شهد المؤشر الرئيسي للثقة بقطاع الاعمال الالماني الذي تم الكشف عنه انخفاضا غير متوقع في شهر مارس الجاري، وذلك في وقت يزن فيه أكبر اقتصاد أوروبي (ألمانيا) آثار الحرب العراقية على مستقبل الاقتصاد العالمي. وارتكازا على استطلاع آراء 7 آلاف مدير تنفيذي، واعتمادا على بيانات معهد أيفو الاقتصادي الذي يتخذ من مدينة ميونخ مقرا له انخفض المؤشر الرئيسي للثقة في قطاع الاعمال بالغرب الالماني إلى88.1 نقطة في شهر مارس الجاري مقابل 88.9 نقطة في شهر فبراير. ووضع هذا الانخفاض نهاية لشهرين من ارتفاع المؤشر الذي يعتبر أكبر مؤشر يحدد الاتجاهات الاقتصادية المستقبلية. كما أثار الانخفاض أيضا قلقا جديدا إزاء فرص الاقتصاد الالماني في تفادي الانحدار إلى حالة ركود. وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن تظهر قراءة المؤشر لشهر مارس تغيرا طفيفا هذا الشهر خاصة بعد أن أظهر استطلاع آخر رئيسي للمشاعر الالمانية أذيع الاسبوع الماضي، وهو تقرير زد.إي.دبليو، ارتفاعا للشهر الثالث على التوالي في مارس الجاري. غير أن إيلجا بارتش، خبيرة الاقتصاد الاوروبية العاملة في مؤسسة مورجان ستانلي الامريكية للاستثمار حذرت من التمعن كثيرا في استطلاع معهد أيفو الذي كان أول استطلاع للاراء إزاء قطاع الاعمال، يعلن منذ بدء حرب الاطاحة بصدام حسين. وقالت بارتش ان الانكماش في مناخ الاعمال يؤكد أن التحسن الذي تم تسجيله في تقرير معهد أيفو خلال الشهرين الماضيين لم يوفر حتى الان أي بوادر واضحة على التحول. وذكرت ان ذلك يعني أنه بسبب الحرب في العراق فسوف نكون حذرين إزاء الامعان كثيرا في مؤشرات الاراء حاليا. وقد جاء الكشف عن آخر تقرير لمعهد أيفو في أعقاب تقريرين آخرين لاستطلاع الاراء نشرا هذا الاسبوع حول منطقة اليورو والاضطرابات التي تسود الاسواق الاوروبية في ظل القلق الذي ترسخ إزاء الاضرار التي ستنجم عن الحرب الطويلة الامد وأثرها على قطاع الاعمال وثقة المستهلك وبالتالي على تأخير الانتعاش في اقتصاد الولاياتالمتحدة والاقتصاد العالمي بصورة عامة. وكان أبرز المؤشرات البلجيكية الذي يقول الاقتصاديون انه يعكس في الغالب التطورات الاقتصادية في منطقة اليورو قد أظهر يوم الاثنين الماضي انخفاضا بمعدل أكثر كثيرا مما كان متوقعا. فخلافا لتوقع انحفاض المؤشر بمقدار1.7 نقطة، سجل المؤشر انخفاضا قياسيا بلغ 16 نقطة وهو ثاني أكبر انخفاض على مدى تاريخه. وقد أذيع في أعقاب ذلك استطلاع للرأي أظهر أن الثقة في قطاع الاعمال في ثالث أكبر اقتصاد أوروبي (إيطاليا) قد انخفضت خلال شهر فبراير الماضي. وفي غضون ذلك ذكر رئيس معهد أيفو هانز-فيرنر سين، الذي كان قد حذر في السابق من تدهور محتمل للاقتصاد العالمي إذا ما طال أمد حرب الاطاحة بصدام عما هو متوقع، إن مؤشرات التحسن في مناخ الاعمال التي ظهرت خلال الشهرين الماضيين، لم تتأكد في الوقت الراهن. ومما ساعد على انخفاض مؤشر معهد أيفو في شهر مارس الجاري تلك التوقعات المتصلة بمكونات المؤشر بالنسبة للغرب الالماني، والتي تراجعت من98.4 نقطة إلى97.2 نقطة، وذلك في حين كان الانخفاض في مؤشر التقييم الصناعي للاوضاع الراهنة معتدلا حيث تراجع فقط من79.6 إلى79.2 نقطة. أما الثقة في قطاع الاعمال في الشرق الالماني فقد تراجعت أيضا حيث انخفض مؤشر معهد أيفو للنصف الشيوعي السابق من ألمانيا من 102 نقطة إلى8.100 نقطة. وفيما سجل المؤشر في قطاعي التجزئة والبناء انتعاشا خلال شهر مارس قال معهد أيفو ان الاستطلاع أظهر انخفاضا في قطاعي الصناعة وتجارة الجملة. وجاء التدهور في مؤشر الثقة في قطاع الاعمال في شهر مارس بالرغم من خطط الاصلاح التي كشف عنها المستشار جيرهارد شرويدر وكذلك بالرغم من الخفض الذي أجراه البنك المركزي الاوروبي على أسعار الفائدة في وقت سابق هذا الشهر بواقع 25 نقطة أساسية. وكان البنك قد أجرى هذا الخفض في إطار جهوده للمساعدة على دعم مشاعر الثقة في الاقتصاد خلال المواجهة العسكرية في الخليج. ويأتي الكشف عن آخر تقرير لمعهد أيفو، أيضا في ظل اكتساب العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) قوة جديدة حيث ارتفعت قيمتها مقابل الدولار خلال فترة الاستعداد للحرب وهو ما زاد من مشاعر القلق السائدة بين المصدرين الاوروبيين والالمان. ويذكر أن اليورو قد زادت بنسبة تزيد على 20 بالمائة مقابل الدولار خلال الاثنى عشر شهرا الماضية.