وصمة عار في جبين العالم المتحضر في هذا العصر وسيكتب التاريخ في يوم ما ان من يتشدقون بالحرية ومحاربة ما يسمونه بالارهاب هم الارهابيون حقا فحينما يظهر وزير الدفاع الامريكي على شاشات التلفزة العربية والعالمية ويقول ان بلاده تقود حربا نظيفة في حين اننا نرى الناس وقد تناثرت اجسادهم اشلاء ممزقة فكيف تكون هذه الحرب نظيفة؟ وباي معايير يتكلم. الكلمة للحقيقة د. ثريا العريض: كل الحروب اتكأت بشكل أو بآخر على اثارة الشائعات والتخويف والتهويل والترويج لأشياء غير حقيقية بهدف التأثير على الخصم وضرب معنوياته وهذه الامور ليست جديدة او وليدة اليوم انما كانت حاضرة في كثير من الحروب لكن تظل في نهاية الامر الكلمة الأخيرة للحقائق التي تحسمها القدرات والامكانيات ومدى الولاء للأرضية التي ينطلق منها كل طرف هذه الحقائق التي تحسم المعركة في النهاية هي الأكثر تأثيرا في الحسم عن النواحي النفسية والاعلامية. الطبيعة الانسانية ناصر الجاسم: الشائعات آلة غير حربية قوامها اللفظ المسموع والمكتوب استخدمت منذ بداية الحروب بين بني البشر وحتى في الحروب التي بين المجتمعات البدائية وذلك لتحقيق انتصار أولي يكون تمهيدا لانتصار ثان حقيقي هذه الآلة غير الحربية تحتاج إلى عبقرية تجيد استخدامها حتى لا تدور رحاها وتقضي على ما لكها او منتجها اضف الى ذلك ان طبيعة النفس الانسانية مجبولة على حب الخير خاصة ان الاذن تواقه دائما إلى ألا تشبع من الاستماع تشاركها في ذلك حاسة العين هذه الطبيعة لهاتين الحاستين (الاذن والعين) أوجدت لدى الافاقين والكذابين والمحتالين فرصة لان يستغلوا هذه الطبيعة الفطرية في تحقيق مآربهم واهدافهم الوصولية والاستعمارية والانتهازية واهداف التفريق والنميمة وتغيير اتجاه الرأي العام. ان ما نلاحظه في هذه الحرب غير المتكافئة وغير المشروعة وغير المقبولة هو نجاح الاعلام العراقي العربي المسلم لانه استند الى الصدق والى الحقيقة وابتعد عن المغالطات والاكاذيب وبالمقابل انهزم الاعلام الانجلوامريكي هزيمة كبرى لانه اعتمد مبدأ التضليل السياسي والشعبي ليس للعرب او للعراقيين وحدهم بل للشعب الانجلوامريكي ولشعوب العالم كله والمجرم دائما يتخذ من الكذب سلاحا ودرعا يتسلح به حتى يصل إلى هدفه وحتى لا يموت. ظافر الشهري ناصر الجاسم