تكرر سيناريو المفاوضات السابقة التي جرت في السادس والتاسع من نوفمبر في جنيف بين القوى الكبرى وإيران مجددًا أمس في جنيف، التي وصلها وزراء خارجية "5 + 1" لوضع كل ثقلهم في المفاوضات الجارية مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق مرحلي بشأن برنامجها النووي على النحو نفسه مع محادثات شاقة مكثفة. والتقدم الذي أنجز في المفاوضات والذي يبقى محاطًا بسرية كبيرة دفع على الأرجح وزراء الخارجية إلى العودة إلى جنيف حتى ولو لم يصرح أحد عن أي اختراق في هذه المفاوضات الصعبة والمكثفة. ولفت دبلوماسيون غربيون عدة إلى أن الحذر يبقى سيد الموقف. من جانبه "لم يؤكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، كما لم ينف" المعلومات الصحافية الإيرانية التي تشير إلى أن مجموعة الدول الست وافقت على حق طهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها. وأعلن عراقجي أمس أن "نقطتي خلاف أو ثلاثًا ما زالت قائمة" بين إيران ودول مجموعة 5+1 التي تجري مفاوضات في جنيف حول الملف النووي الإيراني. ونقلت وكالة أنباء فارس عن عراقجي قوله قبل اجتماع جديد مع مندوبي مجموعة 5+1 صباح امس في جنيف إن "نقطتي خلاف أو ثلاثًا ما زالت قائمة، لكن الطرفين يقتربان من اتفاق. يجب أن نرى ما إذا كان ممكنًا تسوية الخلافات". وصرح من جهته وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أن الطرفين "دخلا في مرحلة صياغة" تلك النقاط التي قال: إن عددها "ثلاثة أو أربعة(...) واحد أو اثنان منها أكثر أهمية"، دون مزيد من التفاصيل. ولم يتسرب الكثير من المعلومات حول وضع المفاوضات فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية التي ترهق الاقتصاد الإيراني. وأفادت تقديرات أمريكية أن إيران تخسر خمسة مليارات دولار شهريًا بسبب هذه العقوبات، وقد تكون خسرت منذ بداية تطبيقها نحو 120 مليار دولار. كما أن هناك مائة مليار دولار من الأرصدة الإيرانية مجمدة حاليًا في عدة مصارف في العالم. وقد يترجم تخفيف "محدود" للعقوبات بالإفراج عن بعض هذه الأرصدة. وعبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي وصل جنيف صباح أمس إلى جنيف مجددًا عن أمله في التوصل إلى "اتفاق متين" فيما دخلت المحادثات على ما يبدو في مرحلتها النهائية. وفي السياق، قالت صحيفة واشنطن بوست: إن المفاوضات بين القوى العالمية وإيران بشأن النووي الإيراني تواجه صعوبات كبيرة، وخاصة في ظل إصرار طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم. وأشارت الصحيفة -في مقال للكاتبة جنيفير روبين- إلى أن ستة قرارات سبق أن صدرت عن الأممالمتحدة بما يتعلق بالنووي الإيراني، وأن تلك القرارات تكشف عن انتهاكات صارخة تقوم بها طهران بحق القانون الدولي في هذا الشأن، وأن إيران ربما تسعى للحصول على أسلحة نووية. وأضافت الصحيفة إنه إذا كانت الولاياتالمتحدة -وهي القوة العظمى الوحيدة في العالم- ترفض أن تقوم بدورها كدولة عظمى وأن تتصرف بحزم لحماية الغرب من الخطر النووي الإيراني، فإن إسرائيل قد تضطر للقيام بذلك الدور من حماية الغرب والعالم من الخطر النووي الإيراني بالنيابة عن أمريكا. من جانبها أوردت صحيفة واشنطن تايمز أن محادثات النووي الإيراني التي تجري بجنيف تواجه عقبات، كتلك التي ظهرت في الجولات السابقة من المفاوضات، مشيرة إلى أن إيران تصر على التمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم، مضيفة إن تخصيب اليورانيوم يعتبر خطوة على طريق حصول طهران على أسلحة نووية.